-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 31/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ماذا تحمل لنا يا شهر فبراير؟

محمد زهير الخطيب

يحمل لنا شهر فبراير في كل عام ذكرى مجزرة حماة الرهيبة، وأود أن استعرض الحالة السياسية في سورية في تلك الحقبة البائسة.

منذ 1963 م كانت ثورة البعث الانقلابية تمسك بزمام الحكم في سورية، وكانت الحريات مغيبة من خلال إعلانٍ لحالة طوارئ مزمنة، وحلٍ للأحزاب وتعطيلٍ لكل أنواع الاعلام الحر وفسادٍ مستشرٍ في القضاء، وطائفيةٍ مقيتة في الجيش والمخابرات ووظائف الدولة الكبيرة.

كان هناك مجموعة أحزاب معارضة تعمل بشكل سري، منها الاخوان والشيوعيون والناصريون...

السؤال الذي أريد أن أطرحه: ماذا كانت خطط هذه الاحزاب في تغيير الحكم في ذلك الوقت؟ وما هي خططهم اليوم؟

بعد أن سحبت السلطة الحاكمة كل خيارات الديمقراطية واحتمالاتها أصبحت خطط الاحزاب المعارضة في ذلك الوقت هي العمل السري المنظم في صفوف الشعب والجيش حتى يأتي يوم يتحرك فيه الجيش والشعب للاطاحة بالنظام المتسلط بالقوة، وهنا تتفاوت نسبة الاعتماد على الجيش والشعب بحسب قدرة الحزب على تجنيد أعضاء على هذين الصعيدين، وسيكون الانقلاب أبيضاً أو أحمراً بحسب الظروف، وهكذا فما دام هناك استبداد وإلغاء للحياة الديمقراطية تنمو فطور الثورة والسرية وتزهر عناقيد الغضب والعنف.

الاعتماد على الجيش يسمى إنقلابا، والاعتماد على الشعب يسمى عصيانا مدنياً. واسلوب الانقلابات له شواهد كثيرة وخاصة في سورية والعراق، أما العصيان المدني فشواهده قليلة، ومن هذه الشواهد العصيان المدني الذي جرى في السودان والذي أطاح بحكم عبود وجاء بحكومة مدنية في أواسط القرن الماضي، والعصيان المدني الذي جاء بالخميني في إيران...

الذي أريد إثباته أن جميع الاحزاب كانت تفكر بالتغيير عن طريق السرية، والثورة والانقلاب بشكل أو بآخر فهو الخيار الذي كان متاحا أمامها بعد استفحال الطائفية، وتعطيل الديمقراطية وإفساد القضاء وإخراس الاعلام.

اليوم وبعد مرور قرابة نصف قرن على هذا الحال، تغيير العالم كله ودخل عصر العولمة، وانطلق الاعلام من قمقمه وكسر الحواجز الجغرافية ليس برغبة السلطات إنما بغزو القنوات الفضائية ووالصحافة الالكترونية والانترنت. وكان هذا كافيا لتعلن جميع قوى المعارضة أنها تتبنى التغيير السلمي المدني العلني الوطني. وهذا معناه ضمنا أنها مادامت تستطيع التواصل عبر وسائل الاعلام، فإنها ستكون قادرة على توعية الشعب المغيب وتشجيعه على تحمل مسؤولياته في تغيير نفسه وإحداث التغيير المدني السلمي الوطني المناسب.

أقول هذا حتى لانظلم مئات المجاهدين والمناضلين الذين اجتهدوا قبلنا بإخلاص وساروا بالطرق السرية الثورية الانقلابية الصدامية لتحرير بلدهم من قبضة الاستبداد والفساد، ولا أريد اليوم ونحن ننعم بنعم العولمة والانفتاح الاعلامي أن نقلل من شأن النضال في تلك المرحلة التي كانت لها نظرياتها وأدبياتها الواقعية التي نبتت في مزارع الخوف والقهر والظلام، يوم كانت تسحق مدينة عن بكرة أبيها فيذاع أول خبرعنها بعد عدة أيام بعد أن تكون الارض قد سويت بهم.

نسأل الله أن لا يعيد تلك الايام الحزينة، وأن تيأس السلطة من التمادي في الظلم والبطش وهي تحسب أن الدنيا في غفلة عن جرائمها لا تسمع ولا ترى، لقد أسعدني منذ مدة أن أقرأ مقالا في الصحف لسجين رأي سوري اخترقت كلماته أسوار السجن لتصل إلى الصحافة، وأسعدني أكثر أن أقرأ منذ أيام مداخلة لأحد سجناء إعلان دمشق في حوار للمعارضة السورية على (الفيس بوك)، لاتسألوني كيف وصلت مداخلته فأنا لا أعرف، إنها الدنيا التي عرف كل الناس أنها تلملمت وصغرت بالعلم والحضارة إلا أصحاب الافق الضيق الذين لا يتقنون إلا لغة البسطار.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ