-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


سراج الليل يؤذن باقتراب بزوغ الفجر الصادق

الشيخ خالد مهنا*

يقيناً سيطول بنا المقام ونحن نحصي ونضرب الأمثال لما أصابنا من دمار وحرائق.. وخسف ونسف ، فقد أفلحت نيران هولاكو المعاصر على اختلاف ألوانه أن تشعل النار في قيمنا الحضارية وأفلحت في تدمير قلوبنا وعقولنا..

أفلحوا في تدنيس قيمة العفة والشرف وقيم أخلاقية كثيرة في ربوع مشرقنا الذي كان فيما مضى متوهجاً..

أفلحوا في تدمير قيمة الجهاد في نفوس المسلمين بعدما ظهر زعماء الجهاد في أفغانستان وغيرها على النحو الذي ظهروا عليه ، فطأطأنا رؤوسنا خجلاً ولكن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات على اختلاف ألقابهم كانوا كذلك أول المحترقين ، ولا تزال دويلات وامبراطوريات منهم تنتظر عذاباً أشد من الحريق...

وقديماً ذكر أن الذين أوقدوا النيران في الأخاديد ليلقوا فيها الأطفال والنساء والشيوخ أصابهم عذاب الحريق... أحرقوا بنفس النار التي أضرموها..

"إن بطش ربك لشديد"..

فلقد صحت الرواية أن الاتحاد السوفيتي أوقد النار في أفغانستان، وأحرق النسل والحرث ولكن صحت الرواية كذلك أنها احترقت بها في النهاية حريقاً أتى عليها تماما وأزال هذا الكيان من الوجود ، وليس بخافٍ علينا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت في تلك الفترة قريبة من الأحداث ترى ما يحل بالشعب المنكوب ، وانبسطت أساريرها لإنهيار الإتحاد السوفيتي وإنتهاء حقبة الحرب الباردة ، ولكن كل المؤشرات تشير على وجه الجزم والحسم أنها لم تتعظ ولم تعتبر لما حدث لأقرانها، وظنت نفسها أنها المستفردة بالساحة وجوزت لنفسها أن توقد النار في أكثر من موقع، بل أكاد أجزم أنّ كل النار المشتعلة في كل بقاع الأرض وقفت وراءها... أوقدتها في فلسطين ، وأججتها من جديد في أفغانستان ، وأحرقت الأخضر واليابس في العراق ، وهي تستعد اليوم لتوقدها في أماكن أخرى لتصيب الأمم في مقتل، وتحسب أنها بمنأى عن العذاب..

وجاء صمود غزة والعراق وأفغانستان تحت الضربات الموجعة ليؤكد لكل من إصابة الوهن ، وغبشت لديه الرؤية أن موعدنا الصبح.. أليس الصبح بقريب ؟؟ ألم يخبرنا ربنا عزّ وجل قصص أقوام سابقين :

" فكلاً أخذنا بذنبه، فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من خسفنا به الأرض، ومنهم من أغرقنا.."

إذا كان ذلك كذلك، فسنة الله ماضيه " وجعلنا لمهلكهم موعداً"

 أن الإنسان إذا بلغ أشده وإستوى أخذ خطه البياني بعد ذلك في الإنحدار، وكذلك الأمم (ثم جعلنا من بعد قوة ضعفاً وشيبة).

 ****

غزتي وغزتكم...

بغدادي وبغدادكم..

كابولي وكابولكم...

تضع أيديها على وجهها وتخفي دمعها كي لا تضطر أن تدفع على الدمعة الزائدة ضريبة جديدة..

تخاف أن تقول"آه" كيلاً يعرف القناصة مصدر الصوت فيصيبوه، في مقتل.

مقاهيها طوت مظلاتها وهاجرت طيور البحر...حملت أولادها على أكتافها ورحلت..

عشرات آلاف السكاكين التي تلتمع تحت الشمس تطعنها كل ساعة وألوف جاءوا من خلف البحار والجبال ليرقصوا رقصة(التام – تام) "والأبالاما" حول أجسادنا المحترقة.

كل ما يدور في عالمنا العربي والإسلامي من تشويه وتمثيل يدعو الأمة لتنتسب إلى نادي المحاربين والمدافعين عن الشرف والعزة والكرامة.. وأرجو أن لا يفهم من كلامي أنني أدعو إلى التمثيل بالشعوب والأمم التي أحرقت ديارنا وأهلكت حرثنا وبقرت بطون الحوامل ، واغتصبت ونشرت الفساد ولكنني أدعوها للبس خوذة (الجمال الحربي)، ولبس هذه الخوذة يعطي الحرب الدفاعية صفة الحسن، ويعطي السلام صفة القبح والدمامة . ، تلك الحرب التي لا مجال فيها للدبلوماسية واللين واللطف والمسايرة والعواطف حتى لا تخطف الدبلوماسية الفرح من أيدينا، وتصادر مزاميرنا لأنني على يقين أن تلك الإمبراطوريات التي أشعلت الحرائق في بيوتنا أوشك أجلها وحتفها على الانقضاء،ويقيناً حين تلبس الأمة خوذتها وبدلتها الكاكية سيدنو أجلها وحتفها أكثر فأكثر

إن الأمة التي ذاقت من العذاب أشكالاً وألواناً تنتظر منذ زمن طويل أن تذوق وتتعرف على شكل الفرح فإن أعلنت أمتنا أنها لم تعد تنتمي إلى فصيلة الأحمال الوديعة والحمائم الزاجلة والمطوقة فلتأخذ مجالها ووقتها الذي يكفي لأبنائها لتسجيل انفعالاتهم، وتشكيل كلماتهم- ولا تدعوا الدبلوماسية المرنة أن تسرق منا هذه اللحظات المدهشة، التي قد تحول المليارد ونصف إلى بحار من الكبرياء والعنفوان لا ضفاف لها .

أنّ من يستشرف المستقبل حسب البشارات يحس أنّ الزمن القادم سيمنح غزة وبغداد وكابول وكشمير جمالاً جديداً، لم تعرفه منذ أيام صلاح الدين.. هذا الجمال هو أجمل وردة ستنبت في حديقة وطننا العربي والإسلامي منذ مئات الأعوام.

قد يقول متفلسف إنك تدعو إلى جمال متوحش وشرس ولكن من قال وقد ذبحنا من الوريد إلى الوريد - أن الحمامة أجمل من الفهد الإستوائي، وأن الحمل الوديع أجمل من الأسد؟

أن بعض دول العالم التي ازدرت أمتنا بعد هزائمنا المتتالية أصنحت اليوم مأخوذة بجمالنا المقاوم، بعد أن كان الجمال البغدادي واللبناني والأفغاني والفلسطيني متهماً ومطروداً من كل مسابقات الجمال .

أنّ أي مواطن عربي يتأمل المستقبل، بات يتحدث اليوم عن قرب إنجلاء الغمة وبات يتحدث عن الدبلوماسية والمرونة وشفتاه مقلوبتان، كأنه يجبر على إبتلاع برشامة كريهة الطعم، لا يريد إبتلاعها ولا يستسيغ شم ريحها، وهو يتأمل بالمستقبل القريب كما يتأمل العاشق الولهان قرب الوصل..

وهو يدرك بعفوية أن الباطل ساعة والظلم هنيهة، وأن الزمن القادم هو زمنه، فيا ليت الشعب العربي الذي يرى بأم عينيه كيف الباطل بدأ يتفرقع يسمح له أن يلبس البدلة الكاكية، لأن هذا اللون يتناسب مع لون بشرته ولون طموحه.

ليته يبقى يحمل الرفش في يده على أهبة الإستعداد لحفر القبور لغيره بعد أن ملّ وطقّ من دفن موتاه، وليته يحفظ من الآن بطاقة(المحارب الجميل) في جيبه، لأن صورته الملصقة على بطاقة المحارب الجميل هي أجمل وأبهى صورة التقطت له حتى الآن..

لقد أناخ الليل ظله فوق ربوعنا ، وألقى الظُلم فوق رؤوسنا حَمله وهذا الليل البهيم ناء بكلكليه وطال مقامه وطغى محله لكنني أراها اللحظات الحاسمة التي تسبق الميلاد ولسوف يولد النور في ربوعنا، ويصدق قول الشاعر كما صدق على أمم من قيل:

أتى على الكل أمر لا مرّد له

حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا

وصار من كان من مُلك ومن ملك

كما حكاً عن خيال الطيف وسنان

عن أبي الدر داء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إبغوني ضعفاءكم، فأنما ترزقون وتنتصرون بضعفائكم"

سيأتي زمان يتقدم هؤلاء المستضعصون القافلة. ولا أظن أنهم حين يروا الشعوب التي إستذلتهم يفتشون عن اللقمة في أكوام القمامة سيقفوا متشفين لما آلت إليه أوضاعهم بل أعتقد جازماً أن هؤلاء المستضعفين الذين لبسوا لامة الإنقاذ سيكونون أكثر براً ورحمة ورأفة بمن ساموهم سوء العذاب مِن قادتهم الذين حفروا بأنفسهم أخاديد صنفهم .

ـــــــــــ

*رئيس الدائرة الاعلامية في الحركة الاسلامية

رئيس الحركة الاسلامية في أم الفحم والضواحي           

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ