-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 12/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إسرائيل و"خيار خلط الأوراق" الجاهز دوما

عريب الرنتاوي

فجأة، قفزت أنباء التصعيد العسكري الإسرائيلي شمالا وجنوبا إلى السطح، وأخذت تزاحم أنباء التحرك الكثيف على مسار استئناف المفاوضات وإحياء عملية السلام، غارات إسرائيلية على غزة، وحشود عسكرية على جنوب لبنان، وتصعيد لفظي إسرائيلي يحرك جدلا لبنانيا صاخبا، وارتفاع في نبرة التهديدات بحرب جديدة، وعلى الجبهتين معا، فلماذا كل هذا التصعيد، وما الذي استجد لإثارة كل هذا الاستنفار، هل نتجه فعلا لحرب جديدة، وهل سنواجه ربيعا ساخنا كما تفترض تكهنات بعض المراقبين.

 

منذ أشهر عديدة، والماكينة الدعائية الإسرائيلية تروّج المعلومات والتقارير و"التسريبات" عن تضخم الترسانة العسكرية لكل من حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، مع تركيز خاص على امتلاك التنظيمين لمخزون هائل من الصواريخ متعددة المديات، والصواريخ المضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات العامودية، وقد جرى ربط هذا "التسريبات" بتهديدات "قاطعة" صدرت عن آلة الحرب الإسرائيلية بأن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى "ميزان القوى" يتجه لتغيير جذري في "قواعد الاشتباك".

 

وزاد الطين بلة، أن إعلام حماس وحزب الله، بادر بدوره إلى صب المزيد من الزيت على نار "التضخيم" الإعلامي الإسرائيلي، ولأسباب مغايرة تماما بالطبع، فإذا كان هدف إسرائيل من التضخيم والتهويل هو التمهيد للحرب والتوطئة لشنها حين استكمال الاستعداد، فإن هدف حماس وحزب الله من من إبراز "القدرة الردعية للمقاومة والمبالغة في تصويرها" هو الحيلولة دون اندلاع هذه الحرب والبرهنة على أن أي "مغامرة" من هذا النوع ستكون كارثة على إسرائيل أيضا.

والحقيقة أن "تسلح" حزب الله وحركة حماس ليس السبب الوحيد الذي يدفع على الاعتقاد بأن حربا مقبلة في 2010، فثمة أسباب أخرى ترجح مثل هذا السيناريو، فحكومة اليمين واليمين المتطرف برئاسة نتنياهو، لن تتورع عن شن حرب في واحد من احتمالين:

 

الأول: إحساس إسرائيل بأنها مضطرة لـ"دفع ثمن" لا ترغب في دفعه أو هي غير مستعدة لدفعه، نظير استئناف المفاوضات وإحياء عملية السلام، في مثل هذه الحالة، فإن خيار خلط الأوراق يبدو مخرجا مناسبا، وثمة ذرائع جاهزة باستمرار للجوء إلى آلة الحرب والعدوان على غزة أو جنوب لبنان، بل وليس من المستبعد توسيع نطاقها ليشمل الضفة الغربية المحتلة، بهدف الإطاحة بترتيبات دايتون – بلير والعودة للحديث عن "غياب الشريك الفلسطيني".

والثاني: وصول معلومات استخبارية عن مكان احتجاز الجندي شاليط تغري بتجريب الخيار العسكري لإطلاق سراحه، وتفادي "الكأس المرة" التي تحاول حكومة نتنياهو في دفعها عن فمها، الأمر الذي سيفضي بدوره إلى وقوع المحظور.

 

إلى جانب هذه السيناريوهات المرجحة لضربة عسكرية، فإن لدى إسرائيل أوراقا تصعيدية أخرى، خصوصا على الجبهة الفلسطينية، فتكثيف الاستيطان وإحكام إلحصار وإغلاق المعابر، من شأنهما دائما وفي أي لحظة، أن يوفرا سببا كافيا لقلب الطاولة على رؤوس اللاعبين، وإعادة خلط الأرواق في المنطقة برمتها.

 

من بين هذه السيناريوهات جميعها، فإن من المرجح – وفقا لتجارب سابقة – أن تعمد إسرائيل إلى تكتيك – إحراج الفلسطينيين / اللبنانيين لإخراجهم – بحيث يبدو أي سيناريو إسرائيلي بمثابة "سيناريو اليوم التالي" أو "الضربة التالية" فيصبح العدون دفاعا عن النفس، والحرب ردة فعل على الفعل الفلسطيني / اللبناني، والسلام فرصة مهدورة على مذبح "غياب الشريك" وعدم جاهزية الجانبين الفلسطيني والعربي للسلام واستحقاقاته إلى آخر "المعزوفة المشروخة".

 

عمليتان أو ثلاث عمليات من نوع ما حصل في نابلس مؤخرا، وقوع إصابات إسرائيلية بصواريخ فلسطينية تطلق من غزة ردا على غارات إسرائيلية مماثلة لغارات الأمس، عملية ناجحة على طراز "عملية حارة حريك الفاشلة"، واحدة من هذا "الشرارات" أو ما يماثلها، كفيل بإحراق سهل بأكمله، ووضع المنطقة برمتها على سكة أخرى، فهل تفعلها إسرائيلي؟...الجواب في جيب "الحاوي" بينيامين نتنياهو.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ