-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 31/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إيران تتأرجح بين الأزمة النووية وأزمة الشارع

د. صالح بن بكر الطيار*

 في الوقت الذي يظهر فيه ان لا حل قريب للملف النووي الإيراني بسبب الشروط المتبادلة بين طهران والغرب فقد بدا ان الوضع الداخلي بات يشكل تهديداً فعلياً لا يمكن الإستهانة به بدليل حجم المواجهات شبه اليومية التي تحصل والتي ادت بمناسبة احياء العاشر من محرم الى سقوط اكثر من 15 قتيلاً وعشرات الجرحى وهذا ما دفع بوسائل اعلام غربية الى التكهن ان العام 2010 سيكون " عام ايران " فيما ذهبت صحف اخرى الى توقع بداية " ثورة ايرانية " على يد ما اسمته " الحركة الخضراء ". والذي زاد من حجم التوتر في الشارع هو مقتل ابن شقيق الزعيم المعارض مير حسين موسوي ، ومنع السيد محمد خاتمي من القاء خطبة ، وفرض حصار على مكان الإحتفاء بمناسبة وفاة اية الله حسين منتظري ، واعتقال عدد من قادة المعارضة وعلى رأسهم ابراهيم يزدي . وتتبادل السلطات الإيرانية والمعارضة الإتهامات بشأن توتير الأجواء حيث تقول الأولى ان المعارضة تتحرك بإيعاز من الخارج للقضاء على الثورة الإيرانية او لإضعاف مواقفها الرافضة للهيمنة الغربية ، فيما المعارضة تتهم النظام الإيراني بأنه تحول من " نظام اسلامي" الى " نظام ديكتاتوري " يمارس التعسف والأضطهاد على مواطنيه الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة فيما تدفع الأموال الى جهات خارجية من اجل ان يحقق النظام مكاسب سياسية خاصة به . ووسط هذه الأتهامات المتبادلة يرى المراقبون ان الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد خاصة وأن العام 2010 مقبل على 15 مناسبة دينية سيعمل الطرفان على استغلالها كما حصل يوم العاشر من محرم ليثبت كل طرف انه هو من يمثل نبض الشارع ، وهو من يتحدث بأسم المواطنين ، والمدافع عن مصالحهم ومنافعهم . ويبدو ان المعارضة غير قادرة حتى اللحظة على تحويل حركتها الى "انتفاضة" او الى ما يشبه "الثورة المضادة " لإعتبارات ذات علاقة بالشعارات التي رفعتها والتي تدعو الى الإصلاح في بنية النظام وليس الى تغيير النظام ، كما ارادت ان تؤكد حضورها من خلال التعبير الديمقراطي دون اللجوء الى العنف حتى لا تعطي النظام ذريعة استخدام القوة المفرطة بحق انصارها وزعمائها ، ولكي تكسب من خلال تظاهراتها السلمية شبه اليومية المزيد من المؤيدين والمناصرين . كما يبدو بالمقابل ان النظام الإيراني غير قادر سلمياً على حسم المعركة لمصلحته بالنظر للحجم التمثيلي الشعبي للمعارضة الذي لا يستهان إذ تبين قياساً الى نتائج الإنتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران / يونيو الماضي انها تمثل اقل بقليل من نصف الشعب الإيراني . ولأن النظام مهما وجه من اتهامات الى المعارضة بانها " صنيعة الغرب وتتحرك بأوامر منه " فإنه لا يستطيع ان يتجاهل حقيقة مطالب المعارضة التي تتحدث عن ازمة فعلية على المستوى الإقتصادي والإجتماعي والسياسي . يضاف الى ذلك ان طرفي النزاع يدركان جيداً ان اللجوء الى العنف المفرط سيؤدي الى نتائج وخيمة ضد من يستخدم هذا الأسلوب من التعبير .. فإستخدام العنف من قبل المعارضة سيؤدي الى نشوب مواجهات دموية قد لا تبقى محصورة داخل طهران وستمتد الى مدن اخرى ، ولكن سيكون هذا الخيار اعزل ومحكوم عليه بالقمع ، وسيعطي كل المبررات للنظام للجوء الى استخدام القوة المفرطة بحجة ان المعركة باتت متعلقة ببقاء النظام من عدمه . وفي حال كان النظام هو البادىء باللجوء الى استخدام العصا الغليظة بهدف وضع حد نهائي لتحركات المعارضة فهذا الأمر سيتيح الفرصة لتدخلات خارجية تحت ستار حماية حقوق الأنسان وحرية التعبير وسيكون ذلك افضل فرصة يستغلها الغرب لتحويل المعركة مع ايران من مواجهة بسبب الملف النووي الى مواجهة رهان على المعارضة وعلى مدى قدرتها على التغيير . والذي لا زال يتحكم بتوازنات المواجهة هو ان الجميع لا زال يتحرك تحت سقف الدولة من منطلق ان الخلاف ليس على شكل النظام بل على ممارساته وأولوياته . مع فارق ان المعارضة مصابة بالوهن رغم الشخصيات الكبيرة التي تقف وراءها من امثال رفسنجاني ومحمد خاتمي ومهدي كروبي ومير حسين موسوي لأن التحرك الشعبي الذي يديرونه ارتجالي في معظم الأحيان ، ولأن من غير الواضح بعد ما هي الخطة الأصلاحية التي تسعى المعارضة اليها ، وهذا ما يدفع بالسلطة الإيرانية الى استغلاله والى اتهام المعارضة بأنها حركة تخريبية اكثر مما هي حركة اصلاحية . وإذا كان البعض يتحدث عن احتمال تعرض ايران لهجوم خارجي بسبب عدم تجاوبها مع ما عرضه الغرب بشأن ملفها النووي ، فإن دوائر القرار الدولي تفضل التريث وعدم اللجوء الى هذا الخيار ليس فقط بسبب تداعياته الكارثية على منطقة الشرق الأوسط بل لأنها تراهن الأن على تعاظم شأن المعارضة . ولهذا يمكن القول ان العام 2010 سيكون عام الحسم بالنسبة لكل الملفات التي تعني ايران سواء على المستوى الداخلي او على المستوى الخارجي . وتطورات الأوضاع هي الكفيلة بتوقع النتائج التي من المبكر الحديث عنها لأن اوراق جميع الأطراف لا زالت متداخلة ومتشابكة .

ـــــــ

*رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ