-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فوائد النّـكَـد وأنفلونزا الخنازير

بدرالدين حسن قربي

وصلني خلال الأسبوع الماضي عدد من الإيميلات المتداولة على الشبكة العنكبوتية، المختلفة مصدراً والمتطابقة موضوعاً عن نصفنا الحلو مما هو معلوم عنه بالضرورة، تُسوّق وتزعم أن للزوجة النكدية فوائد يجهلها كثير من الناس.  منها أن الزوج يصبح من المكثرين لذكر الله، فهو طول يومه يحارب نكدها بالإكثار من قول: حسبي الله ونعم الوكيل.  ومنها أنه يغض بصره لشعوره بالكره لصنف الحريم، ويكثر من صلة رحمه وبره بوالداته بزيارتهم هرباً من نكدها.  ومنها أيضاً أنه في حالة ريجيم من قهرٍ مستمر، فيتجه للمحافظة على وزنه إن لم ينقص، فنفسه مسدودة عن الطعام.  وأما إن كانت الزوجة (نَسْرَة) ومن النوع النكدي الأصلي فيصبح الزوج من دون شك من العظماء، لأنه من المعاناة والرهق والنكد يدفن نفسه بشغله فيَبْرَع فيه، ويُدهش الناسَ من حوله تأكيداً أن وراء عظمته امرأة نكدية.

الحقيقة أن الإيميلات الذكورية السابقة تجاهلَتْ وتناسَتْ مع سبق الإصرار اختصار فوائد الزوج النكد أيضاً، والتي منها أن زوجته تدخل جنةً عرضها السموات والأرض بعظيم صبرها عليه إيماناً واحتساباً، لاسيما يوم يكون من النوع الأصلي نَكَدَاً وعيشةً، ومن النوع المتميّز بالغلظة والبخل والثقالة والشّح، ياألطاف الله.

فإذا علمنا أن الكثيرات من النسوة يعتبرن أن أزواجهن محظوظون بهن باعتبار أن لامثيل لهن، فإن الأكثر من الرجال يعتقدون أنهم كما يقال (لقطة) وأن ليلة القدر طلعت على نسائهم يوم حظين بهم،  وأن أمهاتهن كن في غاية الرضا والدعاء لهن بالخير والسعادة والتوفيق في زواجهن، وإلا ماكان لأي واحدة منهن أن تحظى بما حظيت بمثل هالرجل الفلتة واللقطة أبداً.

ومابين الزوج النكدي الذي تحاول زوجته الخلاص منه بأية طريقة، والنكدية التي يحاول رجلها أن يتخلص منها أيضاً،  نسمع عن زوجات يحاولن أن يخلعن من بعد ماضاقت بهن الحياة، ويفضلن أن يرددن الحدائق إلى أهلها على العيش مع زوج نَكِد رغم كل فوائده التي يعتقدها عن نفسه ويسوقها الرجال، ونسمع عن أزواج أيضاً يحاولون أن يتخلصوا من زوجات نكدات والعياذ بالله رغم كل فوائدهن بأية طريقة ولو ذهبوا بما تحتهم وما فوقهم، وإن كان كثير منهم يفعلون مايفعلون من البهتان والافتراء والإعضال ليأكلوا ماليس لهم بحق.  ولكننا لم نسمع إلا متأخراً عن أزواجٍ دمهم خفيف و( شربات خالص)، وإنما نواياهم والله أعلم عاطلة على الآخر، يريدون التخلص من أزواجهم، وإنما (إيييه) بطريقة فنية قاضية، تكون على الشرع وحسب الشرع ووفق الشرع مخافة الدّيان، و(يزمطوا) منها حسب خطتهم متوضئين ودون أية مدفوعات ويادار مادخلك شرّ.

قالت محدثتي: (اللي مْأمّنه للرجال)، فهي (مأمّنه) للماء في الغربال.  هل تصدق أن زوجاً والعياذ بالله طلّق زوجته بسبب إصابتها بأنفلونزا الخنازير..!؟ وأن عدداً من الأزواج الناكرين للجميل، ومن الصنف الذي يضيع معه الخبز ولايبين فيه الملح، راحوا يستفتون لجنة الفتوى في الأزهر الشريف لعلهم يجدون عندهم ناراً يحرقون بها نصفهم الآخر ويتخلصون منه بمناسبة هالانفلونزا الخنزيرية بطريقة حلال.

فقلت لها: وكذلك قيل (اللي مْأمّن) للحريم فهو (مأمّن) للماعز في البرسيم.  وإنما فتوى اللجنة الصادرة يوم الأحد بتاريخ 27 كانون الأول / ديسمبر 2009 بعدم جواز طلب الزوجة الطلاق أو قيام الزوج بتطليق زوجته بسبب هالانفلونزا، أفشل مخططات من في قلبه مرض، ويريد أن يتخلص بحجة الأنفلونزا الخنازيرية من زوجه النكدي أو النكدية.

وعليه، فمن أرادت أن تخلع زوجها النكدي، ونفد عندها صبرٌ يوصلها إلى الجنة فلتخلع، ومن أراد أن يطلّق زوجته النكدية وما عاد يحتمل فوائدها فليطلّقها ولايفزع، وإنما على الأزواج ممن يبيّتون أمراً أن يُدبّروا ويتدبّروا لهم سبباً غير الأنفلونزا، وإلا فهم في ورطة، فكلهم يُخفي أنّ سبب خلعه أو طلاقه كان النكد والتنكيد على زوجه الآخر.  ومن ثم فالنكدي تذهب إمرأته وتقول بين الناس طيلة عمرها: (ده انا) بسبب أنفلونزا الخنازير خَلَعْت، والنكدية يقول راجلها كذلك: (ده انا) بسبب أنفلونزا الخنزيرات طَلّقت. واللبيب من الإشارة يفهم، والحرّ كما قيل تكفيه الإشـارة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ