-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قصيدة

وردةُ الروح

بسام الهلسه

(متى يستريحُ القلبُ: إمَّا مجاوزٌ

 بحربٍ، وإما نازِحٌ يتذكَّرُ؟)

"مجاهد وشاعر عربي قديم"

* * *

إلى ذكرى غالب هلسا

* * *

- منذ كم لم أرك؟

منذ غطى الغمامُ الشآمَ

وصاح "بِروسِ العلالي"

حمامُ الكرك

- منذ كم لم أرك؟

* * *

   دمعةٌ.. دمعتانْ

   وعيونٌ رَوَانْ

   تبطئ الأرض دورتها..

   ينحني القمران

   وعلى شجر القلب يغفو اليمام

   صِحتُ: من ذا يمر بموكبه مسرعاً،

   موصلاً مأدبا بالشآم؟

   - هل تراه تأخر عن موعدٍ؟

   أم تَعجَّل رحلته الآخرة؟

   أم تذكَّر "ماعينَ" فإنْسل يسألُها المعذره

   ليحدثها عن بلاد مُضيعةٍ...

   عن فتى طاف خلف رؤاه

   أنكرته المدائن واحدة بعد أخرى

   وأنكرها ثم عادْ

   باحثاً: في حنايا البيوت القديمة،

   عمَّا تبقَّى من الصبواتِ،

   وعما تبقى من الجمر تحت الرمادْ

   فتعاتبه..

   وتوسِده حِجْرها..

   وتغني له: "رِيْدَها.. رِيْدَها"

   وينام

        * * *

   كان يغرقُ في الصمت إذ يتخيَّل

   يَنْحَلُّ في سنواتِ صباهْ

   ثم يمضي وحيداً كما جاء

   مختفياً في الظلامْ

   * * *

سنواتٌ مضت..

كنتُ ألقاه في البيت،

أو في المجلة،

أو مكتب الإتحادْ

هادئاً، مُوغلاً في الحياهْ

وعميقاً كما الصبر،

لم يُثنِهِ السجنُ والنَفيُ،

لم تسلبِ الدربُ منه خطاه

وأحاورهُ..

أستفزُّ شهيتهُ للكلام

فتضيءُ الطفولةُ فيه..

يَقُصُّ حكاياه:

عن وطنٍ يشتهي أن يناديه: أُمَّااااااااااااه

عن كاتبٍ لم يُضِعْ وجهه في الزحام

لم يَخُنْ قلبَه ورؤاه

* * *

أذكرُ الآن قهوَتَه..

ورواياتِه في الزوايا

والسعال الذي يشرخُ الصدر،

أذكرُ منزله المتناثر تملؤه الأدويه

شغلته السياسةُ والقلقُ المعرفيُّ

وعبءُ الأسئله

وإشتباكُ القوى والرؤى

في مدى المرحله

: إذ فلسطينُ تكتبُ للثورةِ العربية عنوانها

والخطى المقبله

والكفاحُ المسلح قابلةً..

آهِ من قابله!

* * *

شغلتهُ السياسةُ..

أذكره الآن كهلاً فتيَّاً

يؤرِّقهُ المتماثِلُ

يفتنهُ الاحتدامْ

والصراعُ الذي يلِدُ العنفوانْ

كان ممتلئاً بالمكان

يستعيدُ تفاصيله وخباياه

في كل آن

يتفتَّحُ في الذاكرة

قال يوماً –ونحن بمصيافَ-

: اشتاقُ للقاهره

للعيونِ التي خبأتني..

لمقاهي الحوار

لجدال اليسار

لاختلاطِ الدُّجى بالنهار

ولبيروتَ وقت الحصار

لوجوهٍ ببغدادَ أعرفُها..

تتهجّى لدِجلةَ سيرتها الآتيه

لأصابعَ تمنحني الحُب،

لإمرأةٍ حانيه

و"لماعِينَ" في الليل،

والقدسُ تومئُ أضواؤها الداميه

قلتُ: هل ستعودَ إليها ؟

فتناول سيجارة وتوارى وراء الدخانْ

وترقرقَ كالساقيه

وَنَدَتْ في الصمتِ آآآآآآه

* * *

سنواتٌ مضت..

نَحَبتْ فرسٌ في الفلاه

جاوبتها جبالُ الشَّراه

دارتِ الأرضُ دورتها..

إرتحلَ القمرانْ

رقدَ القلبُ من تعبٍ وإشتياقٍ

غفت مُقلتانْ

وهَوَت دمعتانْ

قلتُ هذا صديقي

ألُمُّ بقاياهُ،

أكتبُ مرثيتي فيهِ،

أجمَعُهُ..

واُشيِّعُ حزني عليه صلاه

وأعللُ نفسي.. أُحدثها..

عن نشيدٍ سيأتي..

وعن وردةٍ..

تتغلغلُ في الروح

تُطلِقُها..

ثم تعلو

وتعلو

وتعلو

لتغمِرَنا بالحياه

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ