-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 22/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عن أي جودة تعليم يتحدثون؟

أ.د. محمد اسحق الريفي

أصبح الحديث عن جودة التعليم في جامعات قطاع غزة موضة العصر، ليس بسبب الاهتمام الحقيقي بجودة التعليم وفق معايير عالمية أو محلية محددة، ولكن مجاراة للمؤسسات الغربية المانحة، التي تمول مشاريع جودة التعليم في الجامعات الفلسطينية، وذلك دون تحقيق الحد الأدنى من شروط تحقيق معايير جودة التعليم.

 

عندما نتحدث عن جودة التعليم، فإننا نعني منظومة من المفاهيم والمعايير والوسائل والأهداف التي لا بد أن تتوفر لتحقيق جودة التعليم، وتضم هذه المنظومة: معايير جودة التعليم الجامعي، البيئة التعليمية والأكاديمية، المناهج التعليمية، طرق التدريس، إدارة التعليم.  ومن أهم الأهداف التي تتضمنها تلك المنظومة: بناء الإنسان وتأهيله وتنمية قدراته ومهاراته، تنمية المجتمع المحلي وتطويره وحل مشاكله، مواكبة مسيرة العلم والتقدم في كافة المجالات، تعزيز البحث العلمي في الجامعات والارتقاء به.  أما الحديث عن تصميم صفحات إلكترونية خاصة بالأساتذة والمساقات التي يدرسونها في الجامعة لتطلع عليها تلك الجهات الممولة أو الجهات التي تصدر تقييمات سنوية للجامعات بناء على تفاعل الناس مع الموقع الإلكتروني للجامعة، فلا علاقة له بجودة التعليم في ظل غياب منظومة المفاهيم والمعايير والوسائل والأهداف التي تحقق جودة التعليم الجامعي، وفي ظل تدهور الوضع الأكاديمي في الجامعات...

 

ومن المعروف عالمياً أن قوة الجامعة تقاس بنسبة عديد الأساتذة إلى عديد الطلاب، وبعدد الأبحاث العلمية التي يقوم بها الأساتذة ونوعيتها، وبالمستوى الأكاديمي للطلاب الخريجين، وبمدى مساهمة الجامعة في تنمية المجتمع المحلي وتطويره وحل مشاكله، وبعدد المشاريع التي تنفذها الجامعة لتلبية حاجات المجتمع المحلي ...وهكذا.  وفي هذه المقالة نركز على موضوع نسبة عديد الأساتذة إلى الطلاب لما له من أهمية خاصة، ولا سيما في مجامعات قطاع غزة، حيث تتضاءل هذه النسبة في العديد من الكليات بشكل ملفت للانتباه، وتشهد الجامعات اكتظاظاً كبيراً في قاعات التدريس يحول بين الجامعات وبين تحقيق جودة التعليم.

 

كيف تتحقق جودة التعليم عندما تكتظ القاعات الدراسية بالطلاب في ظروف غير مريحة للطلاب وللأساتذة على حد سواء!  وكيف يستطيع الأستاذ تبني أنماط جديدة من التعليم في ظل وصول عديد الطلاب في مادة التخصص إلى أكثر من 150 طالباً يجلسون في قاعة لا تصلح للتدريس وتفتقر إلى المواصفات الهندسية المطلوبة!  هل يستطيع الأستاذ في مثل هذه الحالة متابعة الطلاب أو حتى الإجابة على أسئلتهم أثناء المحاضرة أو التواصل معهم خلال الساعات المكتبية!  حشو القاعات الدراسية بأعداد كبيرة من الطلاب يحد من قدرة الأستاذ على تقييم طلابه والتفاعل معهم ومواكبة مستوى تقدمهم أثناء الفصل الدراسي.  ولذلك لا يمكن تحقيق جودة التعليم طالما أن الطالب لا يحظى باهتمام الأستاذ ولا يشعر بارتياح ولا يسمع ولا يرى بوضوح أثناء المحاضرة، فالطالب وفق المفاهيم الحديثة للتعليم هو مركز العملية التعليمية، وإهماله وعدم مراعاة ظروفه وحاجاته وعدم حل مشاكله يعني تدمير جودة التعليم وتفريغ التعليم الجامعي من مضمونه، ليصبح تعليماً أجوفاً لا يعطي الطالب في نهاية دراسته الجامعية إلا شهادة جامعية لا قيمة لها.

 

لا شك أن ظروف قطاع غزة والمشاكل المالية التي تمر بها بعض جامعاته تربك الجامعات وتضطرها إلى اللجوء إلى زيادة عديد الطلاب في الشعب لحل مشكلة الضائقة المالية، ولكن على إدارة الجامعات أن تبحث عن حلول أخرى لا تلحق أضراراً بالغة بالعملية الأكاديمية ولا تكون على حساب جودة التعليم، وعليها أن تشرك الأساتذة المهتمين في البحث عن حلول ذكية، ولكن كيف لهذه الجامعات أن تحل مشاكلها بمهنية وذكاء وقد ارتبطت لديها جودة التعليم بالحصول على أموال الجهات الغربية المانحة التي لم تكن لحظة واحدة محل ثقة!  وفي هذه الحالة البائسة، نسأل عن دور الطلاب في تحسين البيئة الأكاديمية وتحقيق جودة التعليم؟ يبدو أن الطلاب ينشغلون بأمور النجاح في المساقات أكثر من انشغالهم بالمساقات ذاتها!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ