-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 21/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إسرائيل و"موسم هجرة اللبنانيين للشمال"

عريب الرنتاوي

ترقب إسرائيل بكثير من عدم الارتياح، خروج سوريا من أطواق العزلة والحصار التي ضربت حولها منذ واقعة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، بل وقبل ذلك، منذ صدور القرار الدولي 1559، الذي دعا دمشق لسحب قواتها من لبنان ونزع أسلحة المليشيات اللبنانية (حزب الله) وغير اللبنانية (فصائل المقاومة الفلسطينية)،  ولا شك أن "موسم الحجيج اللبناني" إلى القرداحة الذي بلغ ذروته في الأيام الثلاث الفائتة لتقديم واجب العزاء برحيل شقيق الرئيس السوري، قد أضاء أكثر من ضوء أحمر في غير دائرة من دوائر صنع القرار الأمني والسياسي والاستراتيجي في إسرائيل، فسوريا التي أخرجت عسكريا من لبنان على "دم الحريري الأب"، تستعد اليوم لاستقبال "الحريري الابن" متوجا "موسم الهجرة للشمال" الذي بدأه سياسيون لبنانيون تسابقوا لاجتياز الحدود وتجاوز مواقفهم السابقة.

 

من بين ما ورد على لسان عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قبل ثلاثة أيام، والذي تناولنا بالأمس البعد الفلسطيني من محاضرته في معهد الأمن القومي في جامعة تل أبيب، قوله أن التحسن الذي طرأ على مكانة سوريا على الساحتين الإقليمية والدولية، هو مثال آخر على "تردي ميزان الشرعية" في غير صالح إسرائيل، ووفق ما جاء في محاضرة المسؤول الأمني / الاستراتيجي فإن الأسد يستضيف في كل أسبوع وزراء خارجية من أوروبا وأعضاء في الكونغرس الأميركي، الذين يمتدحون عدم تدخله في الانتخابات في لبنان، غير أن "من يعرف عمل الاستخبارات يعلم جيداً أن الأسد تدخل بالمال وبالتهديد. وفيما يستضيف أعضاء من الكونغرس من الباب الأمامي، يخرج خالد مشعل وآخرون من الباب الخلفي بعد توصله إلى تفاهمات".

 

بمعزل عن اللغة "المنفعلة" ليادلين، فإن معنى الكلام الإسرائيلي واضح ولا تخطؤه العين المجردة: سوريا نجحت في استعادة دورها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية، من دون أن تفرط بأي من أوراقها أو حلفائها، ومن غير أن تعدل أي من مواقفها وسياساتها حيال ملفات المنطقة الرئيسة، سوريا التي أخرجت عسكريا من لبنان تعود إليه سياسيا بقوة وزخم لافتين، بل وثمة من الدبلوماسيين الغربيين من يقول بأن لبنان هو الذي خرج من سوريا وأنه يعود إليها اليوم، في توصيف لحالة التبدل السريع في المواقف والمواقع والتحالفات اللبنانية المحلية،  وفي رصد لمواقف لاعبين إقليميين ودوليين طالبوا دمشق برفع يدها عن لبنان، ثم عادوا ليطلبوا إليها معاودة التدخل في شؤونه الداخلية، من بوابة تسهيل الانتخابات وتشكيل الحكومة، وهذا درس جدير بوقفة تأمل وتفكير.

 

هذا النجاح السياسي السوري أغاظ يادلين وزميلا آخر له، هو نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون الذي حمل في المؤتمر ذاته على سوريا واتهمها بإفشال المفاوضات وخداع العالم، معتبراً أن وجهة سوريا لم تكن نحو السلام. وأنها خدعت الجميع، من خلال هذه المفاوضات، بهدف الخروج من العزلة العالمية، بل أنها نجحت في تأزيم العلاقة بين إسرائيل والوسيط التركي في المفاوضات، معتبرا قبول إسرائيل بالوساطة التركية خطأ لا ينبغي أن يتكرر.

 

المستويان، الأمني والسياسي في إسرائيل، ما زالا يعتقدان مع ذلك، بأن إقامة سلام مع سوريا قد يقود إلى تغيير إيجابي في الشرق الأوسط بمجمله، فإخراج دمشق من دائرة العداء لإسرائيل ووقف دعمها لـ"الإرهاب"، سيقلصان المخاطر على إسرائيل، لكن ما يغيب عن بال المستويين المذكورين، أن لسوريا اهتمامات آخرى، ليس من بينها "تقليص المخاطر على إسرائيل"، وأن ما رفضت دمشق تقديمه من قرابين وهي في ذروة حصارها وأزمتها، لن تقدمه مجانا وهي في أوج انفتاحها على الإقليم والساحة الدولية.

 

قادة إسرائيل، من أمنيين وسياسيين، يعرفون  سلفا ثمن السلام مع سوريا، ويدركون تمام الإدراك كنه ما أسماه يادلين بـ"النموذج السوري" في المفاوضات، بيد أنهم لم يتوصلوا بعد إلى القناعة بأن ساعة الحقيقة والاستحقاق قد أزفت، وأن على إسرائيل أن تفي بما سبق لجميع رؤوساء حكوماتها المتعاقبة منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم، أن أبدو الاستعداد لتقديمه: النزول عن هضبة الجولان إلى خط الرابع من حزيران عام 1967، إن هي أرادت سلاما مع سوريا "يقلص المخاطر على أمنها واستقرارها".

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ