-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عجز الديمقراطية الغربية عن التسامح مع الرموز المادية للإسلام

بوفلجة غيات

يعتز الغرب بقيمه المادية وممارساته الديمقراطية وبعلمانيته. حيث تدلّ الديمقراطية بمفهومها النظري على حرية التعبير والأفكار والآراء والمعتقدات، وتدلّ على تقبل آراء وأفكار الآخرين. فرغم الممارسات الديمقراطية التي نشاهدها في الغرب وخاصة في إطار الإنتخابات والتداول على السلطة، واحترام حقوق الإنسان والدفاع عنها، في المجتمعات الغربية. بل أن الغرب يتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى، ومنها الدول العربية والإسلامي، لأنه ينصب نفسه مدافعا عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.

وهكذا قام الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة باحتلال العراق وتحطيمه والإشراف على إعدام رئيسه، وكل ذلك باسم نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق، ومنها في الوطن العربي والعالم الإسلامي ككل.

إلا أن هذا الغرب نفسه، فشل في تقبل ظهور نساء ترتدين الحجاب في مدنه، وعمل دوما على إكراههن على نزعه، ومنعهن ارتداء ما تريده من لباس ومظاهر دينية وثقافية وحضارية، وبالتالي تم منع النساء المسلمات من ممارسة أحد أهم حقوقهن الأساسية. كما فشل الغرب في قبول بناء المسلمين، - وهم عادة مواطنون ينتمون لتلك الدول - معابد لهم يمارسون فيها عباداتهم، ومنعوا بناء مآذن ومظاهر ثقافية لمساجدهم.

وهو ما يوضح زيف الديمقراطية الغربية وخوفها من المظاهر الإسلامية، وضعفها في مواجهة التحديات العقدية والثقافية والحضارية للإسلام.

فالإسلام عقيدة بالدرجة الأولى، مبنية على الإيمان بالله الواحد الأحد، وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. فالمعتقد الروحي، يكون بين الفرد وربه، وأن الأعمال بالنيات.

إلى جانب العقيدة، نجد للإسلام مظاهر مادية ثقافية ومن أهمها، طبيعة اللباس، وخاصة عند النساء المسلمات، والمآذن والهندسة الإسلامية بالنسبة للمساجد وأماكن العبادة.

لقد نفذ صبر الغرب وضاق صدره من بعض مظاهر التواجد الإسلامي في عواصمه وكبريات مدنه، وأظهر وجهه الحقيقي، والمتمثل في كراهية الغير وعدم التسامح معه، وهي صور مناقضة لمبادئ الديمقراطية التي يتشدق بها.

 وفي هذا الإطار، شاهدنا الحملة الفرنسية على الخمار بل على غطاء الرأس أو الحجاب، حيث تم بسببها منع الطالبات المسلمات من مزاولة حقوقهن في التعليم.

إلى جانب مظاهر المسلمات، نجد حملات ضدّ بناء المساجد ومقاومة إبراز معالمها، ومنها المآذن. وقد وصل الأمر في سويسرا إلى تنظيم انتخابات لاستشارة الشعب عن مدى قبوله لبناء المآذن، والتي هي إحدى معالم هندسة بناء المساجد، حيث كانت النتيجة أن 63 % عبروا عن معارضة بناء المآذن في المساجد.

ليست ظاهرة منع المعالم الإسلامية لدور العبادة ظاهرة جديدة في الغرب، إذ أن المسلمين اعتادوا على شراء كنائس في كثير من الدول الأوروبية ومنها بريطانيا، تمّ تحويلها إلى مساجد، مع احترام شرط عدم تغيير مظاهرها الخارجية.

إن حقيقة الإسلام ليس في مظاهره المادية، ذلك أن كثيرا من هذه المظاهر ذات طابع ثقافي غير مرتبط بالعقيدة في حدّ ذاتها. فقد جعل الله تعالى الأرض للمسلمين مسجدا وطهورا للصلاة، وبإمكان المسلمين إبداع تصاميم هندسية لمساجد دون صوامع. كما أن الإسلام يهتم بالإيمان والعقيدة والممارسات الإجتماعية، أكثر من اهتمامه بالمظاهر الهندسية، التي أصبحت مظهرا للثقافة الإسلامية وليست تعبيرا عن الإسلام نفسه.

إن تعامل دول الإتحاد الأوروبي مع المظاهر الثقافية للإسلام، هو تحدّ كبير يجعل مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتغنى بهما على المحك. فإما أن تكون هذه المبادئ كقيم غربية ترضخ لمظاهر التطرف الديني والإيديولوجي، وتقبل بصور اللاتسامح الثقافي والديني، وبالتالي تظهر الديمقراطية على حقيقتها وزيفها ونفاقها. أو أنها تقوى على مواجهة هذه الدعوات التي يمكن اعتبارها منعزلة، وبالتالي تثبت نفسها كقيم إنسانية، تصمد في وجه التحديات الثقافية والحضارية، التي يرفعها الإسلام برموزه الثقافية.

إن تركيز أعداء الإسلام على مظاهر الثقافة الإسلامية، يبرز جهلهم به، ويؤكد خوفهم من مظاهره. ذلك أن إسلام المؤمن في قلبه، وهو ما لا يستطيع الغرب الإطلاع عليه ولا نزعه من صدور المسلمين. كما أن قوة الإسلام في عقيدته وفلسفته ومثله الأخلاقية، التي جعلت البعض من الغربيين يعتنقون الإسلام من خلال الإطلاع على تعاليمه دون اختلاط بالمسلمين، ودون التعرف على هندسة الإسلام ومعالمه الثقافية والمادية.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ