-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شكرا للسويد

عريب الرنتاوي

أخلصت السويد لقيمها ومُثُلها، وقادت بكل شجاعة واقتدار، ومن موقعها في رئاسة الاتحاد الأوروبي، مبادرة تنسجم مع القانون الدولي وقيم الحق والعدالة وتحترم حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، تلك القيم والمبادئ التي باتت نسيا منسيا، بعد أن هيمنت قواعد القوة والقهر والأكراه والمعايير المزدوجة على منظومة العلاقات الدولية، وأصبحت مقترنة باستراتيجيات العديد من الدول الكبرى حيال هذه البقعة من العالم.

 

 السويد، الدولة الصغيرة من حيث تعداد سكانها، كانت كبيرة قولا وفعلا في دفاعها عن حق الشعب الفلسطيني في في تقرير مصيره بنفسه وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، وهي فعلت ما أحجمت عن فعله، دول أوروبية كبيرة (مركزية) كفرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي وقفت إلى جانب "الباطل الإسرائيلي" ضد "الحق الفلسطيني"، من دون أن يرف لها جفن، بل ومن دون أن تستحضر للحظة واحدة، منظومة القيم الأخلاقية التي بشرت بها ونهضت عليها أنظمتها السياسية وثقافتها الديمقراطية ومنجزها الحضاري.

 

فرنسا ساركوزي، ألمانيا ميريكل، إيطاليا بيرلسكوني وغيرها، جميعهم سقطوا في اختبار الانحياز للعدالة والحق، وخضوا لضغوط "جماعات الضغط" الإسرائيلية واليهودية، جميعهم تكشّفوا عن خطاب منافق ومزدوج المعايير في كل ما يتعلق بحرية الإنسان وكرامته على أرضه وحقه في تقرير مصير بنفسه، وشكرا للسويد التي أبقت جذوة الأمل مشتعلة في النفوس، وشكرا لكل من ناصرها من دول أوروبا السبع والعشرين، التي ما زالت مقتنعة بأن لديها التزاما تجاه "تصفية الاستعمار" وتمكين الشعوب من حريتها واستقلالها.

 

لن نلوم أوروبا على النتيجة المتواضعة التي انتهت إلى المبادرة السويدية، فاللوم كله يقع على كاهل الدبلوماسيات العربية الغارقة في سباتها، والصامتة صمت القبور، اللوم كله يقع على كاهل النظام العربي الذي نسي تماما كيف يكون استخدام أوراق القوة والضغط وكيف يمكن توظيفها للدفاع عن الحقوق العربية، اللوم كله يقع على كاهل الذين وقعوا عقودا بمليارات الدولارات مع ساركوزي الذي طاف دول الخليج مروجا للمفاعلات النووية والقواعد البحرية والبرية وبيرلسكوني الذي ظفر بعقود فلكية في ليبيا، من دون أن ينشئوا أية علاقة من أي نوع، بين مساري السياسة والاقتصاد.

 

اللوم كله يقع على كاهل القيادة الفلسطينية التي تنبهت مؤخرا إلى ضرورة تفعيل ماكينتها الدبلوماسية في أوروبا، وهي التي اعتلاها لسنوات وعقود الصدأ وغطتها الأتربة، اللوم كل اللوم يقع على كاهل الفصائل الفلسطينية وبالأخص حماس، التي تحدث الناطقون باسمها بلغة مستهجنة وهجينة في كل ما يتعلق بالمبادرة السويدية والجدل الأوروبي، ظنا منهم أن صدور قرار "مناسب" عن الاتحاد الأوروبي من شأنه تعزيز مواقع السلطة وتمكين الرئيس عباس، فجاءت مواقفهم بائسة ورعناء، لكأنهم نسيوا كل الرطانة التي رافقت مداخلاتهم حول تقرير جولدستون و"المجتمع الدولي" و"العدالة الدولية"، في ازدواجية وانتقائية قل نظيرهما.

 

وخلاصة القول، أن بيان الاتحاد الأوروبي، جاء ناقصا ودون سقف التوقعات والرهانات، مع أنه لم يخل من مواقف إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وبخلاف الاستقبال الاحتفالي الذي قوبل به في رام الله، فإنني أعتقد أن ما حصل في بروكسيل، سيضيف تعقيدات جديدة على توجه السلطة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاستصدار قرار يعترف بالدولة الفلسطينية والقدس الشرقية كعاصمة لها،  الأمر الذي يملي على الجميع مراجعة الخيارات والبدائل في المرحلة المقبلة، لأن بقاء الحال من المحال.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ