-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قدري حافظ طوقان

(1910- 1971)

سيرة عالم فلسطيني.. رفع لواء الدفاع عن العقل والعلم والمنهج العلمي

في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية

بقلم : أوس داوود يعقوب*

ولد قدري حافظ طوقان في مدينة نابلس سنة 1910، ونشأ في أسرة ثرية عريقة، ذات اهتمام بالقضايا الوطنية و السياسة ، وبشؤون الفكروالعلم.

تلقى علومه الإبتدائية والثانوية في كلية النجاح الوطنية، وتخرج فيها سنة 1924، وبعدها، توجه إلى بيروت لمواصلة تحصيله العلمي، فأمضى في الجامعة الأمريكية أربع سنوات، حصل على إثرها على درجة البكالوريس في الرياضيات سنة 1929. وقد لعبت والدته دورا كبيرا في حياته منذ نعومة أظفاره حيث اعتنت به وشجعته على القراءة،ونظمت له المكتبة التي أنشأها المرحوم والده في البيت، و(قدري) في الخامسة عشرة من العمر، هذا فضلا عن حنان أمه ورعاية شؤونه وإعطائه  الثقة بالنفس.

عاد بعد ذلك إلى مدينته نابلس، وعيّن أستاذا للرياضيات في  كلية النجاح خلفا للأميركي المسلم أحمد هارلو الأستاذ في الكلية ، وهناك تفرغ للدراسة والبحث في الفلك والذرة والعقل والعلوم عند العرب. وبعد أن استقال الأستاذ عبد اللطيف الحبال من إدارة كلية النجاح الوطنية سنة 1950، تسلم (قدري) إدارة هذا المعهد الوطني ونبه إلى خطر الصهيونية، وحذر من مخططات الاستعمار، وكان واحدا من الطلائع المتقدمة على نطاق الوطن العربي كله في مدرسة العقل والفكر العلمي.

كما عمل على تطوير الكلية إدارياً، وعلمياً، فوسّع إطار التعليم فيها لتصبح مشتملة على معهد لإعداد المعلمين والمعلمات سنة 1965.

والمعرف أن الراحل قدري طوقان عاش أعزبا ، وقد مكنته حياة العزوبية من التفرغ التام للعلم والبحث وحبه للحرية التي يتمتع بها الأعزب عادة، الا أنه لم يكن عدوا للمرأة العربية، بل نصيرها أينما كانت. و(كلية النجاح الوطنية) التي أدارها سنوات هي أول كلية أدخلت نظام التعليم المختلط في صفوفها العليا في الأردن. كما عرف عنه مرحه، وخفة روحه.

ومنذ عام 1930 و(قدري) يشترك في المظاهرات والمؤتمرات السياسية. ففي عام 1936  نفي إلى الحفير وصرفند لمدة تسعة أشهر بسبب إسهامه في النضال، على أن الطابع الأغلب لهذا الإسهام هو الطابع الفكري، إذ اختار طريق التوعية الفكرية والعلمية.

وفي نابلس شارك (قدري) عام 1957 مشاركة فعالة في نضال الشعب الأردني ضد (تمبلر) وحمل على الأعناق وهو يقود المظاهرات في مسقط رأسه.

وقد آمن عالمنا الجليل إيمانا عميقا بأن طريق العرب إلى فلسطين المحتلة هو  في العلم والقوة  وتطوير أساليب الحياة العربية. وأن نظام الحكم العربي السليم من وجهة نظره، هو ذلك النظام الذي يعتمد الأسلوب العلمي والبحث وحاجة الفرد إلى التطوير بدل الجهل.ولعل هذا ما دفعه لشغل عدد من المناصب السياسية ، اعتقادا منه أنها وسائل صالحة للنهوض بالواقع المتردي لشعبه وأمته.

وبقدر ما كان ذا شغف بالرياضيات، فقد كان مغرماً جداً بدراسة التراث العربي العلمي في شتى ميادينه، وخاصة في مجال الرياضيات والفلك، ولقد اوصلته تلك الدراسة إلى القيام بأكبر الدراسات المعاصرة في ميدان هذا التراث، والدعوة إلى الاعتزاز به والاقتداء بعبقرية اصحابه وصانعيه.

و قد أسهم في ميدان الفكر العلمي بعدد كبير من الكتب وبعدد اكبر من المحاضرات التي ألقاها في الأندية الثقافية والمجامع العلمية، في العواصم العربية، القاهرة، ودمشق، وبيروت، وعمان، وبغداد، وغيرها. علاوة على ذلك فقد اشترك فيما يقرب من عشرين مؤتمراً علمياً عقدت في بعض دول أوروبا وآسيا وأفريقيا، فضلاً عن المؤتمرات العلمية العربية .

ومما يذكره الاديب الالمعي يعقوب العودات صاحب كتاب (أعلام الفكر والادب في فلسطين) عن طوقان قوله : في يقيني أن قدري طوقان لو لم تكن لفلسطين قضية سياسية أنهكت أهلها، وشردت شعبها الأصيل، لكان له في ميدان العلوم الرياضة شأن عالمي كبير ولسطع نجمه في الأوساط  العلمية العالية، لكن قضية فلسطين الشائكة أشغلته عن العلوم التي خلق لها، وكانت من كبريات مشاغله، ثم جرد علمه لخدمتها وانتضى قلمه لخدمة قضايا أمته العربية والعمل على تحقيق أمانيها القومية وكرس حياته خادما للعلم ومربيا للنشء''.

سجل حافل بالتقدير والأوسمة والجوائز التشجيعية:

كان العلامة قدري طوقان موضوع تقدير المؤسسات الثقافية والمجامع العلمية في فلسطين وغيرها، فشارك بعضوية العديد من هذه المجامع والمؤسسات، ومنها:

عضوية الهيئة الإدارية للجنة الثقافية العربية في فلسطين منذ سنة 1945، وهذه اللجنة دعت عام 1946 إلى إقامة "معرض الكتاب العربي الفلسطيني الأول" في بيت المقدس.

وعضوية المجمع العلمي العربي في دمشق. وفي القاهرة نائب رئيس الاتحاد العلمي العربي وعضو مجمع اللغة العربية، و رئيس لجنة المصطلحات العلمية في المؤتمر العربي الرابع ، وعضو المجلس العلمي العربي للذرة.

أما في الاردن فقد شغل العديد من المناصب منها:

• عضو المجلس الأعلى للتعليم في الأردن، ورئيس اللجنة الأرنية للعلوم منذ سنة 1955

• رئيس الجمعية الأردنية للعلوم، من عام 1955 حتى تاريخ وفاته.

• رئيس اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر من عام 1961 حتى 1967 وبعد نكسة حزيران / يونيو 67 حيل بينه وبين حضور جلسات هذه اللجنة وظل عضوا فيها حتى تاريخ وفاته.

• عضو في مجلس  البحث العلمي الأردني.

• عضو في مجلس أمناء الجامعة الأردنية منذ أن تأسست في عمان عام 1962.

• عضو في البرلمان الأردني مرتين من 1950 إلى 1954 عن محافظة نابلس.

• وزير الخارجية الأردنية من 6/7/1964 حتى 12/2/1965 وخلال وجوده وزيرا للخارجية اشترك في مؤتمرين من أهم المؤتمرات التي أنشغلت بالقضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الصهيوني ، هما:1 – مؤتمر القمة العربي الثاني. 2 – مؤتمر دول عدم الانحياز.

وتحقق على يده اعتراف الأردن بالجمهورية اليمنية والتقارب بين الأردن والجمهورية العربية المتحدة. كما مثل الأردن في العام 1965 في المؤتمر الأسيوي الإفريقي للفكر العربي الذي انعقد  في(لاهور).

وعلى المستوى الدولي كان الدكتور قدري طوقان عضوا في جمعيات العلوم الرياضية والمستشار للدراسات العربية في معهد آسيا بالولايات المتحدة .وعضو المجمع العلمي لدول البحر الأبيض المتوسط بايطاليا.

وفي عام 1964 أقيم في الجامعة الأمريكية ببيروت (مؤتمر الدراسات العربية) الذي يتناول في كل سنة موضوعا ويحاول أن يوضح (دور العرب فيه خلال المئة سنة الأخيرة). وفي ذلك المؤتمر ألقيت ست محاضرات تناول فيها المحاضرون العرب الموضوع من مختلف جوانبه وجرت حولها اثنتا عشرة ساعة من النقاش، وقد كان موضوع المحاضرة التي ألقاها قدري طوقان في المؤتمر (تاريخ العلم وما أسهم به العرب خلال المئة سنة الأخيرة).

 وتتويجا لعطاءاته العلمية استحق العالم الفلسطيني الفذ قدري حافظ طوقان عن جدارة التكريم في حياته وبعد مماته فنال العديد من الأوسمة والجوائز التشجيعية والتقديرية منها:

1. وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من المملكة الأردنية الهاشمية، عام 1957

2. وسام الجمهورية المصري من الطبقة الأولى، وقد منحه له الزعيم جمال عبد الناصر، في عيد العلم العاشر بالجمهورية العربية المتحدة الذي عقد عام 1961م في جامعة القاهرة.

3. وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى عام 1964.

4. وسام الكفاءة الفكرية المغربي من الدرجة الممتازة.

5. درجة الدكتوراه الفخرية التي منحتها له، جامعة البنجاب في الباكستان عام 1967م.

6. منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.

 وفي يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر شباط/ فبراير سنة 1971 توفي قدري في إحدى رحلاته خارج الوطن ، في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت اثر نوبة قلبية حادة، ومساء السبت الواقع في 27 شباط/ فبراير نقل جثمانه إلى عمان جوا، وصباح الأحد المصادف 28 شباط/ فبراير 1971 نقل جثمانه إلى نابلس عن طريق جسر دامية، ودفن في المقبرة الشرقية إلى جوار ابن عمه المرحوم إبراهيم طوقان- شاعر فلسطين الأول .

 

 من آثاره القلمية:

كانت الصحف والمجلات الفلسطينية والعربية ومنها: المقتطف والرسالة والثقافة والأديب والعرفان والآمالي وغيرها ، مسرحا للمقالات و البحوث العلمية التي أعدها المرحوم (قدري) للنشر ، كما كانت جريدة (فلسطين) اليافية مسرحا لمقالاته وتعليقاته السياسية، ومن أبرز مقالاته السياسية التي نشرها بالجريدة مقالات مسلسلة بعنوان (أزمة الكيان).

وقد اتجه الجانب الأكبر من جهود (قدري) إلى إبراز القيم العلمية الباقية في تراثنا العربي الإسلامي. وفي سبيل نشر روائع السلف الصالح أصدر حتى آخر حياته ما يقرب من خمسة وعشرين كتابا كلها في التراث العلمي العربي، وقد بدأ هذا الجهد الكبير ببحث صغير عن أثر العرب في الرياضيات حصل به العام 1929 على بكالوريوس في العلوم من  الجامعة الأمريكية ببيروت، ثم أصبحت حياته تعميقا وتطويرا لهذا البحث في بقية كتبه التي نذكر منها:

1 – تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك (الطبعة الأولى): أصدرته (المقتطف) بالقاهرة عام 1941.

2 – نواح مجيدة من الثقافة الإسلامية: بالاشتراك مع جماعة من المؤلفين المصريين أصدرته مجلة (المقتطف) بالقاهرة عام 1936.

3 – الكون العجيب: من سلسة اقرأ رقم (11) دار المعارف- القاهرة عام1943.

4 – الأسلوب العلي عند العرب: أصدرته كلية الهندسة بجامعة  القاهرة عام 1946.

5 – بين العلم والأدب: (مقالات مذاعة من إذاعة فلسطين العربية)، أصدرته مكتبة فلسطين العلمية بالقدس عام 1946.

6 - جمال الدين الأفغاني: أصدرته مطبعة بيت المقدس بالقدس عام 1947.

7 – العيون في العلم: من سلسلة اقرأ رقم (75) دار المعارف القاهرة عام 1948.

8 – بعد النكبة: أصدرته دارة  العلم للملايين في بيروت عام 1950.

9 – وعي المستقبل: أصدرته دار العلم للملايين في بيروت عام 1953.

10 – الخالدون العرب: أصدرته دار العلم للملايين في بيروت عام 1954.

11 – تراث  العرب العلمي: طبعة ثانية مزيدة ومنقحة  أصدرته الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية بالقاهرة عام 1954.

12 – بين البقاء والفناء: في الطاقة الذرية من سلسلة اقرأ رقم 149 دار المعارف- القاهرة عام 1955.

13 – النزعة العلمية في التراث العربي: أصدره المعهد المصري في مدريد عام 1955.

14 – العلوم عند العرب: صدر في مجموعة الألف كتاب بالقاهرة عام 1956 بإشراف إدارة الثقافة بوزارة التربية والتعليم.

15 - ابن  حمزة والتمهيد إلى اللوغارتمات: أصدره الاتحاد العلمي العربي بالقاهرة عام 1958.

16 – مقام العقل عند العرب: أصدرته دار المعارف بالقاهرة عام 1960.

17– أثر العرب في تقدم علم الفلك،1961

18– العلوم عند العرب والمسلمين،1961

19– الروح العلمية عند العرب والمسلمين،1962

20– نشاط العرب العلمي في مائة عام-بيروت 1964

21– حيوية العقل العربي في نقد الفكر اليوناني، 1965

22- أبو حيان البيروني، 1966

23– العلم مع الحياة، مؤسسة المعارف

24– مختارات من إنتاجه الفكري، تقديم: ماهر الكيالي، المؤسسة العربية،2002.

25– النزعة الإنسانية في التراث العربي: لم ينشر.

26-  أكوان في كون : لم ينشر.

وله مشاركات علمية هامة في تحرير:

الدليل الببليوغرافي للقيم الثقافية العربية-القاهرة 1965.

الموسوعة العربية الميسرة-القاهرة 1965.

دائرة معارف فؤاد البستاني-بيروت.

---------

*كاتب وباحث فلسطيني

Aws1948@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ