-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 04/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تعلم فن التقدم في السن

بقلم خالص جلبي

إنه عنوان كتاب لطبيب العصبية الألماني (هارتموت راديبولد Hartmut Radebold) وزوجته هيلديجارد (Hildegard)وكلاهما باحثان في مشكلة تقدم العمر والتكيف معها وتعلمها على حد تعبيرهما؟

يبلغ الطبيب هارتموت 74 عاما وزوجته 67 وفي الدراسة التي تقدم بها في كتابه الجديد الذي نشرته مؤسسة (كليت – كوتا Klett-Cotta) يعتبر أن الكثير ينكر التقدم في السن ولا يتكيف معه بل يبغضه ويتظاهر بخلافه فيصبغ شعره، وينكر شكله، ويلعب بشاربيه، ويخفي مظهره، في محاولة حمقاء لإيقاف الزمن وافتراسه للعضوية، خاصة عند المرأة التي تتصابى وتحاول الإبقاء على مظاهر أنوثتها وجمالها، ولو بتناول الهورمونات التي تقودها في النهاية لسرطان الرحم والثدي.

ويعتبر طبيب العصبية هارتموت أن هذا المركب يجب تعمله، كما هو في أي فن من تعلم لغة، وممارسة حب، ومرافعة في محكمة، كذلك السن والتقدم فيه كان قدرا مقدورا، فيجب إدراك حلاوة كل مرحلة في العمر. وهو ما أشار إليها عالم النفس ايركسون عن أزمات الارتقاء الثمانية في رحلة الإنسان عبر السنين.

ويعتبر التقدم في السن بدء من سن الخمس وستين أنه مؤشر الدخول إلى المرحلة الثالثة من عمر الإنسان وهي ليست أسهلها ولا أحبها ولا أحسنها، ففيها يخف الإنتاج ويضعف البدن وتطقطق المفاصل ويعشو البصر وتضعف الذاكرة.

ويقول إن هناك الكثيرين من المحاضرين المرموقين المتقدمين في السن ممن يصابون بتفكك الذاكرة يستمرون في محاضراتهم ولا يردعهم طلابهم أو ينبهونهم مع كل ملامح الانهيار الأليم، حبا فيهم ومداراة بهم واحتراما لهم، وهو ليس من احترام العلم، ويقول عن نفسه أنه في اللحظة التي يصل فيها هذه المحطة سوف يتوقف عن التدريس وإلقاء المحاضرات، التي هو ناشط فيها هذه الأيام.

بل ويتطرف عند هذه النقطة فهو يعتبر الإنسان كيانا واعيا فإذا خرف وزال الوعي كان حريا به أن يعلن مغادرته من الحياة، ويقول لقد تكلمت مع ابني وهو مثلي طبيب وقلت له لاتكونوا عقبة في طريقة مغادرتي الحياة إن أردت، فما فائدة وجودي إن بقيت نباتيا ولم أعد إنسانا مكرما بالإنسانية التي هي الوعي.

وهذا الأمر حزين فقد كنت في زيارة لرجل أحبه في كندا فاجتمعت بوالده فقرأت ملامح الانهيار في وجهه، قال لي إنه خرج مرة من البيت ولم ننتبه له وإذا بالشرطة الكندية تقرع الباب وتقول هل تنفتقدون أحدا؟ قلنا لا !! فدفعوا بوالدي إلى داخل المنزل.. قالوا لقد مضي علينا ساعة ونحن نحاول التأكد من معرفة المنزل الذي شرد منه وأبق! فضرب صديقي يده على رأسه، أمام أثر تطاول العمر على سلوك الإنسان!!

قلت له إنها بدايات التسهايمر!! قال لا إن الأطباء وصفوه بالعته أو الخرف !! قلت هو ما عناه القرآن يرد إلى أرذل العمر لكي لايعلم بعد علم شيئا... أو بتعبير سورة يس ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون..

وفي الطب نعرف هذه الظاهرة بيولوجيا من بدايات ترابط النورونات عند الأطفال ونمو المعرفة عندهم، وتفكك هذه الارتباطات مع تقدم السن فتبدأ الذاكرة تخبو ويضعف البدن في مجموعه في رحلة إلى الهبوط بدون توقف فهذا هو نظم الحياة..

وينظر الرجل إلى زوجته فيدرك إن الكبر اعتلاها ولا يخيب نظرها أيضا حين ترى في رفيق العمر أيضا أنه لم يعد ذلك الشاب الرشيق الجميل، بل المجعد البدين الخرف! سنة الله في خلقه التي يجب تقبلها ومعرفة فن التعامل معها..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ