-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 26/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قرار الانتخابات الأحادي والورقة المصرية المعدلة

بقلم : فارس عبد الله *

أعلن السيد محمود عباس موعداً لإجراء انتخابات في الضفة المحتلة , في  تكريس عملي  لحالة الانقسام الفلسطيني , الذي مارسته سلطة رام الله ولا زالت في كثير من إجراءاتها السابقة , عبر تعطيل المجلس التشريعي , وفكفكت المجالس البلدية المنتخبة , أضف إلى ذلك حالة القمع وفصل الموظفين وقطع رواتبهم بسبب الانتماء السياسي , مع الاستمرار في الاعتقالات السياسية , حيث تعج سجون سلطة رام الله بالمئات من الأبرياء والمقاومين, ولا يمكن أن نغفل عن الخطاب التحريضي , الذي يمارسه السيد عباس على طرف داخلي فلسطيني , لم نجد ربع هذا التحريض على المحتل ولو إعلامياً , كل تلك المؤشرات كانت تدلل أن المصالحة الحقيقة لم يحن وقتها بعد , فلا زال البعض يراهن على خيارات الرباعية ورؤية أوباما الجديد للحل في الشرق الأوسط , وكأن التعنت الصهيوني وسلف نتنياهو ليبرمان , لم يستطيع أن يزحزح قوم أوسلو , عن قناعاتهم التي تتنافى مع طبيعة الأحرار فلا زال سلام الخضوع خيارهم الذي لا هروبه منه .

ليس غريباً أن يصدر قرار إجراء الانتخابات الحادي , بالرغم من مطالبة جميع الفصائل أن تجرى أي انتخابات قادمة ضمن التوافق الوطني , وفى ظروف ملائمة تضمن نزاهتها فهذا ما كان يخطط له , وان لعبة كسب الوقت ومساحة الربع الأخير من زمن الضغط المصري على حماس, كانت تفترض موافقة حماس على الورقة المصرية المعدلة , والتي فيها شرعنة للتنسيق الأمني والتعرض لتشكيلات المقاومة ووصفها بالمليشيات , خوفاً من ظهورها كمعطل لاتفاق المصالحة , وبذلك يتم انتزاع ما عجزت عن تحقيقه الحرب الأخيرة والحصار المستمر منذ ثلاثة سنوات , عبر التخويف من عواقب عدم التوقيع حيث أعلن " الوسيط المصري " أن الورقة للتوقيع فقط , إلى جانب التهديدات عبر الصحف المصرية الحكومية بان مصر لن تسمح لقادة حماس بالدخول أو المرور من أراضيها !! وغيرها من التهديدات التي عجت بها ووسائل الإعلام المصرية الحكومية .

لعل مسارعة فريق السلطة للتوقيع على الورقة المصرية المعدلة , يكشف للجميع أن فحوها الذي الجديد في بعض نقاطه , يتوافق مع ما كان فريق فتح يطالب به في جلسات الحوار المتعددة بالقاهرة , من اعتراف كالكريستال بإسرائيل والتزام واضح بشروط الرباعية , وان أي حكومة قادمة يجب أن تلتزم بالاتفاقيات مع إسرائيل , إذا كانت الورقة المصرية تخلو من ذلك فأن عدم توقيع حماس عليها جريمة , وإذا كانت الورقة تتضمن مطالب عباس المعروفة فان توقيع حماس عليها خيانة لدماء الشهداء وطعنة في ظهر كل المقاومين .

أن توقيع فريق السلطة على الورقة المصرية المعدلة , في ظل الفيتو الأمريكي والصهيوني على أي اتفاق أو تفاهم للسلطة مع حماس , يؤكد رؤية الكثير من المحللين وأصحاب الرأي

أن الورقة المصرية المعدلة هي بمثابة الكمين السياسي لحماس , وإلا إذا كانت السلطة وحركة فتح حريصة إلى هذا الحد على الوحدة الوطنية , التي كانت مرفوضة في خطابات السلطة الرسمية طول عام كامل من الانقسام , أليس من الواجب للساعي للوحدة أن يقف عند اعتراضات الشريك الأخر على الورقة , التي سوف تنتج  الوحدة على أساسها لتجنب أي أخطاء أو عوائق للتنفيذ .

أن قرار عباس بإجراء انتخابات في الضفة المحتلة , جاء بعد زيارة للرئيس مبارك واتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي أوباما , وكأنه يقول أن القرار يرتكز على دعم عربي ودولي وبذلك تكون الانتخابات هي خطوة في إطار تجريم غزة , وإخراجها عن القوانين والشرعيات العربية والدولية , والمطالبة بتحرك دولي لإنقاذ مليون ونصف إنسان من قمع الإمارة الظلامية, لذا جاءت تصريحات عباس الأخيرة تشدد على ضرورة استعادة غزة بكل الوسائل , فهل سقطت من برامج السلطة استعادة القدس المحتلة ويافا وحيفا !؟ حتى أصبح يراودهم حلم استعادة غزة في كل المناسب والخطب .

 الإصرار على الانتخابات لا يأتي في إطار تهديد حماس بها , فلقد وافقت حماس على انتخابات في شهر يونيو 2010 أي بعد ستة أشهر من تاريخ عباس المعلن , والمعلوم أن قناعات الناس لا تتغير في هذا الزمن البسيط , وكل ما تحتاج السلطة هو انتخابات شكلية تقوم بإخراج حماس من خلالها عن مسرح الشرعيات السياسية , فالمتابع للواقع الفلسطيني يرى أن السلطة وحركة فتح في موقف انتخابي صعب , بسبب الممارسات القمعية بحق المقاومة في الضفة , وزيادة وتيرة التنسيق الأمني لدرجة زيارة قادة الجيش الصهيوني لمقرات الأجهزة الأمنية كما حدث في بيت لحم , و سيطرة الجنرال دايتون على أجهزة السلطة , أضف إلى ذلك فضيحة تقرير جولدستون , والشبهات حول مشاركة السلطة في الحرب على غزة , وقصور أداء السلطة وغيابه عن القدس , إلى حد قمع المسيرات التضامنية مع القدس والمسجد الأقصى , كل ذلك له انعكاساته السلبية على تأييد حركة فتح ولعل أبرز صوره , كان في مقاطعة كل الكتل الطلابية لانتخابات جامعة النجاح , قبل أيام وكان سبب المقاطعة القمع والاعتقال السياسي كما جاء في بيان الكتل الطلابية .

قد يكون البعض الفلسطيني فصائل منظمة التحرير, أو بعض الشخصيات من أصحاب أنصاف المواقف , يطالب بالتوقيع على الورقة المعدلة وأن تلك الورقة  فرصة لإنهاء الانقسام  , وهل ينتهي الانقسام بمجرد التوقيع على ورقة , وتبقى الخلافات شاسعة بين تيارين ومشروعين مختلفين , قد يكون للبعض خصومة أو خلاف سياسي أو أيدلوجي مع حماس , ولكن هل يقبل هؤلاء لحماس أن تعترف بإسرائيل ؟! هل يقبلون لحماس أن تشرعن التنسيق الأمني , الذي اكتوى به كل المناضلين وعلى رأسهم أحمد سعدات , وغيره ممن قتلوا بهذا السلوك الخياني , أم أن التنسيق الأمني في العرف الجديد للبعض يدخل في ضمن العلاقات الخارجية والتعاون الأمني بين الدول !! كما جاء في الورقة المعدلة , وكما هو معروف فأن "إسرائيل " جارة في عرف السيد عباس وفريق التسوية .

مع صدور قرار الانتخابات الحادي بما يمثله من تهور سياسي غير معهود , إلا إن القاعدة في الساحة الفلسطينية أن لا شئ يمر دون توافق وطني , وأتوقع أن تشهد هذه الانتخابات مقاطعة واسعة في الضفة المحتلة ,حيث تعول السلطة عليها , في ظل مقاطعة غزة لتمرير هذا الخرق الخطير في النظام السياسي والاجتماعي الفلسطيني .

ـــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ