-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


صمت وسكون بلا حدود!

د. محمد اسحق الريفي

صمت وسكون بلا حدود! أهذا كل ما تمتلكه الشعوب العربية والإسلامية إزاء جرائم بلا حدود يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بمباركة أمريكية وأوروبية وعربية رسمية؟ ألم يحرك فيكم يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية اقتحام المجرمين والمتطرفين الصهاينة للمسجد الأقصى ساكناً أو يثير فيكم نخوة؟ ألا تغضبون لتدنيس مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومنطلق معراجه إلى السماء؟

أيها العرب والمسلمون: إن صمتكم مباركة لجرائم الاحتلال وتشجيع له، وسكونكم خذلان للعروبة والإسلام، وخضوعكم للأنظمة التي تحكمكم بالحديد والنار لن يحقق لكم الأمن والسلام الذي تبحثون عنه طالما بقي العدو الصهيوني محتلا لفلسطين، واستكانتكم للأعداء لن تقيكم شر عدو يتربص بأمتنا الدوائر ويسعى لإنهاء وجودها واستعباد شعوبها، وانتظاركم طويلاً لن يعفيكم من المواجهة القادمة، فلماذا إذاً استمراء الذل والهوان؟!

لقد بدأ الاحتلال الصهيوني حرباً بلا حدود ضد الشعب الفلسطيني، مستخدماً كل ما تبقى في جعبته من وسائل القتل والدمار، وبلا حدود.  إنه يشن حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد شعبنا، ويشن حرباً لا هوادة فيها على المقدسات والهوية العربية والإسلامية في القدس المحتلة، مستهدفاً وجود شعبنا وهويته.  إن الشعب الفلسطيني الآن يقف وحيداً ضد المشروع الصهيوني الذي يستهدف كل الشعوب العربية والإسلامية، ولا يستثني منها أحداً.  إنه يدافع عن الأمة، ويصنع لها كرامتها ويضع عنها ما لحق بها من ذل وهوان، بل إنه يدافع عن الإنسانية، ويتصدى لإمبراطورية الشر التي تريد مسخ الإنسان العربي والمسلم وتحويله إلى آلة أو حيوان! أفلا يستحق هذا الشعب المعطاء الصابر المرابط أن يقف معه أبناء العروبة والإسلام ولو بكلمة حق في وجه سلاطين للأعداء خانعين؟

إن هذه الجولة الجديدة من العدوان التي بدأها اليهود والصهاينة المجرمون على المسجد الأقصى تنذر بمرحلة خطيرة يستهدف فيها العدو الصهيوني وجود الشعب الفلسطيني ومقدساته في القدس المحتلة وفي الداخل الفلسطيني المحتل منذ 1948، وتأتي هذه الجولة الصهيونية الجديدة من العدوان الوحشي على شعبنا ومقدساته بعد فشل كل المحاولات السابقة لتركيع الشعب الفلسطيني عبر الحصار السياسي والاقتصادي، والحرب الصهيونية الدموية على غزة، والعدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا في الضفة المحتلة.

ومع استمرار جرائم الاحتلال وتصاعدها بحق شعبنا، ومع استمرار الحصار الظالم الذي يفرضه المجتمع الدولي على غزة، لم نجد من الشعوب العربية والإسلامية أي تحرك يتناسب مع حجم العدوان الصهيوني، لنصرة شعبنا ورفع الظلم عنه ووقف العدوان عليه. وفي ظل اعتماد الصمت والسكون والانتظار بلا حدود إستراتيجية لتعامل العرب والمسلمين مع القضية الفلسطينية، لا بد من حركة شعبية عربية وإسلامية عارمة توقف العدوان وتزلزل المتواطئين معه ضد شعبنا وأمتنا.  فاستمرار عدوان الاحتلال واتساع دائرته وتصاعده لم يعد يكفي لكسر صمت لا تجدي معه استغاثة شعب يتعرض لإبادة جماعية وعدوان وحشي.  وتتحمل أمتنا العربية والإسلامية مسؤولية العدوان الصهيوني الوحشي الذي يتعرض له شعبنا.

ألا يكفي شعوبنا ذلاً وهواناً أنها لا تستطيع تلبية نداء الجهاد لنصرة المستضعفين من أبناء أمتنا وتقديم الدعم لهم! ألا يكفيها ذلاً وهواناً أن تلزم الصمت والسكون والخذلان بلا حدود، تاركة المستضعفين في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان ضحية للقتل والخراب والدمار!

أيها العرب والمسلمون: ماذا تنتظرون! هل تنتظرون فناء الشعب الفلسطيني بأكمله، وهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه، لينعم اليهود بعدها بدولة يهودية على أنقاض مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بعد تهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والداخل الفلسطيني وطردهم من بيوتهم؟ إذاً عندها لن تجدوا ما تبكون عليه ومن تدافعون عنه، وعندها استعدوا للتطبيع مع عدو يتوعدكم ليل نهار بحرب دموية وخراب ودمار!

فها هي حكومة العدو الصهيوني تتوعد العرب بحرب لا تبقي ولا تذر، وها هو المجرم "ليبرمان" يهدد بهدم السد العالي في مصر، ويهيئ الظروف لطرد الفلسطينيين من أرضهم التي احتلت عام 1948، وها هم الصهاينة المجرمون يحرضون الأنظمة العربية والعالم ضد الحركات الإسلامية ويخططون للقضاء عليها.  وقد بدأت الإجراءات على أرض الواقع لتنفيذ هذه المخططات الصهيونية واليهودية، فهل تدب في ضمائرنا الحياة من جديد، لنضع حداً لصمت بلا حدود يضر ولا يفيد؟!

لا نريد منكم يا أبناء أمتنا هبة عابرة سرعان ما تخبو جذوتها، ولكننا نريد منكم فعاليات شعبية منظمة وهادفة ضمن خطة إستراتيجية متدحرجة، تبدأ بالتجمعات والمسيرات السلمية، ثم تتطور إلى عصيان مدني شامل، ثم تنتهي بضرب العدو الصهيوني المجرم في عقر داره.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ