-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 13/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحريق يقترب

زكريا محمد

ثمة تغيرات شديدة الأهمية تجري في الوضع الفلسطيني، وتدفع، في ما يبدو، نحو الاشتباك مع إسرائيل. أي تدفع إلى طراز ما من انتفاضة جديدة.

ويمكن الإشارة إلى هذه التغيرات:

* أن الأقصى يتحول إلى مركز الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونقطة الاشتعال والتفجير. والأسابيع الماضية كانت أوضح دليل على ذلك. فقد أوشكت الأمور أن تشتعل بسبب الأقصى بالفعل، لولا توسلات السلطة والأردن، وغيرهم، لأمريكا من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي للحرم الشريف. وقد اقتنعت أمريكا، بالفعل، أن انفجار الأمور سيؤدي إلى انفلات الأمور من بين يديه السلطة، وإلى وفقدانها التام للسيطرة، مما أرغمها على الضغط على إسرائيل لٌإنهاء الحصار.

* أن مادة المواجهة تنتقل من الضفة الغربية إلى فلسطين 48. فالقوة التي تقوم التحركات تتكون أساسا من فلسطينيي 48.

* حدث هذا التحول لأن خطة دايتون نجحت في تكوين أجهزة أمنية تمنع إمكانية الاشتباك مع إسرائيل. وقد أثبتت هذه الأجهزة فعاليتها أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة. فقد منعت هذه الأجهزة، وبالعنف، تضامن فلسطينيي الضفة مع أهلهم غزة. أدى هذا بالضرورة إلى أن يزداد حجم ودور الفلسطينيين في مناطق 48. فهؤلاء يقعون خارج سيطرة أجهزة الأمن الفلسطينية. أي أنهم يستطيعون التحرك دون خشية منها. وبما أن نطاق حركة هؤلاء يشمل القدس، وبما أن الدفاع عن الأقصى تحول، منذ سنوات، إلى نقطة رئيسية في كفاح الفلسطينيين في إسرائيل، بقيادة أناس مثل الشيخ رائد صلاح، فإن القدس والأقصى صارا مركز الصراع.

وقد أسهم في ذلك، بالطبع، أن اليمين الإسرائيلي فتح معركة السيطرة على القدس على مداها، مما منح الشرعية الكافية للمدافعين عن القدس والأقصى.

* وهكذا، حول فلسطينيو 48 الأقصى إلى صاعق ينتظر الانفجار. لكن هذا لم يكن يكفي وحده لحصول خطر إشعال حريق كامل. لذا كان لا بد أن يحدث شيء ما في الضفة. وقد حدث هذا الشيء فعلا، وهو سحب تقرير غولدستون بقرار أحمق لا يصدق.

سحب التقرير كان القشة التي قصمت ظهر بعير سياسة سلطة الرئيس عباس. كانت غيوم الضجر من هذه السياسة تتجمع رويدا رويدا. وقد اسود لونها بعد أن ذهب الرئيس إلى لقاء نتنياهو في نيويورك متخليا عن شرط وقف الاستيطان. ثم زاد هذا اللون سوادا بنهاية حلم أوباما الذي تعلقت به السلطة وأوهمت به الناس، في محاولة لتهدئتهم. ثم جاء سحب تقرير غولدستون، فاكتمل الأمر.

وهكذا أصبح صاعق الأقصى، الآتي من مناطق 48، قريبا جدا من عشب الضفة الغربية الذي جف بما يكفي لكي يلتقط الشرارة ويحترق.

ولولا تدخل ميتشيل لوقف حصار الأقصى لانفجر الصاعق واحترقت كومة قش الضفة مشعلة فلسطين كلها. لكن الصاعق يمكن أن ينفجر في أي لحظة، ويرمي شرارة إلى عشب الضفة الجاف مشعلا كل شيء.

* وهكذا فالضغط الذي مارسته الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ضمن خطة دايتون، أعاد تشكيل قوى الصراع الفلسطيني، وأعاد رسم خارطة حركتها وقيادتها، مؤديا إلى أن الحجر الذي رفضه البناؤون يوما، أي فلسطينيي 48، صار حجر الزاوية. فقد تصاعد دورهم في المعركة الوطنية الفلسطينية عموما، كما أتنهم أخذوا يتبوأون دورا قياديا في هذه المعركة. وهذا يعني أن قيادة الحركة الفلسطينية، وبشكل ما، تنتقل إلى مناطق 48. فالضفة تحت السيطرة الأمنية، وغزة محاصرة، وغير قادرة على أن تقود.

* عليه، فكل عناصر انفجار الصراع تتجمع:

- هجوم إسرائيلي على القدس والأقصى. والأقصى موضوع حساس، يدفع بالمحيط العربي والإسلامي إلى التحرك، مما يشكل دفعا لحركة الناس في فلسطين.

- انتقال مركز المبادرة في المواجهة إلى مناطق عام 48.

- ضعف القيادة التي غطت تشكيل الأجهزة الأمنية بناء على ما يريد دايتون، وتهتك سمعتها، بحيث بدت لغالبية الناس قيادة مفرطة مستسلمة.

- نهاية حلم أوباما، أي نهاية حلم تحقيق صفقة ما بشكل سريع. كانت السلطة وسياستها على وشك التهاوي في أواخر أيام بوش، لكن مجيء أوباما دفع الدم في عروقها. لكن هذا لم يطل. فسرعان ما يبخر حلم أوباما. أكثر من ذلك، فمن أجل إطفاء حريق تقرير غولدستون الذي هدد إسرائيل، أرغم أوباما عباس على أن يقوم بدور الإطفائي. وقد قام به. لكن النتيجة أن نتنياهو نجا، ومات الرئيس عباس.

العناصر تتجمع.

الغيوم تزداد سوادا.

الصاعق موجود.

الحريق يقترب.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ