-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إنّه الفاروق

الدكتور عثمان قدري مكانسي

     استأذن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعنده نساء من قريش منهنَّ :

     1ـ زوجاته رضوان الله عليهن .

     2ـ أرحامه من أقاربه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

     3ـ بعض نساء المسلمين من المهاجرين والأنصار يستفتينه ويسألنَه ويكثرن من الأسئلة ، وأصواتهن تعلو صوته عليه الصلاة والسلام ، ومن عادة النساء أن يتكلمن جميعاً ، فتختلط أصواتهن فتحتاج إحداهن أن تعلو بنبرتها على مَنْ حولها . . فغطين بأصواتهن على صوت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهو يجيبهن ويردُّ عليهن موضحاً شارحاً . .

     فلما أذن له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قمنَ يستَتِرْن ويبتدرن الحجاب ، وخفضَ صوتُهن فما تسمع منهنَّ إلا همساً .

     فدخل الفاروق عمر فرأى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يضحك ! لا بد أن في الأمر شيئاً يتعلق به فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينظر إليه باشّاً في وجهه .

     ـ السلامُ عليك يا رسول الله .

     ـ (( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أبا حفص )) .

     ـ أدام الله سرورك يا رسول الله ، فأسنانك النيّرة تشع الضياء في الحاضرين وتملأ المكان بهجة وسعادة ، فهلاّ أطلعتني على السبب وشرَّفتني بالإشارة إليه .

     ـ (( ما أعجب صنيع هؤلاء النسوة يا ابن الخطاب ، كانت أصواتهن مرتفعة ووجوههنَّ بارزة وأسئلتهن متلاحقة ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ، وخفتت أصواتهم وتراجعن إلى الوراء ، فما الذي جعلهن يهبنك ؟! )) .

     ـ فأنت يا رسول الله أحقُّ أن يهبن .

     ثم التفت إليهن عمر قائلاً بلهجة مؤنّبة : أيْ عدوّات أنفسهن ؛ أتهبْنني ولا تهبْنَ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ وتخفـْن منّي ، ولا تخفن أن ترتفع أصواتكن على صوت رسول الله ، وتصدرْن الجلبة والضوضاء وأنتن بين يديه ؟!! .

     قالت النساء : نعم نخافك يا ابن الخطاب ، فأنت فظ غليظ ، لسانك صارم قاطع ، ويدك وما تصل إليه ، أما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليّن الجانب ، شديد الرفق ، تأنس نفوسنا إليه ولا نخاف بَدْرَتَه . .

     فافترَّ ثغر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن مثل اللؤلؤ ثم التفت إلى عمر رضي الله عنه فقال رافعاً من قدر ابن الخطّاب مبيّناً مكانته العظيمة في الإسلام :

     (( والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قطُّ سالكاً فجّاً إلا وسلك فجّاً غير فجّك )) (1) [ وذلك لشدة وطأته على المنافقين والكافرين ] .


(1)  الفج : الطريق بين جبلين ، وهو الطريق الواسع أيضاً .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ