-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 28/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بعد قمة نيويورك

المنابر الدولية كحالة استئناس للذل

نزار السهلي

يخطئ من يظن قبل وبعد ثلاثية نيويورك التي جمعت الرئيس الأمريكي اوباما مع كل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني عباس أن هناك شيء ما جديد في الخارطة السياسية الأمريكية والإسرائيلية فبعد لعق الطرف الفلسطيني لكل اشتراطاته بعدم حصول أي لقاء تفاوضي مع الطرف الإسرائيلي قبل التعهد الإسرائيلي بتجميد الاستيطان وخضوع المطلب الأمريكي المتصل بالاستيطان إلى ضغط اللوبي الإسرائيلي وتراجع الموقف الأمريكي إلى دعوة الأطراف في البدء بالمفاوضات دون شروط مسبقة والمساواة بين المحتل وبين الواقع تحت الاحتلال بخطب دعائية من على منبر الأمم المتحدة التي تتنكر إسرائيل لكل قراراتها المتصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وتقوم بركل المجتمع الدولي في مؤخرته عبر إجراءاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وتتحدى بشكل سافر كل القوانين الدولية

 

إلى اليوم هناك نقاط اتفقت حولها السياسة الأمريكية بالنسبة لرؤيتها من الصراع العربي - الإسرائيلي منذ العام 67 حتى الآن وعلى رأسها عدم مطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها في العام 67 وانما يجري الضغط على الطرف العربي والفلسطيني للاعتراف والتطبيع مع الاحتلال والاعتراف بيهودية الدولة كشرط أضيف إلى قائمة الاشتراطات المقدمة للأطراف العربية وكل الحديث عن عبارات " عدم الشروط المسبقة " تنطبق على الطرف العربي والفلسطيني فقط اعتمدته الإدارات الأمريكية المتعاقبة ,فمنذ عهد رتشارد نيكسون اتفق الرؤساء على إبقاء التفوق العسكري لإسرائيل ومدها بالقدرات التقنية ومع وجود أسلحة نووية تهدد بها منطقة الشرق الأوسط وشعوبها ومع الأسف انحرف المسار الرسمي العربي للتلويح بمخاطر البرنامج النووي السلمي لإيران دون التركيز على مخاطر وجود إسرائيل كدولة عدوانية محتلة مع أسلحتها النووية , وعبر رؤساء أمريكا على مبادئ التفوق الإسرائيلي كل على طريقته " نيكسون : لاشيء يعلو فوق ارادة إسرائيل " وأصبح امن إسرائيل في عهده من أولويات المصالح الأمريكية في المنطقة وكان في عهده أهم المؤثرين على سياسته وزير خارجيته اليهودي هنري كيسنجر صاحب النظرية الإستراتيجية الأمريكية التي تطبقها كل الإدارات الأمريكية التي تهتم بعملية التسوية في المنطقة التي تعتمد الخطوة خطوة تجنبا لربط المسارات واعتماد سياسة فرق تسد بمعنى آخر لن تجري أي عملية تسوية في المنطقة ضد إرادة إسرائيل

 

والرئيس كارتر الذي في عهده تم التوقيع على معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في العام 1979 قال في خطابه أمام الكنيست في ذلك الحين إن علاقة أمريكا بإسرائيل لا يمكن تقويضها لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكي وتأييد إسرائيل أمر ملزم لأي رئيس أمريكي وفي عهد رونالد ريغان اخذ الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية و العربية المحتلة شرعيته من إدارة ريغان الذي في عهده أصبح الاستيطان شرعي ولكنه يشكل عقة في وجه السلام , أما في عهد بوش الأب والابن التي شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التفاهم التام والوئام ففي عهد الأول الذي خاض تحالفا دوليا للحرب على العراق قام بتتمة تدميره الابن وقتل عشرات الآلاف من العراقيين وتشريد الملايين وتدمير بنية لعراق كدولة وهو قدم خدمات جليلة لإسرائيل على هذا الصعيد الذين اعتبروا آنذاك أن تدمير العراق يصب في مصلحة إسرائيل وقانون محاسبة سورية وتضخيم التهديد الإيراني

 

ومن خلال كل ما تقدم وما ستنتجه الأيام والأشهر والسنوات القادمة للذي يتوهم أن هناك تغيير ما حاصل في السياسة الأمريكية إما عن طريق المكوك الأمريكي ميتشل الذي يطالب كافة الأطراف بالبدء بالمفاوضات رغم اصطدامه بجدران العزل والرفض الإسرائيلي لأي مطلب يلزم إسرائيل بأي جزئية ملزمة باستحقاقات ما سمي عملية سلمية ستبقى العين الأمريكية ساهرة على امن وتفوق إسرائيل وستبقى اليد الأمريكية تضغط على الجسد العربي ليقبل السكين الإسرائيلية وان يأخذ العربي المبادرة بفتح التطبيع مع الجانب الإسرائيلي كمبادرة حسن نية بقبوله بكل الإجراءات العدوانية الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني , وتبدو الإدارة الحالية بقيادة اوباما بعد قمة نيويورك أكثر واقعية وتغير باتجاه العرب عبر استخدام التعابير الدعائية التي تقدم التطبيع المجاني ولاتؤخر عدوان الاباشي الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني ولا توقف جرافات " كاتربلر " التي تهدم البيوت فوق السكان الفلسطينيين للأسباب التي ذكرناها انفا بإتباع سياسة موحدة أمريكية إسرائيلية غياب إجماع عربي مع حالة التشرذم والضياع الفلسطينية  تخدم المصلحة العليا لإسرائيل وتبقي على العربي والفلسطيني تحت أدوات

 

الضغط والسيطرة بتهم الإرهاب و التلويح بالعدوان والحصار والإخضاع استأنس النظام الرسمي العربي إذلاله معها وهو يترقب مشهد التغيير من على منابره المحلية وصولا إلى المنابر الدولية .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ