-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 24/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كل سنة وأنتم سالمين ..!

بقلم / عبد الناصر عوني فروانة*

بأي حال عُدت يا عيد .. أعياد مضت وعيد يحل وأحوال شعبنا وأسرانا على حالها ... بل تزداد أوضاعنا قسوة ، فالاحتلال جاثم على صدورنا ونكبة الانقسام قائمة بآثارها وتوابعها ومرارتها ، ومعاناتنا لا حدود ها وأضحت جزء من حياتنا .. وفقرنا من سمات معيشتنا ، وهمومنا وآلامنا زادنا اليومي ، وحقوقنا الإنسانية مسلوبة ، والعيد بات عبء ثقيل علينا ، وعلى آبائنا وإخواننا دائمي العضوية في جيش البطالة .

وإذا كانت الشعوب تعيش في أوطان ، فنحن الوطن يعيش فينا ، و جميعنا يعيش في سجون ومعتقلات كبيرة وصغيرة ، على اختلاف أسمائها وتعدد مواقعها ، فـ " فلسطين خلف القضبان " .

و منا الآلاف قد مرَّ عليهم عشرات الأعياد وهم في سجون الاحتلال بعيدين عن ذويهم وأحبتهم وأطفالهم ، ومنهم من استقبل العيد تلو العيد مع أبنائه وأشقائه داخل السجن ، ومنهم من فقد والديه وهو في السجن ليُحرم وللأبد من إحياء أعياد مقبلة معهم .

فآلاف العائلات الفلسطينية تنتظر عودة أبنائها الأسرى سالمين ، فيما مئات أخرى تنتظر عودة جثامين شهدائها و شهيداتها المحتجزة لدى سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة ، لإكرامها ودفنها وفقاً للشريعة الإسلامية وفي مقابر إسلامية .

وغالبية الناس يقضون أيام العيد الثلاثة إما في المقابر أو في بيوت العزاء لتوزع الكعك والتمر والقهوة السادة على أرواح شـهـدائها وأمواتها ، أو في زيارة الجرحى والمصابين والأسرى ، والغالبية يستذكرون أحبتهم بالألم والحزن وغزارة الدموع  .

فالعيد مناسبة مؤلمة ، تتجد فيها  الآلام والأحزان ، وتفتح فيه الجراح ويُستحضر خلالها ذكريات الأحبة ومشاهد المأساة و فصول المعاناة الطويلة متعددة الصور والأشكال ، والتي لا يمكن سردها في هذا المقام .

ومع ذلك نتسلح بإرادة لا تلين وأمل لم ولن يغيب ، ونحلم بعيد يحل علينا قريباً ، يعود فيه للأرض أصحابها ، وللبيوت المهدمة ساكنيها ، وللمساجد التي دمرت زاائريها ، وللأطفال طفولتهم التي سُلبت منهم ، وللأمهات أبنائها الأسرى وجثامين شهدائها المحتجزة .

عيد بدون " انقسام " .. عيد يجمعنا كشعب واحد غير مقسم أو مجزأ ، في وطن واحد لا أوطان كما حلمنا أن يكون دوماً وكما ناضلنا منذ عقود من أجل أن يكون هذا الوطن ، تحت مظلته التاريخية منظمة التحرير الفلسطينية .

  عيد نكون فيه قادرين على الوصول للقدس الشريف والصلاة في المسجد الأقصى دون قيود ووقتما شئنا ، ونتمكن فيه من أن نرفع العلم الفلسطيني خفاقاً وبحرية فوق مآذن وكنائس القدس الشريف .

  عيد  يعود فيه الأسرى عموماً ، وقدامى الأسرى المعتقلين منذ عشرات السنين خصوصاً إلى بيوتهم وأحبتهم الذين طال انتظارهم لهم ، وتُعاد فيه جثامين الشهداء لأهلها لدفنها بكرامة .

 

فكل سنة وأنتم جميعاً سالمين ، لأن السلامة غنيمة في هذا الزمن العصيب ، وحين عودتنا وعودة وحدتنا ووحدة وطننا وتحقق حريتنا وحرية أسرانا وقدسنا .. سأقول لكم وقتها عيد سعيد .

ــــــــــــــــــ

*أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ