-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القدس..."درة تاج" فلسطين وروحها

عريب الرنتاوي

تنهض "المقاربة الإسرائيلية"، السياسية والإيديولوجية والعملية، على فصل القدس عن الضفة الغربية، ومؤخرا كرر بينيامين نتنياهو القول بأن "القدس ليست مستوطنة"، ولا تشملها المفاوضات والحوارات الدائرة بين تل أبيب وواشنطن بخصوص تجميد الاستيطان أو تعليقه، وعليه تقضي الأوامر  والسياسات الإسرائيلية باستمرار البناء في المدينة المحتلة، وتسريع وتائر تهويدها، وتنشيط الهجوم الاستيطاني الزاحف على روحها وطابعها وأحيائها العربية.

مقابل هذه السياسة العدوانية المنفلتة من عقالها، والمتنكرة لكل لقواعد القانون الدولي وروحه ونصوصه، يجب أن ننشئ وعلى الفور "مقاربة عربية" مقابلة، سياسية وإيديولوجية وعملية، قوامها أن لا تفاوض ولا تطبيع، لا سلام ولا استقرار، لا دولة ولا دولتين، من دون القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقلة، وأن نعمل على إتباع أقوالنا هذه بالمزيد من الأفعال، حكومات ورجال أعمال ومواطنين، فلدينا من الحوافز أكثر مما لدى مليونير يهودي في نيويورك للاستثمار في الأرض والبناء والإسكان في هذه المدينة و"ما حولها".

يجب أن نرفع القدس إلى مرتبة تليق باسمها، ونضفي عليها ما أضفاه عليها اسمها من قداسة، وأن نسيّجها بخطوطنا الحمراء، فلسطينيين وعربا ومسلمين ومسيحيين، فهذه المدينة هي روح الدولة الفلسطيني، ومن دونها، فنحن نتحدث عن قطعة بائسة من الأرض، ليس لها ما يميزها عن الصحاري والقفار العربية الشاسعة.

للفلسطينيين أن يجعلوا من مدينة المحتلة (عاصمتهم المحتلة بالأحرى) عنوانا لكفاح مستمر ومتواصل، أين منه كفاح نعلين وبلعين، على سلطتهم وحكومتهم أن ترفع درجة خطوط التماس مع الاحتلال في قلب المدينة وعلى حدودها وأطرافها، ولتكن مقاومة سلمية شعبية، لا بأس، ولكن لتكن مقاومة باسلة دفاعا عن العاصمة المحتلة.

وللأردنيين أن يجعلوا من القدس عنوانا وشرطا لسلامهم مع إسرائيل، فالمعاهدة التي قيل ما قيل، سواء في الدفاع عنها وتبريرها وتسويقها، أو الهجوم عليها ونقدها وتفنيدها، كفلت للأردن دورا رعائيا للمقدسات في المدينة، وهو دور تنتهكه الحفريات والتعديات والاعتداءات، وتمس جوهره مظاهر التهويد المتسارع والاستيطان الزاحف على هوية المدينة وروحها وطابعها.

وعلى العرب الذين جعلوا من القضية الفلسطينية قضيتهم القومية الأولى أن يدركوا أن القدس هي "درة تاج" فلسطين وجوهر قضيتها وروحها، وأن فلسطين من دون القدس، كالسعودية من دون مكة والمدينة أو كمصر من غير النيل، وأن معيار الوقوف خلف الفلسطينيين وإلى جانبهم، إنما يقاس بالموقف السياسي والعملي من القدس أساسا.

وعلى المسلمين الذين يولون وجوههم شطر المسجد الحرام أن يتذكروا بأن أجدادهم ولّوا وجوههم شطر المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، وأن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تنتظر منهم غير ما يفعلون، وأن معاير التزامهم بدينهم ودينونتهم لمعتقداتهم إنما يتجلى في صدق التزامهم بالدفاع عن هوية المدينة وكنس الاحتلال البغيض عنها.

وما ينطبق على المسلمين، ينطبق بالمقياس ذاته على المسيحيين، الذين تضم القدس بين جنباتها أهم آثارهم وكنائسهم ومعتقداتهم ومقدساتهم.

القدس رمز فلسطين وعنوان قضيتها وعروبتها، القدس خطنا الأحمر ودمنا الأحمر، ومن لم تحرك فيهم القدس ساكنا، فلا حياة فيهم ولا أمل يرتجى منهم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ