-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في التصعيد الصهيوني على غزة

بقلم : فارس عبد الله*

تحاول الحكومة الصهيونية عبر التصعيد المتزايد ,على حدود قطاع غزة في الآونة الأخيرة جس نبض المقاومة الفلسطينية ,وقياس مدى جاهزيتها بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الحرب الصهيونية الأخيرة , واستمرار الحصار الظالم ومعاناة المواطنين المدمرة بيوتهم على أعتاب فصل الشتاء , كما أن بعض المعارك الداخلية التي أوقعنا فيها البعض لعدم الإدراك , والخلل في قراءة الواقع السياسي والتباس الأولويات عنده , كل هذا أوهم العدو الصهيوني بوجود حالة من الوهن والضعف في الجسد الفلسطيني المقاوم , فيحاول الاحتلال تلمس جاهزية وقدرة المقاومة , عبر القيام ببعض الاعتداءات براً وبحراً , فليس من باب الصدفة ولا هو من قبيل العبث , قصف الطائرات الصهيونية منطقة الأنفاق مؤخراً ,و التي أسفرت عن استشهاد ثلاثة أشقاء , كما الاعتداءات الصهيونية بحق الصيادين زادت وتيرتها , إلى حد استشهاد أحد الصيادين في شمال قطاع غزة , وإحراق مراكب الصيد وقصفها بشكل متكرر وبالإضافة إلى إطلاق النيران على المزارعين في شرق قطاع غزة تسببت باستشهاد طفل وإصابة والده وعدد من أخوته  شرق بيت حانون  مع تسجيل محاولات الجيش الصهيوني للتوغل الجزئي في بعض المناطق الحدودية وهنا نأخذ على المقاومة عدم الرد بقوة على جرائم قتل المدنين , من خلال توجيه ضربة صاروخية للمغتصبات الصهيونية , استمراراً للمعادلة التي صنعتها المقاومة , بالرد على كل عدوان في ظل اتفاق التهدئة , فما بالنا في ظل عدم وجود اتفاق للتهدئة نصمت !!! حيث لا يعتبر إطلاق بعض قذائف الهاون رداً على جريمة , بمستوى استهداف المدنيين , من مزارعين وصيادين وقتلهم بدم بارد .

الاعتداءات الصهيونية والانتهاك الصارخ لحالة الهدوء على جبهة قطاع غزة , تكشف لنا عن نوايا صهيونية عدوانية اتجاه سكان قطاع غزة , وأن قيادة الاحتلال لم تعد معنية بحالة الهدوء , التي تنعم بها المغتصبات الصهيونية والمدن المحتلة القريبة من قطاع غزة , ولم تكلف نفسها عناء المحافظة على تلك الحالة من الهدوء , والتي توفر لأكثر من 100 ألف مستوطن صهيوني العيش بحالة من الأمن , وبما أن فقدانه يشكل أزمة داخلية سياسية وأمنية للحكومة الصهيونية ,التي لن تصمد أمام احتجاجات المغتصبين ومطالبهم بتوفير الأمن , الذي عجزت الآلة العسكرية الصهيونية عن توفيره , طوال أكثر من 23 يوماً من الحرب المفتوحة , بل زادت الرقعة الجغرافية التي تستهدفها صواريخ المقاومة , في دلالة واضحة على عجز الخيار العسكري في مواجهة صواريخ غزة , فلماذا تسعى الحكومة الصهيونية الحالية على استفزاز المقاومة بجرائم القتل بحق المدنيين بغزة ؟!  .  

قد يكون وراء السعي الصهيوني للعدوان مجدداً على غزة , قراءة خاطئة من قبل قيادة الجيش الصهيوني , للواقع في غزة فقد تحاول حكومة نتانياهو الضغط على فصائل المقاومة , فيما يتعلق بملف شاليط بمزيد من الاعتداءات العسكرية , وإشعال جبهة غزة بالقدر الذي يسمح في تصورها , بتحقق بعض النقاط لصالحها في عملية التفاوض , ولكن هل يستطيع الجيش الصهيوني التحكم الأحداث الميدانية , ما نعلمه جيداً أن للمقاومة كلمتها الفصل وأحقية الرد لديها على كل اعتداء , ستضع الجيش الصهيوني في موقف محرج أمام المستوطنين , بعد أن تنهال صواريخ المقاومة على المغتصبات , مع افتتاح العام الدراسي واقتراب موسم الأعياد الصهيونية .

هناك احتمال أخر لبوادر التصعيد الصهيوني على قطاع غزة , أن المأزق التي تمر فيه حكومة نتانياهو , في موضوع الاستيطان والمطالبة الدولية والأمريكية , للحكومة الصهيونية بتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة , وتمسك قيادة السلطة برام الله بشرطها العلني بعدم اللقاء مع نتانياهو قبل تجميد الاستيطان , كل ذلك قد يجعل الحكومة الصهيونية تخلط الأوراق من خلال التصعيد على جبهة غزة , واستفزاز المقاومة للرد لتخرج ماكينة الأكاذيب وقلب الحقائق الصهيونية لتبرر العدوان على غزة , واستجلاب عطف العالم مع الصهاينة في مواجهة قوى " الشر والإرهاب " في غزة , كما هي الرواية الصهيونية دائماً وقد يجد هذا المسار القبول لذا بعض الأنظمة الرسمية وتيار التسوية والسلطة لعدائها مع حكومة غزة وتيار المقاومة , خاصة إذا راجعنا مواقفهم الغير مسئولة , أثناء الحرب الصهيونية على غزة والتي لم ترتقي إلى مستوى الجرح الفلسطيني ولم تكثرت للمشهد الدموي في مخيمات غزة وهي تحترق بفعل الفسفور الأبيض.

 

مع القراءة السريعة للتصعيد الصهيوني على جبهة قطاع غزة , واستمرار الاعتداءات والاعتقال في الضفة المحتلة , والتي كان أخرها إعدام الفتي محمد عليان في مخيم الجلزون ومع تمادي الاحتلال في حملة التهويد المسعورة بالقدس المحتلة , وتسارع بناء المستوطنات  في الضفة المحتلة , لم يبقى للفلسطيني إلا خيار المقاومة والوحدة , لمواجهة كل هذه المخاطر المحدقة , فالعدو الصهيوني يستعد لمعركة كبيرة , للسيطرة على القدس وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم , فهل لازال المفاوض الفلسطيني يتعلق بأوهام السلام ؟! وهل من المصلحة الوطنية اجتماع وزراء حكومة رام الله بالصهاينة في القدس المحتلة ؟! .

المقاومة وكما خبرناها جاهزة لكل طارئ , والطلقة في حجرة النار , والعبوة على باب الدار, والمرابطين لا ينامون ليلهم , والمجاهدين على طول الوطن , وقد خبر عدوهم فعلهم في معركة الفرقان , ولديهم المزيد وأكثر , فغزة مسيجة بعزائم الرجال الأحرار , رغم حصارها تقف شامخة ترفض الذل والهوان , وتقاتل وحدها ولن تنتظر العون إلا من الله عزوجل , وان اى محاولة صهيونية للعدوان على غزة , سيكتب لها الفشل وسوف يعض الصهيوني أصابعه ندماً , بعد أن يبطل الله سحره ويبدد عدوانه , برجال اصطفاهم الله للدفاع عن الأرض المباركة .

ــــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ