-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 07/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


واشنطن إذ تنأى بنفسها عن الأزمة السورية العراقية؟

عريب الرنتاوي

نأت الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية بنفسها عن الأزمة المندلعة بين سوريا والعراق على خلفية ما بات يعرف بتفجيرات "الأربعاء الأسود"، وجاءت ردود أفعال معظم العواصم الغربية مشددةً على الحاجة لحل المشاكل بين البلدين بالحوار والتعاون، وهو أمر أثار فضول بعض المراقبين والمحللين الذين طالما انتظروا بيانات الإدانة والتنديد والتهديد تصدر عن هذه العواصم مشفوعة بالاتهامات المسددة لدمشق والمنددة بتورطها.

 

الغريب في ردات الفعل الغربية عموما، الأمريكية منها على وجه الخصوص، أنها كادت تقف على مسافة واحدة بين حكومة بغداد التي توصف بأنها ألعوبة بيدها من جهة، والحكم في دمشق المندرج في إطار ما يطلق عليه "معسكر الممانعة" العربية من جهة ثانية، فكيف يمكن تفسير كل هذه "الحيادية" المفاجئة و"الموضوعية" غير المألوفة،  هل نفض الغرب أيديه من حكومة المالكي واحتسبها على معسكر إيران، وإن كان الأمر كذلك، فهل من مصلحة إيران إحراج سوريا ووضعها في عنق زجاجة محكمة دولية جديدة وهي التي بالكاد أفلتت من ملاحقة المحكمة ذات الطابع الدولي التي حملت اسم الرئيس الحريري...هل بلغ رهان الغرب على فصل سوريا عن إيران مبلغا عظيما يتيح له الوقوف في منتصف الطريق بين دمشق وبغداد.,,,ما الذي يجري بطبيعة الحال، وكيف يمكن تفسير "جديد" المواقف الغربية من جديد التردي في العلاقات السورية – العراقية.

 

وفقا لمصادر عراقية مطلعة كثيرا ومحايدة نسبيا – يصعب أن تجد مصدرا عراقيا موضوعيا – فإن بصمة القاعدة أوضح من أن تمحيها فوضى تصريحات (تُقرأ اتهامات) أركان الائتلاف الحاكم في العراق، والذي أخذ كل واحد منها يلقي اتهاماته في وجه هذه الجهة المحلية أو تلك الجهة الإقليمية، ومنذ اللحظة الأولى لوقوع التفجيرات، وقد عززت بيانات القاعدة وانكشاف أسماء وهويات منفذي التفجيرات المعروفين للدوائر الأمنية العراقية والأمريكية بصلاتهم المباشرة بالقاعدة، وقضائهم "محكوميات" سابقة بهذه التهمة، عززت هذا البيانات والوقائع من قناعة واشطن، بأن القاعدة وليس البعثيين، هي المسؤولة عن تفجيرات الأربعاء الأسود.

والواضح تماما من قراءة وتحليل الموقف الأمريكي، أن واشنطن لم "تشتر" بعد على أقل تقدير، بضاعة حكومة المالكي التي تحاول تصديرها للغرب والتي تتحدث عن حلف "تكفيري – صدامي"، ذلك أن أكثر الملمين بالعلاقات "الانتهازية" التي تنسجها أطراف مصطرعة إيديولوجيا بين لحظة وأخرى، لا تصمد طويلا، ولا تؤسس لحلف غير مقدس من النوع الذي يلقي عليه المالكي باللائمة عن تفجيرات "الأربعاء الأسود".

 

وزاد من ريبة واشنطن وشكّها في جدوى وجدية الدعوات العراقية لتشكيل محكمة دولية تدين بعثيين في دمشق وتحت رعايتها، كون بعض من اتهمتهم حكومة المالكي كانوا على اتصال مباشر بالأمريكيين (البعض يقول بعلم سوريا وربما بواسطتها)، من وراء ظهر حكومة المالكي ومن دون موافقتها، ولقد كادت هذه الاتصالات أن تتسبب بأزمة علاقات بين واشنطن و"المنطقة الخضراء"، سيما بعد أن أبدى المالكي إصرارا متعنتا على رفض إشراك البعثيين (المجرمين) في الحكومة والائتلاف والعملية السياسية على اتساعها.

 

لقد أراد المالكي أن يضرب جملة من العصافير بحجر "تفجيرات الأربعاء الدامي" الثقيل، فهو تخلص من رجل الاستخبارات القوي المحسوب على واشنطن وعدد من الضباط العاملين بإمرته بحجة التقصير، وهو أغلق الباب في وجه المحاولات والضغوط الرامية لإدماج مزيد من القوى السنية المحسوبة على البعث و"المقاومة" في العملية السياسية، وهو قطع الطريق على حوار أمريكي مباشر وغير مباشر، مع بعض أجنحة المقاومة العراقية (البعثية) ومن ضمنها الجناح الذي يتخذ من سوريا مقرا لقيادته، فضلا بالطبع عن هدفه الأول والأخير، في "حفظ ماء الوجه" الذي أريق بشدة يوم الأربعاء، التاسع عشر من آب / أغسطس الماضي، بعد أشهر من الترويج االمكثف لإدعاءات ومزاعم عن جاهزية القوات والأجهزة الأمنية العراقية لملء فراغ القوات الأمريكية المعاد انتشارها في العراق، وكان لا بد من كبش فداء لاستيعاب الصدمة واحتواء تداعياتها، كان لا بد من تصدير الأزمة إلى الداخل "البعثي / الصدامي" و"التكفيري / القاعدي"، وإلى الخارج ممثلا بسوريا ودول الجوار، وليس مستبعدا أبدا أن يتسع نطاق الاتهامات العراقية ليطاول عددا من دول الجوار (العربية خصوصا)، ولقد بدأنا نقرأ ونسمع عن اتهمات رسمية وشبة رسمية وغير رسمية من هذا النوع، وقد تزداد هذه الاتهامات وتتنوع اتجاهاتها واستهدافاتها، مع استمرار التردي المرجح في الحالة الأمنية، ومع الاقتراب من موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، ومع استمرار تفاقم الانقسامات المذهبية والطائفية في العراق.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ