-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 07/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


وقف أم تجميد للاستيطان؟

جميل السلحوت

للكلمات والجمل والمصطلحات دلالات، ومن لا يفهم الدلالات فإنه يضيع بين المعنى الحرفي وبين المعنى الذي يُفهم من الدلالة، وفي الصراع العربي الاسرائيلي كثير ما يقع الاعلام العربي وينجرّ بعده قادة وسياسيون وعامة الناس خلف مصطلح (أبدعه) لنا الاسرائيليون، فنكون كمن وقع في فخ دون أن ندري، ومن الأمثلة على ذلك الجدار الاسرائيلي، فاسرائيل تسميه(السياج الأمني) والسياج هو الأسلاك الذي غالباً ما يحيط بالحقول والبساتين ليمنع الحيوانات آكلة الأعشاب من دخولها. علماً أن الجدار الاسرائيلي يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار من الباطون المسلح بالحديد، يقوم على قاعدة مماثلة عرضها متر ونصف وارتفاعها كذلك، واسرائيل اعتبرته أمنياً بزعم أنه يفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يهاجمون(الحضارة الاسرائيلية) .

 

وتفتقت(عبقرية) اعلامنا عن تسميته بجدار الفصل العنصري، أي عنصرية الفصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، في حين أن الجدار هو جدار توسع، يمتد في عمق الضفة الغربية، وهو عدة جدران وليس جداراً واحداً، والجدار الرئيس يفصل بين الفلسطينيين الواقعين شرق الجدار والفلسطينيين الواقعين غرب الجدار من الاراضي الفلسطينية المحتلة في حزيران 1967، والجدران الأخرى تحاصر التجمعات الفلسطينية من مدن وقرى ومخيمات وتفصلها عن أراضيها الزراعية، كي تبقى هذه الأراضي نهبا للمستوطنين .

 

ويأتي الحديث منذ وصول الاداراة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما الى الحكم في الدولة الأعظم، عن(تجميد) الاستيطان تمهيداً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، والتجميد يعني الوقف المؤقت، ويعني: أن الذي يُجمد هو صاحب الحق، فقد أقوم بتجميد بناء بيتي الجديد على أرضي لأن جاري يحتج على ذلك بحجة أن النوافذ تكشف حرمات بيته مثلا، فأجمد الاستمرار في البناء ليومين أو أسبوع مثلا حتى أقنع جاري بخطأ ادعائه، ومع ذلك فإن حكومة نتنياهو ترفض حتى مجرد تجميد البناء الاستيطاني، في حين أن المصطلح الصحيح هو(الوقف) الكامل للاستيطان وللبناء الاستيطاني، لأن الاستيطان قائم على أرض الغير، ومخالف لكافة الأعراف والقوانين الدولية والانسانية، واذا ما كانت اسرائيل معنية حقاً بالسلام فعليها أن تعترف أنها دولة محتلة، وأنها على استعداد أن تتخلى عن الأراضي التي تحتلها وتستمر في احتلالها بقوة السلاح، وأن تزيل كافة مخلفات هذا الاحتلال من مستوطنات وغيرها، لأنه لا مكاسب للاحتلال  وهذا ليس منّة من اسرائيل بل حق مطلوب منها .

 

واذا ما بقينا مستمرين في الانجرار خلف مصطلح(التجميد) فإن هذا يعني اعترافاً مسبقاً بحق اسرائيل بالاستيطان في الاراضي المحتلة، ولم تكتف اسرائيل بذلك، بل تضع شروطاً مسبقة على المفاوضات تعتبرها أموراً مسلما بها، أيّ أنها ليست شروطاً حسب زعمهم، ومنها: القدس غير قابلة للتفاوض، لا للعودة لحدود الرابع من حزيران 1967، شطب حق العودة للاجئين،لا لتفكيك المستوطنات،الاعتراف بيهودية اسرائيل، ومن المذهل أن الحديث عن العودة الى طاولة المفاوضات من أجل الوصول الى الحل النهائي للصراع لا يقترن بقرارات الشرعية الدولية، وأكثر ما يتم الحديث عنه هو تطبيق خارطة الطريق الأمريكية، تلك الخارطة التي وضعت عليها اسرائيل أربعة عشر تخطيطاً تفقدها مضمونها، والمذهل أكثر ما يتردد في وسائل الاعلام مؤخراً من أن الرئيس أوباما لم يعد يشترط التجميد الكامل للاستيطان، وأنه يتفهم مطالب اسرائيل بهذا الخصوص، وأن على السلطة الفلسطينية والدول العربية أن يتفهموا ذلك، والفهم العربي يتطلب(حسن نوايا عربية) لتشجيع اسرائيل على السلام، مثل السماح لشركة الطيران الاسرائيلية العال بالتحليق والمرور في الاجواء العربية، وفتح مكاتب تجارية اسرائيلية في العواصم العربية المقبول اسرائيلياً ، أي أن على الدول العربية الاسلامية أن تعترف مسبقاً باسرائيل واستيطانها واحتلالها للدول العربية، وأن تقيم معها علاقات طبيعية كاملة مقابل أن تجلس اسرائيل على طاولة المفاوضات لتفاوض عشرات السنين دون أن تعطي شيئاً، كما قال اسحق شامير رئيس وزراء اسرائيل الأسبق في مؤتمر مدريد عام 1991 .

 

وواضح أن اسرائيل غير مستعدة لاعطاء شيء سوى ادارة مدنية فلسطينية على السكان وليس على الأرض، واذا كان الحق على قدر قوة المُطالب به، فإن الضعف العربي والتعنت الاسرائيلي لن يقودا الى سلام عادل ودائم، تحترمه وتحافظ عليه شعوب المنطقة، بل ستقود الى تضييع الوقت كي تأخذ اسرائيل فرصتها في استكمال مشروعها التوسعي، وفرض حقائق على أرض الواقع،وليبقى الصراع قائما الى ما شاء الله، وما الاعتماد على (حسن نوايا صديقتنا أمريكا) بمختلف عن اعتماد القادة العرب على(حسن نوايا صديقتنا بريطانيا) في انهاء اضراب الشعب الفلسطيني الشهير في العام 1936 .

 

فهل سيحسن قادتنا النوايا باتجاه مصالح شعوبهم وأمتهم وأوطانهم، أم سنبقى معتمدين على حسن نوايا الغير؟؟ وهذا ما ستجيب عليه الأسابيع القادمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 أيلول الحالي .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ