-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 05/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عقيدة المقاومة وإستراتيجيات المواجهة

د/ بوفلجة غيات

عرفت الأسلحة الحربية تطورا كبيرا، منتقلة من السيف والفروسية والرماح، إلى استعمال الرصاص من خلال المسدسات والبنادق، إلى استعمال المدافع والدبابات والطائرات المروحيات والمقنبلات، إلى طائرات الشبح والصواريخ بأنواعها وأشكالها، وغيرها من الأسلحة الفتاكة، من قنابل ذكية وأسلحة جرثومية وكيميائية ونووية... وقد ساهمت الصراعات والحروب الباردة وسباق التسلح وهاجس الخوف من الآخر إلى تطوير مختلف الأسلحة.

حيث صممت هذه الأسلحة لمواجهة جيوش كلاسيكية ودول بالدرجة الأولى. إلا أن الحروب التي تعرفها البشرية مع نهاية القرن العشرين وبداية هذا القرن، هي مواجهة جيوش دول أو أحلاف مقابل حركات ثورية تنتهج حروب عصابات، وهو ما يجعل غالبية الأسلحة المتطوّرة قليلة الفائدة.

ذلك أن طبيعة الحرب الحالية تفرض البحث في إستراتيجيات وأسلحة وأساليب قتالية واستخبارية جديدة، وهو ما نحاول إلقاء الضوء عليه من خلال هذا الموضوع.

سياسة الهيمنة الأمريكية:

عرف العالم هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية مدعمة من طرف الإتحاد الأوروبي وبعض الدول الأسيوية كاليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب بعض الدول العربية والإفريقية التي تقدم لها دعما سياسيا وماديا.

وقد تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية، بفضل تفوقها في مختلف المجالات، من فرض سيطرتها وهيمنتها على العالم، كما أنها تسخّر ترسانتها العسكرية الهائلة لتحقيق أهدافها. فلم تضع لنفسها أهدافا وخططا وطموحات إلا وحققتها، باعتماد أحد أو بعض الأساليب المتاحة لها، من ضغوط سياسية وعسكرية واقتتصادية ومحاصرة وتهديد، وتدخل في الشؤون الداخلية عن طريق العملاء، وتنظيم الإنقلابات الداخلية، وإحداث القلاقل الداخلية واللا أمن واللا استقرار، وقد يصل الأمر إلى التدخل العسكري المباشر. وهكذا فهي تستعمل ما يناسبها من الأساليب والخيارات التي تمتلكها. فهي كالسيل الجارف الذي يأخذ في طريقه كلّ ممانع ومعارض يقف في وجهها.

تتميّز القوات الأمريكية بحجمها الكبير وبيروقراطية اتخاذ القرارات، فهي تستعمل ترسانة ضخمة من الأسلحة وآليات ثقيلة واضحة للعيان مكشوفة بالنسبة لعناصر المقاومة، وبالتالي يسهل متابعة تحركاتها واستهدافها وقصفها. كما أنها تستعمل أجهزة متطوّرة مرتفعة التكاليف، تتطلب صيانة عالية ومكلفة، يستعملها ضباط ذوي مستويات علمية عالية وخبرات طويلة، ويحتاجون مدّة طويلة للتدريب عليها. وبالتالي فإن خسارة آلة حربية، أو جندي مهما كانت رتبته، هي خسارة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. خاصة ونحن نعرف أن حروب أمريكا تتم في أماكن نائية في آسيا خاصة، وهو ما يتطلب نقل المعدات والجنود بالطائرات أو البواخر، وهي عمليات مكلفة. وقد يضطرون إلى نقلهم مرّة أخرى في طريق العودة لدفن جثامينهم في مقرات سكناهم.

مع ذلك، من غير الممكن على أي دولة في العالم، مواجهة قوة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بالحلف الأطلسي باستعمال القوة، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية.

عقيدة المقاومة:

في الوقت الذي تعتمد فيه الديمقراطية الغربية سياسة العنف والهيمنة والإستغلال، لفرض منطق القوة، فإن السبيل الوحيد المتاح للمواجهة والدفاع عن مقومات الأمة، هو المقاومة. والتي هي كفيلة بالدفاع عن القيم والعقيدة والخيارات ومصالح الأمة، والمتمثلة في عقيدة المقاومة.

لذا، يمكن اعتبار المقاومة كعقيدة فلسفية وسياسية، يمكن انتهاجها مقابل عقيدة الديمقراطية. فالمقاومة ليست عسكرية فقط، وإنما تتخذ عدة أشكال وأساليب، فالمقاومة ثقافية وسياسية واقتصادية، إلى جانب كونها عسكرية.

- المقاومة الثقافية: وتتمّ من خلال الحفاظ على المقومات الثقافية للأمة ومميزاتها، من خلال مختلف المظاهر والفنون، من غناء ولباس ومسرح وسينما، وأطباق الأكل وهندسة معمارية، وغيرها من مظاهر المقاومة الثقافية.

- المقاومة الإقتصادية: وتكون من خلال الإكتفاء الذاتي، والجدّ في العمل والإنتاج، وتشجيع استهلاك المنتجات المحلية، وتفضيلها عن المستوردة، وذلك في كلّ من السلع والخدمات. بل السعي إلى الرفع من المردودية وجودتها من أجل التصدير واكتساح الأسواق الخارجية.

- المقاومة الإجتماعية: وتكون من خلال التعاون والتكاتف والوئام، والوقوف كالجسد الواحد، أمام كلّ الضغوط الأجنبية التي تريد النيل من كرامة الأمة واستقلاليتها.

- المقاومة الإعلامية: وتهدف إلى الوقوف في وجه الإعلام المعادي وإبراز ضعف الواقع والتوجيه نحو تجاوز النقائص، من أجل تقويم الواقع السياسي والإجتماعي للأمة.

- المقاومة المسلّحة: وتكون كآخر أسلوب يمكن الرجوع إليه، إذ يجب الإستعداد الدائم من خلال اقتناء وسائل الدفاع والمقاومة المسلحة، واتخاذ كلّ الإجراءات الضرورية، حتى تكون المقاومة في مستوى قادر على ردع العدوّ.

- المقاومة الحضارية: وتكون من خلال وضع إستراتيجية متكاملة للدفاع عن كلّ مقومات الأمة، بطريقة متناسقة ومتكاملة فكريا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا، بل وحتى عسكريا إن تطلب ذلك.

وبهذا تصبح المقاومة عقيدة وسلوكا وفكرا متعمقا ومتأصلا في أفكار ووجدان الفرد والمجتمع والأمة، وهي فلسفة وسياسة وممارسة.

الإسلام وعقيدة المقاومة:

إن مفهوم عقيدة المقاومة محايد بالنسبة لمختلف الأديان والقوميات والحضارات، وهو ما يجعلها أكثر تقبلا. فهناك مقاومة إسلامية، وقد فرضت نفسها باعتمادها على النهج المقاوم. إلا أنه يؤخذ عليها أن غير المسلمين المقتنعين بالمقاومة، يجدون صعوبة في الإندماج في هذه الحركات.

أما الواقع الذي نشاهده، هو أن المقاومة ليست إسلامية فقط، بل نجد الإتجاه الماركسي اليساري مقاوما، ونجد القومي الوطني، وقد لا يكون إسلاميا. في مقابل ذلك قد نجد مسلمين ضد المقاومة، مناوئين بل أعداء لها، وقد يعتنقون العقيدة الديمقراطية بالمفهوم الغربي.

من هنا فإن الرئيس الفينزويلي "شافيز"، يتبنى عقيدة المقاومة، ويحث شعبه على تبنيها في وجه الهيمنة الأمريكية. كذلك الحال بالنسبة للنائب البريطاني "جورج غالوي" الذي يبذل جهودا أكثر مما يبذله النشطاء العرب من أجل نصرة القضايا العربية في فلسطين والعراق ولبنان.

كذلك الحال بالنسبة لكثير من دول العالم، وقواه الحرة، في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، بل حتى أفراد وجماعات من أوروبا وأمريكا الشمالية. فهم يقفون في وجه الهيمنة والظلم والإستغلال الغربي – الديمقراطي، رغم كونهم غير مسلمين.

في حين، نجد أفرادا وأحزابا سياسية وحكومات، ترى أنها تنتمي إلى العالم الديمقراطي بقبولها للهيمنة الأمريكية، ووقوفها ضد مصالحها ومصالح شعوبها وأمتها.

ذلك أن هناك حلان لا ثالث لهما، وهما، إما المقاومة أو الإستسلام. وهو نفس المنطق الذي استعمله جورج يوش، الذي قسم شعوب وأمم العالم إما مع الولايات المتحدة أو ضدها.

إن الدول الغربية هي التي أدت إلى ظهور الإرهاب وتشجيعه. وما الحركات الإسلامية المقاومة، التي يطلق عليها الغرب بالإرهابية - في مجملها -، إلا ردّة فعل لممارسات الدول الغربية، التي تدعي الديمقراطية، وما تقوم به في المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية. لهذا فإن عقيدة المقاومة كفيلة بإيجاد التوازن المطلوب، وهي عقيدة تجمع حولها كل المستضعفين في العالم.

إستراتيجية المقاومة:

إن القوة المادية للولايات المتحدة الأمريكية، لم تمنع من ظهور قوى معادية لها تقاومها وتقف في وجهها، وهو ما أدى إلى ظهور حركات تحرّر ومقاومة. ذلك أن غياب القدرة العسكرية التي يمكنها مواجهة الترسانة العسكرية الأمريكية والغربية، دفع حركات المقاومة إلى إيجاد إستراتيجيات جديدة للمقاومة تعمل من خلالها على تعويض عجزها فيما يخص القوة المادية، من أسلحة وآليات وذخائر. وهو ما اضطر حركات المقاومة إلى اللجوء لحرب العصابات، واعتماد تنظيمات جديدة تتمثل في جمعيات سرية ذات تنظيم دولي مرن وفضفاض، واستعمال وسائل مناسبة، واعتماد طريقة الكرّ والفرّ، كما هو الحال بالنسبة لتنظيم القاعدة، وطالبان والمقاومة العراقية والفلسطينية في غزة خاصة.

وقد عمدت حركات المقاومة إلى تجنب المواجهة المباشرة. لهذا نلاحظ اعتماد انسحاب الجيوش وقوات المقاومة، حيث اختفت قوات طالبان وقوات الجيش العراقي بأسلحتهما، عند هجوم القوات الأمريكية وحلفائها على تلك الدول، كذلك الحال بالنسبة لقوات المحاكم الإسلامية في الصومال عند هجوم القوات الإثيوبية. ولم تبدأ المقاومة إلا بعد استقرار الأوضاع وتمركز القوات المحتلة في مواقعها. وهو ما يوضح اعتماد إستراتيجية مناسبة ومدروسة، وفق أساليب قتالية تختارها المقاومة، للحفاظ على قواتها، وتجنب القوات الغازية الضخمة.

وهكذا أصبحت الولايات المتحدة تواجه شبه أشباح في حربها، في كلّ من أفغانستان حيث طالبان والقاعدة، وفي العراق حيث تنشط القاعدة والمنظمات المقاومة وهي إسلامية في مجملها. كما أن الولايات المتحدة تواجه مجموعات سرية مهيكلة، عالية التنظيم والفعالية، يشرف عليها أفراد ذوي مستويات تربوية عالية وذوي تدريب دقيق ومعمّق. وقد نجد من ضمنهم مهندسين وأطباء ودكاترة تدرّبوا في الغرب، وهم يعرفون جيدا أساليب عمل الجيوش الكلاسيكية وخططها. حيث نجد حركات المقاومة هي التي تفرض إستراتيجياتها العسكرية على القوات التقليدية.

ورغم ضعف الحركات المقاومة للولايات المتحدة، إلا أنها تتميز بمجموعة من الخصائص، تتمثل في كونها سرية سريعة الحركة، تستعمل أسلحة محلية الصنع منخفضة التكاليف، ولكنها فعالة. فقد يكون ثمن الصاروخ، المستعمل من طرف البوارج الأمريكية، أغلى من الهدف الموجه إليه.

إن أهم حقيقة صرح بها الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن، وهو يتحدّث إلى أنصاره في معقله الإنتخابي، وينتقد الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس، بسبب رفضها تجديد التمويل للجنود الأمريكيين بالعراق قوله: "أن المقاومة العراقية تشن حربا غير متكافئة ماليا ضد أمريكا (...)، ففي الوقت الذي تستعمل فيه المقاومة قذيفة سعرها لا يتعدى 50 دولارا، بإمكانها تدمير عربة لأمريكا في العراق، سعرها مليون دولارا."

وأهم شيء يميز حركات المقاومة، إقامتها في محيطها، وبالتالي إمكانية صمودها لعقود طويلة. خاصة ونحن نعرف أن القوات الأمريكية وحلفائها عادة ما تقاتل في أماكن بعيدة عن أراضيها في مناخ قد يكون حارّا صعبا، وفي جغرافيا تجهلها وهي صعبة غير متعودة عليها. والأخطر من ذلك، أن الجنود الدخلاء يقاتلون في مجتمعات معادية وثقافات لا يفهمون أسرارها. حيث أن سلوكا خاطئا يصدر منهم، قد يفسر ثقافيا، ويؤدي إلى شحذ الهمم وارتفاع نسب العنف والمقاومة، كما يحدث عادة عند حاجز تفتيش أو مجرد لمس امرأة في المجتمعات الإسلامية. وقد تعتمد حركات المقاومة إستراتيجيات أكثر مرونة تتمثل في استقلال كل منطقة في اتخاذ القرارات واقتناء الأسلحة والتجنيد والتنفيذ. بحيث لا تكون هناك حاجة لأخذ الأوامر من القيادة المركزية، وهو ما زاد في صعوبات مراقبة ومتابعة شبكات عناصر حركات المقاومة عبر العالم.

وكلّ ذلك يجعل الحروب الحالية متميزة في أساليبها ووسائلها، وذلك لاختلاف الإستراتيجيات والأساليب والوسائل المستعملة بين طرفي الصراع.

وما زاد في تعقيد الأمور قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهة منظمات غير حكومية ليست لها قواعد عسكرية ولا أماكن ثابتة يستقرون فيها، يمكن مراقبتها وقصفها، في إطار حرب الولايات المتحدة على الإرهاب. وهي منظمات إقليمية بل عالمية، لها القوة العسكرية والتدريب والخبرة القتالية والجرأة والشجاعة أكثر مما نجده عند جيوش كثير من الدول. وزيادة على ذلك، لا يمكن الضغط عليها سياسيا ولا عسكريا ولا محاصرتها اقتصاديا. وقد أدى فشل جيوش الحلفاء في حرب العراق إلى استقالة وزير الدفاع الأمريكي، "دونالد رامسفيد" (نوفمبر 2006). وفي تصريح له أقرّ بعدم إحراز تقدم في العراق، مشددا على أن "الجيش الأمريكي ليست له خبرة كافية لخوض المعارك في هذا البلد. وقال أيضا بأن "الولايات المتحدة ليست لديها خبرة في السيطرة على من أسماهم متطرفين لا يملكون جيشا ولا قوات بحرية ولا جوية ويعملون في الظلام".

وهكذا أقرّ بعض مسؤولي الولايات المتحدة بفشلهم في حربهم ضد حركة طالبان في أفغانستان، وضد حركات المقاومة في العراق، وبالتالي فشلهم في حربهم على الإرهاب. فرغم القوة العسكرية الضخمة للولايات المتحدة وحلفائها، وجيوشهم الجرارة فشلوا في القضاء على قيادات تنظيم القاعدة في العالم.

نفس النتيجة عرفتها إسرائيل في حربها مع حزب الله في لبنان. فرغم كونها أكبر قوّة عسكرية في الشرق الأوسط، إلا أنها  فشلت ووجدت صعوبات في مواجهة حزب الله، الذي منعها من دخول الأراضي اللبنانية رغم سيطرتها على الأجواء.

صعوبة المواجهة:

إن الحرب المعاصرة لم تعد محصورة في منطقة أو ضد دولة، بل هي متشعبة، فالمال والتكنولوجيا والوسائل، قد تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية أو من الغرب، لتستغل في جبهات القتال ضد الجيوش الغربية من طرف أعدائها.

وهكذا تحاول الولايات المتحدة منع التمويل عن الحركات المسلحة، إلا أن ما تتأثر هي الجمعيات الخيرية غير الحكومية التي تعمل في الشرعية والعلن وتساعد الفقراء والمحتاجين في الدول الإسلامية، أما الحركات المسلحة فلها وسائلها وقنواتها السرية والخاصة.

كما أن الحركات المناوئة للولايات المتحدة تكيفت وتمكنت من الصمود باعتماد وسائل وأساليب في متناول يدها، وبإمكانها إلحاق الأذى بأكبر دولة في العالم المعاصر. ذلك أن حزب الله في لبنان ألحق من الأذى بإسرائيل أكثر مما ألحقت دول في المنطقة بجيوشها ومعداتها وضخامة الدعم المقدم لها. وأن المقاومة في العراق أذلت أمريكا وأغرقتها في الوحل العراقي.

وقد استعملت الحركات المناوئة للولايات المتحدة، وسائل تكنولوجية جد متطورة في الإعلام والإتصال من ذلك الشبكات العنكبوتية للإنترنت، واستغلت التكنولوجيا الغربية واستعملتها لمواجهة الغرب. كما استعملت الطائرات الأمريكية كأسلحة لضرب برجي التجارة العالمية بنيويورك سنة 2001.

وبهذا يكون عهد المواجهة التقليدية لأمريكا قد ولّى لتفرض حركات التحرر والمقاومة أساليبها ووسائلها وخططها في المواجهة. وهو ما يجعل الترسانة العسكرية المتطورة للدول الكبرى وقواتها الضاربة، - من طائرات الشبح وطائرات الفانتوم والدبابات المتطورة والبواخر والبوارج والصواريخ العابرة للقارات والقنابل النووية -، دون جدوى في محاربة حركات المقاومة المعاصرة، والتي تتبنى حرب العصابات.

ذلك أن الحروب الحالية والمستقبلية هي حرب بين عزائم الأفراد وليس بين آلات. فالكلمة الأخيرة تكون لأفراد الجيش بقوة إيمانهم، وعقائدهم وعزائمهم، ومستويات تدريبهم وذكائهم، مقابل الآلة العسكرية الثقيلة والضخمة والمكلفة، وهو ما يدفع المخططين العسكريين والإستراتيجيين إلى إعادة النظر في الخطط والوسائل المستعملة في حروبهم مع حركات المقاومة، وتدافع الحضارات خلال الألفية الثالثة.

 

من هنا فإن القوة المادية والعسكرية لا تكون ذات جدوى في غياب الحوار والعدل واحترام الآخر بإنسانيته، والعمل على تجنب الهيمنة والضغوط على مختلف الشعوب والأمم والحضارات، وهو ما يساعد في إيجاد عالم آمن، قليل الصراعات خال من مظاهر احتقار الضعفاء والرغبة في استعبادهم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ