-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المسجد الأقصى .. ينادينا !!

بقلم : عُمر عاصي

آآآه على أيام كنت لا أزور المسجد الأقصى إلا أذا كنت بحاجة لغرضٍ من السوق هُناك ، أما المسجد فكنت أرضي نفسي بأن صلاة بضعة ركعات وأنطلق إلى السوق .. أشتري ما شاء لي الله أن اشتري وأعود إلى المسجد فأصلي الظهر وعيني تراقب الأغراض وقلبي معهن .. ولا شيء أهم عندي من لحظة العودة إلى البيت حتى أحتفل بمشترياتي !!

كان ذلك حالي مُنذ أن عرفت قريتي مسيرة البيارق حتى تمكنت من تدراك نفسي وإنقاذها مما وصلت إليه من جهل مفرط في حق المسجد الأقصى أما السوق فقد كانت نصيحة المهلب لابنه في قوله : أي بني لا تقوموا في الأسواق إلا على زراد أو وراق ، كافية لزهدي به إلا من المكتبات !

وأما المسجد الأقصى فأصبح أمره عظيم عظيم عندي ، يثير فيّ الفرحة تارةً والحزن تارةً أخرى .. أما الفرحة فتكون كُلما تذكرت أن الله عندما اختار لنا أن نعيش حاملين للجنسية الإسرائيلية ، كان قد قدر لنا أن نكون نحن من نعمّر المسجد الأقصى وبدوننا لن يكون له من يعمره وفي كل زيارة له فإننا نصون العهد الذي بيننا وبين الله في حق المسجد عليه .. والفرحة بالمسجد لا تقتصر عند هذا فيكفيك ان تستحضر صفحات التاريخ وأنت تجلس في ساحاته ، فمعراج الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - منه وفتح عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - له .. وتحرير صلاح الدين الايوبي - رضي الله عنه - له ،، كلها صفحات تستدعي الفخر بالتواجد فيه .. هذا غير فضائله التي لا تنتهي كون المكوث فيه رباط .. والصلاة في بخمسمائة صلاة فيما سواه - كما جاء في الحديث - .. والاستمتاع بعظمة وروعة قبة الصخرة ذات اللون الذهبي والفسيفساء الزرقاء المحيطة بها  .. وفخامة المصلى الجنوبي بأعمدته الرخامية ومساحته الشاسعة والزخارف الإسلامية .. وميضأة الكأس التي لا تزال منتعشة بالمياه الطاهرة وتستحوذ القلوب بجمالها .

وللحزن مع المسجد وفي المسجد حكايات لا زالت تنسج حروفها وأحداثها ما دام الاحتلال قائماً فحكاية هدمه والحفريات من تحته والمؤامرات من حوله تحتل المرتبة الأولى عندي وبعد ذلك فإن أعداد الشرطة الإسرائيلية التي تستقبل الزائر لفحص بطاقات الهوية وتفتيش الأغراض كافية لاستثارة الأسى فيه .. وإما أن يرتاح من هَمِّ أسألتهم ويدخل المسجد فيقصد مرحاضاً فقد يجد نفسه وكأنه في ” مزبلة ” فلا رعاية ولا إهتمام ولولا الحاجة لما دخل إنسان هذه المراحيض .. وفي الطريق إلى المصلى ترى أعداداً رهيبة من المتمسكنين يطلبون الصدقة ولا يجرأ احد على طردهم كما يُفعل في المسجد الحرام .. ومما ينغص الفرحة بالزيارة فتيات مسلمات يحضرن إلى المسجد في ملابس ضيّقة - المقصود بالمحجبات -  ومزينات كما لو كنّ في رحلة إلى تل ابيب .. فلا احتراما لحُرمته ولا اعتبار.. أما الزوار غير المسلمين في المسجد فدخول بعض المتطرفين اليهود إليه وسياح أجانب بحماية إسرائيلية وإرشاد صهيوني .. يكفي أيضاً لإثارة الأسى على ما آل إليه مسجدنا الأسير.

سواء كانت الزيارة تثير فينا الفرح أو الحزن فإن الأمر المؤكد الذي لا جدال فيه أن زيارة المسجد الأقصى واجبة علينا جميعاً ولا يركن أحدنا إلى الآخر في أمر الزيارة فهي ضرورية جداً ما دام المسجد الأقصى في خطر ولا أدري إن كان بمقدور أحد على وجه الأرض أن يضمن لأي شخص فينا زيارة المسجد في العام القادم إن كان قد زاره هذا العام !! فإن لم تزه هذا العام فمتى تزوره ؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ