-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 27/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"تهريبة رمضان"

عريب الرنتاوي

جاء في الأنباء، أن السلطات المصرية وضعت يدها على كمية كبيرة من المواد الغذائية المعدة للتهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق كما جرت العادة منذ اندلاع حرب التجويع والحصار، وقد أطلق على المضبوطات اسم ذو مغزى: "تهريبة رمضان"...لا أدري ما الذي اشتملت عليه المواد المصادرة، بيد أنني وانطلاقا من طقوس رمضان وتوقيته القائظ هذا العام، أرجح أن يكون "قمر الدين" "والخروب" و"عرقسوس"، ناهيك عن "جوز الهند وعين الجمل"، من بين أهم المواد التي تضمنتها الشحنة المضبوطة.

وبالعودة إلى اتفاق 2005 بين السلطة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، لم أجد ما يفيد بأنه يتعين على الفلسطييين في غزة قضاء "رمضان بلا قمر دين"، ولم أر "الخروب" في عداد المواد المحظور دخولها إلى القطاع باعتبارها مواد ذات "استخدام مزدوج" عسكري ومدني، ولم ألحظ كيف يمكن لشحنة من هذا النوع أن تكسر "توازن القوى الهش" في هذا الشريط الضيق والمنكوب من فلسطين، سواء بين إسرائيل وحماس أو بين الأخيرة وحركة فتح، لكن يبدو أن ثقافتي العسكرية قاصرة وبحاجة للتجديد والتطوير، وهذه فجوة معرفية سأحرص على تجسيرها.

وإذ تزامنت "الطنطنة الإعلامية" المصاحبة للقبض على "تهريبة رمضان"، مع قرار إسرائيل نشر منظومة صواريخ مضادة للصواريخ حول غزة، أدركت حينها إن الكثير من "المواد المستهلكة" على موائد الرحمن في الشهر الفضيل، إنما تدخل في صناعة صواريخ القسام وتطوير مداياتها ورؤوسها الحربية، ومن يدري فربما توصل الفلسطينيون تحت ضعط الحاجة التي هي أم الاختراع كما يقال، إلى تحويل العرقسوس" إلى "وقود سائل" للصواريخ، الأمر الذي سيعزز مداها ويكسبها قوة تدميرية رادعة.

وتساءلت أيضا عمّا إذا كانت "الفوانيس" الرمضانية الشهيرة، من ضمن قائمة مضبوطات "تهريبة رمضان"، فإن كان الأمر كذلك، تعيّن إدراج المسألة برمتها في عداد "مهددات الأمن القومي العربي"، فهذه "الفوانيس" يمكن أن تتحول إلى منارات توزع على شواطئ غزة، تضلل الزوراق الحربية الإسرائيلية، وترشد المهربين الذين لا يكفون عن إدخال السلاح والرجال والإرهاب إلى القطاع، كما تقول المصادر الاستخبارية الإسرائيلية، التي تصر بدورها على إدراج هذه المسألة على أجندة "التنسيق الأمني" عملا بمقتضيات المعاهدة وضرورات الأمن والاستقرار ومتطلبات "خطة أوباما" المنتظرة.

ووفقا لمصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الجرأة بلغت بالمهربين حدا غير مسبوق هذه المرة، إذ تفيد المعلومات التي لا يأتيها الباطل عن يمين أو شمال، أن كميات كبيرة من التمر، وفي رواية أخرى من "العجوة" من النوع الشبيه بـ"العجوة" التي تستخدم عادة لصنع كعك العيد ويحبها الأطفال بخاصة، وجدت مرصوفة في صناديق خشبية وكرتونية وأحيانا في صفائح "تنك"، ولكنها – والحمد لله – لم تكن معدّة للتفجير، حيث نزعت منها "صواعقها" ووضعت بعيدا عن مستودعات العجوة المعدة للتهريب عبر الأنفاق، ولولا لطف الله ورعايته، لوقعت كارثة إنسانية كفيلة بإلحاق ضرر لا يرمم في العلاقات الأخوية المصرية – الفلسطينية.

المصادر ذاتها أضافت، إن مناخات من الارتياح، خيّمت على "مجمع الأمن والاستخبارات" في إسرائيل بعد توارد الأنباء عن تفاصيل "التهريبة" المضبوطة، وأن المعلومات المتسربة عن اجتماع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تفيد بأن "الموساد" يتعقب شحنات مماثلة في "دول المنشأ"، وإن قرارا برفع "التهديد الأمني" إلى درجة "الأحمر القاني" قد صدر عن الاجتماع ذاته، وأن من المتوقع استمرار العمل بهذا "التصنيف" حتى ثالث أيام عيد الفطر السعيد، حيث ترجح الأوساط الأمنية تنامي محاولات تهريب مواد مماثلة، نظرا لتزايد نهم الصامدين (عفوا الصائمين) الغزيين للقطايف وكعك العيد، ويزداد استهلاكهم للسوائل نظرا لارتفاع درجات الحرارة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ