-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 18/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لنصنع السلام مع أنفسنا أولاً

أ.د. محمد اسحق الريفي

نحن بحاجة إلى أن نصنع السلام مع أنفسنا أولاً، عبر تنشئة الجيل الناشئ، تنشئة اجتماعية ودينية صحيحة، وتوعية الشباب، وتوجيههم، وحمايتهم من الانحراف الأخلاقي والفكري؛ ليكونوا قادرين على فهم الواقع، واستيعاب التغيرات الإقليمية والعالمية، وتحمل المسؤولية، والتعاطي الواعي مع قضايا أمتنا المصيرية.

 

وعندما نتقاعس عن القيام بواجبنا تجاه الجيل الناشئ والشباب من أبناء أمتنا، تعم الفوضى، وتستيقظ الفتن، ويكثر الهرج، خاصة في المناطق التي تعاني من الاحتلال أو التدخل الصهيوصليبي، حيث يجد أعداء أمتنا الثغور التي تمكنهم من تحقيق مآربهم الشريرة.  وفي كل الأحوال، نحن الذين ندفع الثمن باهظاً: ثمن جهلنا وتشرذمنا الفكري والسياسي والديني، واستدعائنا للهويات الجزئية الصغرى على الهويات الجامعة الكبرى، وتغليبنا للمصالح الخاصة على المصلحة العامة، وتطوير العرقية والطائفية والمذهبية، بل وحتى خلافتنا في الرأي إلى صراع دموي مرير.  فنحن قوم لا نقدر على تقبل الاختلاف في الرأي، ولا نستطيع التعايش السلمي مع أنفسنا في ظل قيم التسامح التي أقرها وأكدها ديننا الحنيف.

 

وبسبب ما أدى إليه تقاعسنا وتقصيرنا من فوضى فكرية وسياسية عارمة، وصراع وانقسامات عنيفة، وفراغ قيادي ومرجعي شرعي، نعيش نحن العرب تحت طائلة الفساد المستشري في كل جوانب الحياة في بلادنا، ونئن تحت وطأة قمع السلطة واستبدادها وطغيانها، ونعاني بشدة من الظلم الدولي، الذي ترفع رايته الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاؤها الأوروبيون، والصهيونية العالمية ضد العرب والمسلمين والمستضعفين، حيث حاك أعداء أمتنا من جهلنا وتشرذمنا ونزاعاتنا الداخلية والفوضى التي نعيشها مؤامراته ضدنا، واستغل ضعفنا في النيل من أمتنا والتنكيل بشعوبها والهيمنة على منطقتنا.

 

وحتى غزة، المنكوبة والمحاصرة منذ سنوات عديدة، والتي تعرضت بالأمس القريب إلى حرب صهيونية دموية بمباركة ما يسمى "المجتمع الدولي"، ولا تزال تتعرض للعدوان الصهيوني الغاشم المدعوم أمريكياً وأوروبياً لم تسلم من التآمر الصهيوصليبي، الذي يقوم على أساس استغلال التطرف والانحراف لدى كثير من الشباب، لإشاعة الفوضى، ولإعادة إنتاج الفلتان الأمني، بثوب إسلامي هذه المرة.  والأحداث المؤسفة التي عاشتها غزة قبل أيام قليلة، لن تكون الأخيرة في سلسلة المؤامرات التي تستهدف المقاومة الإسلامية وحركات الإسلام السياسي الفلسطينية، المناهضة للسياسات والمشاريع الصهيوصليبية في منطقتنا.

 

لا أحب التطرق مباشرة إلى أحداث رفح الأخيرة، ولا إلى طريقة معالجة الحكومة لها، ولكن أحب التركيز فقط على ظاهرة إعلان مكان ما في منطقتنا "إمارة إسلامية"، التي أصبحت لا تتطلب إقامتها أكثر من فكر متطرف و/أو منحرف، ورشاشات كلاشنكوف وقذائف آربيجي، وذخائر وقنابل، وشباب مضلل، يبايعون أميراً لهم على السمع والطاعة العمياء الخرقاء، ويكفِّرون من يخالفونهم في الرأي من الناس، ويعتدون عليهم وعلى حقوقهم، وينتهكون حرماتهم باسم الدين، وبذريعة تطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة الحدود والجنايات، في الزمن الخطأ، وفي المكان الخطأ، وبالطريقة الخطأ.

 

ولحسن الحظ، بل في الحقيقة لسوئه، تهيئ الولايات المتحدة الأمريكية منطقتنا لإقامة "إمارات إسلامية" في أماكن متفرقة، خاصة تلك الأماكن التي تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على نشر الفوضى المدمرة فيها، وزعزعة استقرارها، وتحويلها إلى بؤرة احتراب واقتتال بين أبناء الشعب الواحد، تنبعث منها رائحة الإرهاب باسم الإسلام، وهو منه بريء، لتشويه صورة الإسلام لدى الغربيين، ونشر الإسلاموفوبيا في العالم، وتبرير استمرار الحرب العالمية على الإسلام والمسلمين بذريعة "الحرب على الإرهاب"، التي تقودها الولايات المتحدة، ويشارك فيها الصهاينة وحلف "الناتو".

 

فالولايات المتحدة الأمريكية تحرك المضللين من أبناء أمتنا عبر عملائها المنتشرين في كل مكان، الذين يتواصلون مع ضحاياهم بأسماء وهمية عبر مواقع الإنترنت، ثم يمولونهم ويمدونهم بالسلاح والذخائر، ليوقظوا الفتن، ولينشروا الفوضى والفلتان، متذرعين بحرصهم على تطبيق الشريعة الإسلامية، التي لا يفهمون مقاصدها، ويخولون أنفسهم إقامة الحدود على الناس، وإطلاق الأحكام جزافاً وتعسفاً على المذنبين، بطريقة مناقضة للشريعة الإسلامية.

 

وللعلم، فإن للبنتاغون الأمريكي جهازاً خاصاً أُنشئ في عهد "دونالد رامسفيلد"، يهدف إلى التحكم في المجموعات التي توصف أمريكياً بالإرهابية، ليس للقضاء عليها، وإنما لتوجيهها وتحريكها وفق إرادة البنتاغون، لإشاعة الفوضى والفلتان، ولتحقيق المآرب الأمريكية والصهيونية الشريرة.  ويقع فريسة لهذا الجهاز الشباب المتحمس الذي يفتقر إلى الوعي والحكمة والعلم الشرعي، ليتحول إلى معول هدم للسلام في مجتمعاتنا.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ