-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 12/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شهداء الاعتقال السياسي إلى متى ؟!

بقلم : فارس عبد الله*

تتواصل الجرائم بحق المعتقلين السياسيين , وتنتهك الحقوق , وتهان كرامة الإنسان, بدون رادع في الضفة المحتلة , فقبل أسبوع استشهد الشيخ كمال أبو طعيمة ,المدرس والمبعد سابقاً إلى مرج الزهور ,وإمام مسجد جعفر في مخيم العروب بمدينة الخليل ,بعد أنالت من جسده تعذيباً وشبحاً ,أدوات القمع في أجهزة أمن السلطة والتهمة هي الانتماء السياسي للشيخ رحمه الله عليه سبقه من ضحايا مسالخ السلطة , الشهيد هيثم عمرو , والشهيد محمد الحاج والشهيد مجد البرغوثي , جميعهم ارتقت أرواحهم إلى بارئها , تشكي له ظلم الظالمين وعدوان المعتدين , ويتكرر المشهد اليوم مع الشاب فادي حمادنة , الذي لا يتجاوز عمره 28 عاماً , وكان قد خرج من سجون الاحتلال الصهيوني , قبل أشهر فتلقفته الأجهزة الأمنية , كما هي العادة في إلقاء القبض على الأسرى المحررين قبل وصولهم إلى ذويهم , كما فعلت من نائب رئيس بلدية نابلس , والذي لم يصل بيته بعد إفراج الاحتلال عنه , حيث سارعت إليه أجهزة امن السلطة , لتضعه في السجن من جديد فما هي جريمتهم ؟! , وما هي المبررات لاعتقالهم !! , ومن هو المحرك لهذا الحرب البشعة على الإنسان الفلسطيني !! , من قمع واعتقال وتكميم للأفواه , ويخرج أقطاب السلطة لنفي وجود معتقلين سياسيين , رغم أن سجل الأسماء للمعتقلين منهم الصحفي وعضو بلدية , وإمام مسجد وداعية ومهندس وطالب جامعي وغيرهم , من الطبقات المثقفة في المجتمع , والذين لهم بصماتهم الواضحة , من أبناء شعبهم كلاً في منطقته وناحيته .

أن جريمة اليوم بقتل المعتقل السياسي فادي حمادنة , بالتعذيب حتى الموت تشكل واقعة خطيرة , يجب الوقوف عندها , فلا يعقل الصمت على جرائم القتل في السجون السلطة الحالة الثالثة خلال عام2009م  , لأنها تشكل مسماراً في جدار الوحدة وتضرب في أساساته وهي تعرض المجتمع للانهيار , ولا تدعم متطلبات الوحدة ومقومات الحوار الجاد الذي يجب السعي من خلاله , لحفظ الشعب وصونه من التفتت وحماية القضية , وملازمة الثوابت حتى تحقيقها بالمقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني.

من هنا كانت قضية المعتقلين السياسيين , من القضايا المؤرقة واجبة الإنهاء , إلى غير رجعة ولا يمكن القبول بالتبرير بأنها احد مشاهد الانقسام , بل أن الإحداث تكشف أنها ليس لها علاقة بالانقسام , فلقد مارست السلطة الاعتقال السياسي قبل ذلك بسنوات , وعلى اعتبار أن الضفة مسيطر عليها من السلطة وحركة فتح , فلماذا يزج بالشبان والشيوخ والمثقفين والصحفيين , في بالسجون بحجج لا تصمد أمام الحقيقة , لأن ما حدث في غزة لن يتكرر لأسباب كثيرة , أهمها أن حماس ما كانت تخطط لذلك , ولم تتمنى هذه الوجه من الأحداث الداخلية , وأن أصابع دايتون عبر الفوضى الخلاقة , عجلت بهذه النهاية للأحداث المتسارعة ولقد نادت حماس من اليوم الأول , لإنهاء الانقسام عبر الدعوة للحوار , وقوبلت دعوتها بالرفض يومئذ !! , إذا لماذا يختطف المواطنين من فصائل المقاومة وخاصة " الجهاد " , إذا كان المبرر للاعتقال عدم تكرار ما حدث في غزة ,  فالجهاد الإسلامي ليس له علاقة بالخلافات الداخلية كما يصرح قادته , وإذا كانت حجة الاعتقال الخوف من فقدان السلطة , فنقول بوضوح لا يمكن للسلطة إن تفقد السيطرة على الضفة , حيث الحماية من قبل الجيش الصهيوني , والذي صرح قادته في أكثر من مناسبة , أنهم لن يسمحوا بوصول " حماستان " إلى الضفة المحتلة على مشارف " كفار سابا " و" نتانيا ".

بعد هذه الجرائم المتكررة بإعدام الشباب ذبحاً حتى الموت , بسياط التعذيب وأدواته الشيطانية, يقع على العقلاء في حركة فتح الانتباه , إلى المسار المظلم التي تقودنا إليه ممارسات الأجهزة الأمنية للسلطة , بتوجيهات من الجنرال الأمريكي وتنفيذاً للاتفاقيات الأمنية , وبإمكانهم معالجة قضية المعتقلين السياسيين , دون أن تكون عائق نحو الاتفاق الوطني , كما هي الآن حيث لم يستطيع لا رئيس للسلطة , ولا قيادات فتحاوية البث بهذا الملف , والعمل على إنهائه وكل ذلك يعود إلى القيود , التي تفرضها السلطة عن نفسها خلال العملية التفاوضية العقيمة , دون مراعاة لمتطلبات بعيداً الإجماع الوطني والحفاظ على وحدة المجتمع الفلسطيني , الذي لن يقف طويلاً أمام الخلافات السياسية , ورويداً تتضح الصورة ويتجلى المشهد , ولن تدوم فعالية الاسطوانات المشروخة في مواجهة الداخل الفلسطيني , فالمواطن في غزة والضفة يطالب بإنهاء ملف الاعتقال السياسي , وكما يطالب بمحاكمة الجلادين والقتلة , الذي لا يتورعون عن قتل الشباب المؤمن , بأقبح وأفضع أساليب التعذيب .

ورسالتنا أن القمع والقتل , والتعذيب والاعتقال السياسي , هي أساليب الضعفاء فلا هي تحفظ سلطة ولا تحقق أمن ولا أمان , كما أنها هذه الأساليب ومع تجارب الشعوب المتعددة لن تقضى على الأفكار والتوجهات , وان معركة الشعب الفلسطيني الحقيقية , هي مع الاحتلال , نطالبكم أنت ترفعوا سياطكم عن ظهور المواطنين , ونناشدكم أن توحدوا الجهود نحو , وحدة البندقية اللازمة هذه الأوقات , والقدس المحتلة تهود ويهجر أهلها , والضفة تستباح بالمستوطنات , وغزة لا زالت تعاني الحصار وأثار الحرب .

ــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ