-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 08/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المؤتمر السادس والمسار التفاوضي العقيم !!

بقلم : فارس عبد الله*

انعقد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم المحتلة , بمن حضر من أعضاء "فتح غزة", دون أن يشكل غيابهم أي أثر إجرائي أو قانوني ,لصحة وسلامة انعقاد المؤتمر وإجراء الانتخابات المرتقبة لفرز الهيئات القيادية , فانعقاد المؤتمر بعد انقطاع طويل ,كان ضرورياً لمجاراة التطورات الدراماتيكية ,والانقلابات القاسية جداً في منظومة وقيم السلطة ,التي ترعاها وتحفظ بقائها حركة فتح , تلك التحولات التي استغل أصحابها الانقسام الفلسطيني ,من أجل ترسيخ عقيدة التفاوض , والتنسيق الأمني مع الاحتلال , بزعم تطبيق ما يقع عليه من التزامات دولية , بغض النظر عن تطبيق الاحتلال ما يقع عليه من التزامات ,ولقد أفضت هذه التوجهات إلى ممارسات عملية ,من أجل سلخ الشعب الفلسطيني ,عن خياراته الطبيعية في الكفاح المسلح , من خلال مقولة " سلطة واحدة , سلاح واحد " ,وبالتالي فأن سلاح المقاومة محظور ومجرم قانونياً , وفقاً لهذا النهج الجديد , ولكن هل يقاوم السلاح الواحد " سلاح السلطة " , عدوان الاحتلال ومستوطنيه ,على أبناء شعبنا الأعزل؟! , أم أن حجم التنسيق الأمني يسمح لتلك البنادق بالتنقل لتنفيذ مهمات أمنية ,في القرى والمدن الفلسطينية المحتلة , وعندما يدخل جيش الاحتلال المدن الفلسطينية , فان الإيعاز لهذا السلاح هو الالتزام بالمقرات , وعدم الخروج ولو من أجل تنظيم المرور !!.

لقد شكلت كلمة السيد محمود عباس رئيس حركة فتح , البيان السياسي الذي يجب على المؤتمر السادس إقراره , وبالمناسبة فلقد أقرته جمهرة المصفقين في المؤتمر , ولعل الخطير في كلمة السيد عباس ,تمسكه بالخيار التفاوضي العقيم , حسب ما جاء في التفاصيل التي سردها في خطابه الطويل , فالمفاوضات لم تحقق شئ , ومع ذلك يعلن السيد أبو مازن التمسك بها كإستراتيجية لا فكاك عنها , دون أن يطرح البدائل في حال استمرار تعثر المفاوضات , ولعل السيد عباس حاول أن يصور نفسه , على أنه أحد المقاتلين وأصحاب الشرارة الأولى , عندما صنف نفسه مع طوابير المجانين كما سماهم , والذين أشعلوا انطلاقة حركة فتح , وهذا يتنافى مع الوقائع التاريخية , ومع تصريحات عباس نفسه والذي تفاخر في أكثر من مقابلة , بأنه لم يحمل مسدس ولو مرة واحد في حياته , وأنه لم يتذكر أن شارك في مسيرة , وكم تباهى بأنه من الرافضين لعسكرة الانتفاضة , حتى ولو بإلقاء الحجارة , باعتبار أن الحجارة من أسلحة الشعب الفلسطيني المرفوضة , في ثقافته وهذا شاهدة عليه الكثير من المقابلات التلفزيونية والتصريحات , ولا نريد أن تكرار موقفه من العمليات الاستشهادية ومن إطلاق الصواريخ .

خطاب السيد أبو مازن كرئيس لحركة فتح , أسقط الكفاح المسلح ,وأستبدل النص الصريح بمصطلح المقاومة المشروعة ,حسب الشرعية الدولية ,وأتبعها بضرورة الإجماع الوطني, علماً أن الحق في المقاومة , حق ثابت دينياً ووطنياً وأخلاقياً , لشعبنا الذي يرزح تحت الاحتلال ,فلا يمكن التلاعب بهذا الحق , تحت بعض المسميات وبريق بعض الشعارات فالإجماع الوطني ضرورة وشيء ايجابي , فلماذا لا يطلب الإجماع الوطني حول السير بالعملية التفاوضية ؟! لماذا لا يحترم الإجماع الوطني بتحريم التنسيق الأمني مع الاحتلال ؟! ولماذا لا تنصاع السلطة للإجماع الوطني القاضي بتجريم الاعتقال السياسي ؟! فلا إجماع وطني في الحقوق والثوابت , والمقاومة بمختلف أساليبها , من الثوابت الوطنية التي لا تحتاج إجماعاً , ولا اتفاقاً لان قانون التعامل مع المحتل هو بالطلقة , بالقوة بالرفض بالطرد بالحرب المستمرة , حتى رحيله عن أرضنا , وعدم التسليم له تحت أي ظرف من الظروف.

 

وعلى الصعيد الداخلي فأن السيد أبو مازن , قد استمر بقيادة حركة فتح , إلى الطريق المغلقة في موضوع إنهاء الانقسام , مع بداية كلمته بمصطلحات "الانقلابيين" و" الانقساميين"  و" الظلاميين " وكما انه أعاد سرد بعض الروايات الممجوجة , عن الأحداث المؤسفة وخاصة حول محاولة اغتاليه المزعومة , ومن شاهد السيد أبو مازن يتحدث في مؤتمر فتح السادس , يتبادر إلى ذهنه الخطابات المتتالية له , بعض الانقسام وكيف كانت لغة التشدد والتطرف السياسي , في قبول الأخر هي المسيطرة في خطابات السيد عباس , فهل الاتجاهات الحديثة في حركة فتح , هي التصالح والتفاوض مع الاحتلال , ورفض التصالح والحوار والوحدة مع جزء أصيل من الشعب الفلسطيني , هنا يجب على قيادات فتح العقلانية أن تقدم الإجابة الشافية للشعب الفلسطيني , لان فتح ليس وحدها في الميدان , وأن المطلوب من فتح لاستعادة مكانتها , لا يكون عبر دعم خيارات فريق التسوية والتنسيق الأمني , بل هو بالتخندق حول خيار المقاومة الفعلية , وعدم الاكتفاء بالشعارات , لان الواقع يكذب هذه الشعارات , وان استمرت فتح بترديده ليلاً ونهاراً , لأن السجون في الضفة تعج بالمعتقلين , من كل الفصائل المقاومة  , كما أن مشروع حل كتائب شهداء الأقصى , وجد قبولاً من كل مستويات حركة فتح , حتى تبدلت الثقافات وأصبح المقاتل يبحث عن عفو من المحتل , وكأنه بمقاومته ارتكب خطيئة يطلب العفو من إثمها , والتعهد بعدم الرجوع إليها ,وكل ذلك بإشراف الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة السيد عباس .

مما يتكشف لنا من خطاب السيد أبو مازن , بان فتح تستمر في الخطاب التفاوضي , وان خيار التسوية أصبح معتمداً , بشكل رسمي في أطر وأروقة حركة فتح , وان المقاومة أم أن تكون على شاكلة مسيرات بلعين ونعلين الأسبوعية , وفقاً لقاعدة "المقاومة السلمية" وكل من يخالف ذلك ويفكر في المقاومة المسلحة , سيخضع لسياسة السلاح الواحد التي هي غطاء لضرب سلاح المقاومة , الذي يقف وحيداً يدافع عن الشعب الفلسطيني , في حين أن السلاح المختوم على المعابر ذو وظيفة أمنية , ليست في أجندتها أمن المواطن , بالقدر الذي تنفذ فيه ما تفرضه الاتفاقيات الأمنية , التي لازالت السلطة تتمسك بها بالرغم من تعنت الكيان الصهيوني , واستمرار عدوانه البشع على أهلنا في الضفة والقدس المحتلة .

لم تتقدم فتح في مؤتمرها السادس خطوة للأمام , وعبر خطاب رئيسها الذي سيشكل جزء أساسي , من النظام السياسي الفتحاوي , فلقد راوحت مكانها في الحلقة المفرغة من التفاوض , بل أضفته عليه الشرعية عبر إقراره  كإستراتجية للحركة , مع الاعتراف بـ"إسرائيل" , والقبول بحل الدولتين , كما أن فتح لم تتقدم في الملف الداخلي , بأي خطوة ايجابية وهذا يتضح من خلال استعراض السيد عباس , الحلول التي جرى تداولها في جلسات الحوار , مع إعلان فشلها وان الحل المطروح الآن , هو انتخابات تشريعية ورئاسية وهل في ظل واقع الانقسام يمكن تنفيذ انتخابات ؟؟ , وكما أن تجربة الانتخابات السابقة تستدعي من الجميع طلب الضمانات الدولية , بعد حصار الفائزين وعدم مقاطعة خيار الشعب , سواء كان الفائز فتحاوياً أو حمساوياً أو غيرهما , وهل خيار الانتخابات في مثل تلك الأوضاع وصفة جيدة , لإنهاء الانقسام أم وصفة لزيادة الفرقة والانقسام , إذا لم يتم تهيئة الأجواء المطلوبة , والتي تحتاج بعض الوقت من أجل تأسيس واقع صحي ,يسمح بإجراء الانتخابات !! .

أمام خطاب السيد أبو مازن نرى أن المشهد الفلسطيني باقي على حاله بخصوص الملفات الجوهرية وخاصة في ملف الوحدة والبرنامج الوطني ولازالت فتح تعيش حالة عدم الاعتراف بالتغييرات على الساحة الفلسطينية , فهي تحاول جاهدة البقاء في الصدارة السياسية , عبر تمسكها بالخيار التفاوضي , وتنفيذ المجزرة بحق المقاومة بالضفة , ولو اعترفت فتح بفشلها في الانتخابات التشريعية والبحث في مسألة الخروج من المأزق الداخلي لو جدنا في كلمة الرئيس ولو مبادرة واحدة تحقق تكامل الرؤى السياسية , للمجموع الفلسطيني للوصول إلى برنامج سياسي مشترك , يجمع بين أطياف الشعب الفلسطيني , وان الاستفراد بالشأن السياسي ,ومحاولة إقصاء الآخرين , لن يحقق الهدف الوطني , وسوف يكون عامل عائق للوحدة الفلسطينية المأمولة , هذا إذا علمنا أن المطلوب من المؤتمر السادس أشياء بعينها , وفى مقدمتها إقرار التفاوض والتسوية , و"المقاومة السلمية " وإسقاط المقاومة المسلحة , وهذا ما يفسر الاهتمام الصهيوني بالمؤتمر , وتوفير سبل النجاح له , كما أن تلميح السيد عباس إلى أن العالم كله ينتظر النتائج , وهل يقبل العالم إلا ما يرضى "إسرائيل" ؟!! , وهو نفس العالم الذي فرض الحصار على الحكومة العاشرة وحكومة الوحدة , لأنها ترفض الاعتراف بـ"إسرائيل" , ونكرر رسالتنا إلى جماهير فتح وقيادتها إلى أن خيار المقاومة والوحدة , هو من عوامل نهضة الحركة , وغير ذلك هو سراب البقيعة !!.

ـــــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ