-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 04/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هذه هي الأم الفلسطينية!!!

بقلم: طلعت سـقيرق

هل نعرف حقاً كم هو صدر الأمّ دافئ حنون معطاء؟؟.. هل نعرف ماذا يعني أن تكون الأم فعلاً لا قولاً أماً حنوناً ووطناً لا نريد أن نفترق عنه لحظة واحدة؟؟.. تجلس وتحكي حكايات طويلة عن الوطن، فيأخذ الشجر بالصعود والعلوّ والارتفاع معبراً حقيقة لا مجازاً عن علاقتنا القوية بوطن اسمه فلسطين، وببيتٍ وشارع وهواء ونسيم وكل ما يتعلق بموجودات الطبيعة.. عرفتُ هذا، وأعرفه من خلال الدفء الذي ما زلت، وقد خالط الشيب شعر الرأس حتى طغى البياض على السواد، أشعر به وأستكين له بين يديّ أمي وهي تأخذ في قراءة مطالع حبها وشوقها وعشقها للوطن.. أسأل أحياناً: هل للأمّ الفلسطينية ما يجعلها تختلف عن غيرها من الأمهات في العالم حتى تجد لديها كلّ هذا الحنان؟؟..

 

طبعاً كلّ أمّ تملك حناناً يكفي ويزيد.. لكن الأم الفلسطينية ذاقت مرارة الفقد بدل المرة مرات، لذلك تجدها في خشية دائمة وحنين متصل.. هناك من يُصاب بالحُمق فيتهم الأم الفلسطينية بقلة الحنان على أولادها حين تزغرد لابنها الشهيد، أو حين تدفع ابنها لقتال العدو!!.. هؤلاء طبعاً غير مدركين، ولن يكونوا مدركين في يوم من الأيام، لكمّ الحنان الذي تحمله هذه الأم.. مثل هذه الأم تزغرد وهي تتمزق حزناً وألماً وحناناً.. تدفع ابنها للقتال وهي تتفتت مرارة.. لكنها تعرف معنى الغربة والتشرد والبعد عن الوطن، وتعرف وتعي أن لا شيء يُعيد للفلسطينيّ توازنه وحياته الطبيعية الخالية من كل هذا السواد، غير القتال ضدّ عدو اغتصب الأرض وسرق كل شيء ويريد أن يلتهم المزيد.. هذه الأم تعرف وترى وتدري أنّ العدوّ الذي تتعامل معه سيسعى لقتل أبنائها في كل الأحوال، لذلك تدفع بهم إلى القتال وهي تحترق.. طبعاً لن يُدرك أحد معنى احتراق الأم الفلسطينية وهي ترى ابنها جثة هامدة أمام عينيها.. الذين ينظرون إلى الحالة يعيشون خارجها.. وقد تصدر عن أحدهم كلمة أو عدة كلمات تصف قدرة هذه الأم على الثبات والصمود، وقد يُبالغ بعضهم فيصف مثل هذه الأم بالقسوة..

 

طبعا سيبقى الكلام مجرد كلام يصب في كل ما هو بعيد عن الحقيقة.. هذه الأم لا يُشبهها أحد بإيمانها وحنانها وحبها وصبرها وعشقها وحرقتها.. لا أحد يستطيع أن يعرف لماذا تتصف الزغاريد بأنها تخرج من فم الأم وكأنها بكاء جارح لا يعرف غير النار في الصدر والقلب والوجود كله.. لا أحد يُدرك أن هذه الأم تختصر كل الأمهات بحنانها وإيمانها وعشقها الذي لا يُمكن أن يُماثله عشق.. تبقى أمام الجميع مجرد صورة لأم تزغرد عند استشهاد ابنها.. ماذا وراء كل ذلك، لا أحد يعرف، ولا أحد يبحث، ولا أحد يريد أن يرى حقيقة المشهد المر..

 

هي زغرودة تكاد تلف العالم كله بسؤال عن معنى أن يُقتل الولد دون ذنب.. زغرودة تقول بصريح العبارة لماذا يجري كل ما يجري وعلى أي أساس.. زغرودة تكشف عن مرارة في الحلق والعمر والعيش والبحث عن معنى أن يرحل الذي كان بالأمس يملأ المكان بالحركة والحيوية والنشاط والحب.. زغرودة من أجل ولد حُرِمَ من صدر أمه لأن غاصباً غريباً جاء من آخر الدنيا ليسرق وطناً وبيتاً ومعنى وحياة.. زغرودة أمّ شديدة الحب والحنان والعشق.. أمّ لو أرادت أن توزع حنانها على أهل الأرض لكفتهم.. لكن من يفهم ذلك، أو من يريد أن يفهم؟؟..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ