عادت
الذّكرى
الشّاعر
صالح محمّد جرّار - جنين فلسطين
إلى
ولدي إسلام الأسير في سجون
الاحتلال الصّهيوني ، في ذكرى
مولده الرّابعة والثلاثين ,
أحسن الله خلاصه قريباً .
عادت الذّكرى وإسلامي سجين وطـلوع الفجر حولي لا يبين
أيّ لـيلٍ لا يـرى فـجرٌ iiلـه غيرَ هذا الليلِ ليلِ الحائرين ii؟
قــد تـغشّانا ظـلامٌ iiحـالكٌ ولـبسناهُ عـلى قـهرٍ iiلعين
وتـمطّى الـلّيلُ يـلقي ثـقله ليس من نورٍ بدرب iiالسّائرين
أيـن بـدرٌ فيك يا ليلُ iiاختفى قـد عـهدْناهُ كأنوار اليقين ii؟
قــد رقـبناهُ هـلالاً iiنـامياً وارتـقبناه بـشوقٍ وحـنين
كـي نـراهُ الـبدْرَ في iiهالته ولُجَينُ النّور يُغري iiالسّامرين
غـيرَ أنّ الـبدرَ قـد غـيبه قـدَرُ الله بـسجن iiالـمعتدين
* * * * أنـت يـا إسـلامُ بدرٌ iiيُهْتدَى بـك فـي درب دُعاة iiعاملين
كـم فـتىً أنـقذته من iiعَمهٍ فاهتدى واختار درْب iiالعابدين
كـنت في النّاس أريجاً iiوشذاً مـن أزاهير رياض iiالصّالحين
كـنت مِـعوانَ ضعيفٍ iiبائسٍ كـنت لـلصَّحب وفـيّاً iiوأمين
كـنت لـلتّائه نـبراسَ iiهُدَىً كـنت في الحقّ صَفاةً لا تلين
كـنت روضـاً فيه ظلٌ iiوارفٌ فـيهِ ما يُحيي نفوسَ اليائسين
أيـنما كـنت فـغيثٌ هـاطلٌ يُـنبِتُ الخيرَ وزهْرَ iiالياسمين
أيـعود الـبدرُ يُـسْفر iiوجهه ويـنير العمرَ عمر الوالِدِين ii؟
ويَـسُرّ الأهـلَ أخـتا iiوأخـاً وهُـما واللهِ خـيرُ iiالمخلصين
ومُـحـبين ،وكــلّ iiحـافظٌ لـك عهدَ الوُدّ والحبْلَ iiالمتين
غـيْرَ أنّ الـنّأيَ قـد iiجرّعنا عـلْقماً عُـقباهُ هـمٌّ iiوأنـين
بـعد مـا كُـنّا انتشينا iiلحظةً بـشراب القرْبِ والماء iiالمَعين
ونـعيمُ الـقرْب مـن iiإسلامِنا مـنّـة الله ، إلـه الـعالَمين
* * * * نـسـأل اللهَ بــأن iiيـبْدِلنا مـن هجير النّأيِ ظِلَّ iiالآمنين
ويـعودَ الـبلبلُ الـشّادي إلى روضة الأهل وحِضنِ iiالوالِدِين
ونـراهُ بـانياً عـشّ الـرّضا وفـراخ العشّ أحلى ما تكون
لـيـس هـذا بـخيالٍ طـائرٍ أوَ ليس اللهُ مولى المؤمنين ؟
فـغداً يـرجع إسـلام iiالنّهى وغـداً يـطلع كالصّبح iiالمبين |
-------------------------
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
 
|
