-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 26/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مصالحة من طرف واحد

أ.د. محمد اسحق الريفي

شهدت الأسابيع القليلة الماضية خلق ظروف مواتية لإطلاق مبادرة مصالحة وطنية من طرف حركة حماس والحكومة التي تتولاها، لتخفيف التوتر بين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة وغزة، ولتطويق الانقسام، ووقف تداعياته، ومعالجة نتائجه.

فقد ساهمت "قنبلة القدومي" إلى حد كبير في فضح التيار المتصهين، الذي يقوده محمود عباس وسلام فياض، والذي يسيطر على حركة فتح، وكشف دوره الخطير في التآمر على الشعب الفلسطيني.  وكشف تقرير "ميدل إيست مونيتور" تورط سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية، المنبطحة للعدو الصهيوني والخاضعة للجنرال الأمريكي "كيث دايتون"، في الحرب على المقاومة في الضفة المحتلة، برعاية أمريكية وإشراف أوروبي، وبتوجيه من اللجنة الرباعية الدولية برئاسة البريطاني "توني بلير"، وذلك مقابل أموال تجنيها سلطة رام الله من الغربيين.  ونشرت بعض الصحف العربية نص رسائل أرسلها المدعو محمد دحلان إلى قادة العدو الصهيوني تكشف تورطه في العمالة للعدو الصهيوني والأمريكي.  ولا تزال سلسلة فضائح حركة فتح تظهر تباعاً بعد تفجير قنبلة القدومي، لتبين لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، وللعرب والمسلمين، كيف حوَّل التيار المتصهين حركة فتح إلى أداة بيد الصهاينة والأمريكيين وحلفائهم الأوروبيين، لتخريب البيت الداخلي الفلسطيني، وإرباك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتكريس الانقسام الفلسطيني، وكسر شوكة المقاومة الفلسطينية، والتغطية على الممارسات الصهيونية العدوانية والعنصرية.

 

تلك الأحداث الحاسمة خلقت حالة من الوعي السليم بين الفلسطينيين في الضفة المحتلة وغزة، وهيئت الظروف لمحاولة إعادة تأهيل أبناء فتح، وإنقاذهم من براثن التيار المتصهين، وإعادتهم إلى حضن أمهم فلسطين وشعبهم الفلسطيني، ووقف التدهور الذي تتعرض له حركة فتح، ووقف عملية تحولها إلى شركة أمنية وظيفتها حماية أمن العدو الصهيوني، ومرتعاً لعملائه، وأداة لتنفيذ المؤامرات الأمريكية والغربية ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية.  فأبناء فتح يشكلون شريحة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني، في الداخل والخارج، وخسارتهم هي خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني، ومكسب كبير للعدو الصهيوني، وللولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، ولا سيما أن الجنرال دايتون يستخدمها في خلق ما سمَّاه "الفلسطيني الجديد"، الذي يبيع شعبه، ووطنه، ودينه، وذمته، وضميره من أجل الراتب والرتب والمصالح الشخصية.

 

إن الحوار الذي ترعاه القاهرة بين الفصائل الفلسطينية لن يحقق النتائج المرجوة منه، ولن يؤدي إلى فك الحصار عن غزة، ولا إلى إعادة إعمارها، ولا إلى إنهاء حالة الانقسام، ولا إلى إغلاق ملف الاعتقال السياسي في الضفة، بل على العكس، فالتيار المتصهين يسعى لتعميق الانقسام وتطويره إلى الأسوأ، وإزاحة حركة حماس عن الحكم، ليتمكن من إجبار شعبنا الفلسطيني على الاستسلام والتخلي عن ثوابته وحقوقه وأرضه، وتصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيوصليبية.

 

فالتيار المتصهين يعمل بأمر من العدو الصهيوني والأمريكي إلى وأد المصالحة الوطنية في مهدها، ووضع العراقيل أمام محاولات رأب الصدع وإنهاء حالة الانقسام، ولهذا لا فائدة من الانتظار كثيراً، فقد تحوَّل الحوار إلى تغطية على جرائم التيار المتصهين.  والأجدر بحركة حماس أن تطلق مبادرة للمصالحة بين حركتي حماس وفتح في غزة، على أمل أن تتسع هذه المبادرة، بعد نجاحها في غزة، لتشمل الضفة المحتلة، إذ لا بد من طرح بدائل ومحاولة الخروج من عنق الزجاجة، ولا بد من طرح مبادرات جادة وحقيقية تجمع أبناء الشعب الفلسطيني على مقاومة العدو الصهيوني، والتصدي لممارساته العدوانية والعنصرية، وإنقاذ القدس المحتلة وأهلها الفلسطينيين من غول الاستيطان الصهيوني والتهويد البغيض.

 

وتهدف المبادرة المقترحة أساساً إلى محاصرة قادة التيار المتصهين، وعزلهم، وإنقاذ أبناء حركة فتح من براثنه ومن مخططات عباس ودايتون وبلير، عبر توظيف الظروف الراهنة والأحداث الحاسمة التي تشهدها الساحة الفلسطينية في إصلاح الأوضاع الداخلية بحكمة وذكاء، وتجاوز المؤامرات الصهيوصليبية، وإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، واستيعاب أبناء حركة فتح بصورة طبيعية في المجتمع الغزي ومؤسساته الوطنية، ولا سيما أبناء الأجهزة الأمنية، وهذا بالتأكيد يقتضي حل مشكلة الرواتب والوظائف.

 

وحتى تتحقق المصالحة الوطنية وفق المبادرة المقترحة، لا بد من توعية أبناء حركة فتح بالأسباب التي أدت إلى أحداث غزة المؤسفة في يونيو 2007، وهي ردة فعل على مؤامرة الجنرال دايتون، التي كانت تستهدف المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني، والتي كانت تهدف إلى الزج بحركتي حماس وفتح في أتون حرب أهلية، وإغراق غزة في بحر من الدماء.  فحركة فتح وأبناؤها لم يكونوا مستهدفين بأحداث الحسم، وإنما استهدف الحسم عصابات الإجرام وفرق الموت المنخرطة في الأجهزة الأمنية والعاملة بتوجيهات صهيوصليبية.

 

كما لا بد من تنظيم أنشطة وفعاليات وطنية مناهضة للاحتلال الصهيوني، بحيث يشارك فيها كل أبناء الشعب الفلسطيني من جميع الفصائل، وبحيث يرفع فيها الجميع العلم الفلسطيني، بعيداً عن المظاهر الحزبية الضيقة.  وتتضمن المبادرة المقترحة عقد مؤتمرات ومحاضرات وندوات تجمع كل الفصائل الفلسطينية تحت قبة واحدة وفكرة واحدة مناهضة للعدو الصهيوني، المغتصب لأرضنا، والمدنس لمقدساتنا، والمعتدي علينا، والمنتهك لحقوقنا، والممتهن لكرامتنا.  وللإعلام الفلسطيني دور مهم في هذه المبادرة، عبر إتاحة الفرصة لمفكري الشعب الفلسطيني وقادته السياسيين والاجتماعيين الأحرار والشرفاء، لمخاطبة أبناء الشعب الفلسطيني، وتقديم النصح لأبناء حركة فتح المنخرطين في الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله، والذين يَحمُون أمن كيان الاحتلال الصهيوني والمستوطنين الصهاينة، ويشنون حرباً على المقاومة.

 

كما لا بد من إشراك الجميع في القيام بحملة علاقات عامة واسعة في غزة، تليها حملة أخرى في الضفة المحتلة، لإزالة التوتر، وتنقية الأجواء، وبناء الثقة، ومد جسور التفاهم، وإظهار حسن النوايا.  وأجزم أن رئيس الحكومة الشرعية، الأستاذ إسماعيل هنيَّة، ونخبة من قادة الفصائل الفلسطينية، وكوكبة من أعضاء المجلس التشريعي والدعاة والعلماء المسلمين والأكاديميين والقادة الاجتماعيين أهل لإطلاق هذه المبادرة وجديرون بالنجاح فيها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ