-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 25/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إيران في مهب الريح

بقلم: حسن راضي

Ahwazi5@hotmail.com

شهدت إيران في طول تاريخها الحديث أزمات و هزات كثيرة و كبيرة بعضها مرت كأي أزمة لأي بلد و رجعت الأوضاع كما هي. و بعض تلك الأزمات أوصلت البلد إلى متغيرات كبيرة للغاية و غيرت الخريطة السياسية أو حتى الجغرافية و تركت بصمات و أحدثت مستجدات فرض التعامل معها بشكل مختلف عما كان عليه.  اليوم تشهد إيران أزمة حقيقية من العيار الثقيل, أزمة لا يمكن لإيران احتواءها دون ما تترك اثأر عميقة في السلطة و المجتمع على حد سواء.هذه الأزمة التي حذر منها الكثير من المراقبين و المحللين في المجالات السياسية و الاجتماعية و الإنسانية في جغرافية إيران و خارجها, هي استحقاقات لا مفر منها نتيجة للتركيبة الجغرافية و السياسية الإيرانية. و هذه الأزمة التي عرفت بأزمة "الانتخابات الرئاسية الإيرانية" ما هي إلا تراكمات سياسية و إجتماعية و إقتصادية على مر ثلاثين عاما في ظل النظام الحاكم في طهران.

 أزمة الشرعية... أزمة الأزمات

إذا تعمقنا قليلا في التاريخ الإيراني الحديث و في التركيبة الجغرافية و السياسية الإيرانية على مدى العقود الماضية نرى أن مثل تلك الأزمات نتيجة طبيعية و أمر لا مفر منه. حيث إن الأزمة ليس أزمة انتخابات رئاسية بحتة و لا هي أزمة شرعية لحكومة " احمدي نجاد" الفائز بالتزوير في الانتخابات كما وصفه خصمه في السلطة, و لا هي أزمة نظام فحسب, بل هي أزمة دولة و أزمة جغرافية بعينها. لان إيران  كدولة و جغرافية قد ولدت في عام 1921 في متغيرات محلية و إقليمية و دولية مؤاتية لتلك الفكرة و على أنقاض الدولة الفارسية ( القاجارية) التي كانت تحكم في بلد عرف ببلاد فارس و على أنقاض الشعوب و الأقاليم الغير فارسية التي كانت تتمتع بحكم محلي بعيد عن سيطرة و سلطة طهران ناهيك عن القضاء على قطر الأحواز العربي الذي كان يحكم نفسه بنفسه في ظل التجاذبات السياسية الإقليمية و الدولية.

أما عن النظام الحالي و السابق و الحكومات المتسلسلة في ظل تلك النظامين فشرعيتهما تؤخذ من شرعية الدولة و الجغرافية نفسها, بكلام آخر, إذا الجغرافية و الدولة باطلة لأنها قد بنيت على الباطل فكيف حال النظام و الحكومة؟  و بغض النظر عن تلك الحقيقة الدامغة بما يخص شرعية دولة و جغرافية إيران, إذا نظرنا إلى حال النظام البهلوي السابق, فنجد إن النظام السابق جاء بانقلاب عسكري "لرضاء خان" و الإطاحة بالدولة القاجارية و نصب نفسه ملكا على العرش و قام باحتلال و مجازر بحق شعوب ليس لها صلة بفارس إلا "الجيرة". حال النظام الحاضر لا يختلف عن سابقه في ولادته, حيث الشعوب في إيران ثارت على الواقع المرير بكل المقاييس التي كانت تعيشه آنذاك, و أطاحت بالنظام البهلوي بهدف الحصول على حقوقها كاملة, لكن سرعان ما اختطف السلطة, التيار الحاكم حاليا و قد حرف مجرى مبادئ الثورة و مطالبها و قام بفرض نظاما فارسيا عنصريا في الجوهر و  شيعيا في الظاهر.

سؤال يطرح نفسه بإلحاح و بقوة و هو "لماذا إيران في مهب الريح؟"لن يأتي هذا الاستنتاج من فراغ أو تمنيات,بل هو نتيجة عوامل و استحقاقات حقيقية تراكمت عبر العقود الماضية و أمسى واقعا متربعا على أبواب إيران. أهم تلك العوامل بما يلي:

أولا: إيران مبنية على باطل كما أسلفنا ( دولة و جغرافية و نظام و حكومة) و المبني على الباطل فهو باطل و زائل. (إن الباطل كان زهوقا- القران الكريم)

ثانيا: الصراع الداخلي في السلطة وصل إلى أعلى مستوياته و بدء يأخذ إبعادا خطيرة و وصل الطرفان المتصارعان إلى مرحلة ليس فيها طريقا للرجعة, حيث إضافة إلى الانشقاق الذي طرأ في السلطة عند رجال السياسية, وصل الصراع و الانشقاق إلى رجال الدين و مراجع التقليد في إيران و هذا مؤشر خطير حيث و منذ أكثر من قرن كل الثورات و الحركات الجماهيرية في إيران لن تصل إلى هدفها إلا دخل رجال الدين إلى جانب رجال السياسة. من الثورة الدستورية في بداية القرن الماضي مرورا بانقلاب رضا خان البهلوي حيث بارك له رجال الدين و أيدوا خطواته, وصولا إلى ثورة الشعوب عام 1979. و من هنا نقرأ خطورة المرحلة التي وصل لها إيران حيث كلا الطرفين يره لنفسه ثقل سياسي و شعبي و عسكري في السلطة و لا يمكن التراجع عن ما مواقفه و مواقعه.

ثالثا: انكسرت هيبة و قدسية المرشد الأعلى –الولي الفقيه-, كانت كلمة المرشد في إيران (خامني أي) هي الفصل في كل الأزمات الداخلية و الخارجية, لكن في الأزمة الأخيرة وصلت هيبة و مكانة الولي الفقيه إلى الهاوية, حيث بعد اندلاع المظاهرات و الاحتجاجات على نتائج الانتخابات و التشكيك في نزاهتها و بعد ما عجزت كل الأطراف في حل الأزمة مثل مجلس صيانة الدستور و مجلس الخبراء و الوزارة الداخلية, دخل المرشد الأعلى ليقول كلمة الفصل ليطفئ النار الملتهبة, لكن سرعان ما واجه الرفض الشامل من قبل الشارع قبل المحتجين على تزوير الانتخابات. لأول مرة خلال ثلاثين عاما من عمر الثورة يهتف المتظاهرين و بشكل علني و صريح الموت لخامنئي.

رابعا: إيران تعيش عزلة إقليمية و دولية و حصار خانق. كما تعيش إيران وضع داخلي متأزم نتيجة للمعارضة و الرفض الواسع للنظام الإيراني من قبل الشعوب في إيران, ناهيك عن الفساد المتفشي في كل مؤسسات الدولة الإيرانية و الفقر و البطالة و الإدمان على المخدرات المنتشر في أوساط واسعة في جغرافية إيران.

کما هو معروف فی الثورات دائما عاملان أساسيان إذا اجتمعا سيكون الحسم مصيري لصالح التغير, العامل الداخلي و العامل الخارجي. في إيران العاملان غير متوفران بشكل مطلوب, عامل الداخل و رغم حجم الاحتجاجات وأهميتها لم يكتمل بعد,لان الشعوب الغير فارسية حتى لم تدخل المعركة القائمة في طهران. و العامل الثاني أي العامل الخارجي أيضا غائب و لم يدعم أي جهة من المعارضة رغم صيحات إيران المتكررة باتهام الغرب بدعم المعارضة.

هذا الأمر لن يستمر طويلا فالشعوب الغير فارسية التي تشكل أكثر من 65% من سكان جغرافية إيران سيدخلون المعركة في وقتها المناسب و عندها سيدخل الغرب لصالح الأقوى في الميدان الراغب في التغيير لكسب المزيد من المصالح.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ