-ـ

ـ

ـ

الأربعاء 22/07/2009

صعود إلى القمر.. أم صعود إلى الهاوية..؟!

المنشاوي الورداني

menshooo2005@yahoo.com

في الوقت الذي تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية بذكرى مرور اربعين عاما على هبوط أول رجل "نيل ارمسترنج" على سطح القمر، وزع مركز دراسات وبحوث عراقي إحصائيات عن الدمار والمآسي التي خلفها الاحتلال الأميركي للعراق، خلال أكثر من ست سنوات، ليثير تساؤلا مهما هل هو بالفعل صعود إلى القمر بالتميز في مجال العلوم والمقتنيات أم صعود إلى الهاوية بالفشل في مجال السياسة وفن ظلم الأمم وسرقة ثرواتهم ..؟

 قائمة الدمار الذي لحق بالمجتمع العراقي تكشف عن أكثر من مليون أرملة حتى أواخر عام 2008، استنادا إلى إحصائية رسمية صادرة عن وزارة المرأة، وتقدر وزارة التخطيط عدد أيتام العراق بأربعة ملايين يتيم، إضافة إلى أكثر من مليوني قتيل، حسب إحصائيات وزارة الصحة .

وأشارت المصادر إلى وجود جوانب كثيرة أخرى طالها الدمار والخراب، لم يتم التأكد من الأرقام النهائية بشأنها، وأكدت أن الأرقام التي تم توزيعها تقدم صورة تقريبية لما حل بالعراق خلال سنوات الاحتلال، ووصف حجم الدمار والخراب الذي أصاب المؤسسات والمجتمع العراقي بأنه بالغ وخطير.

 وتشير الشكاوى المسجلة في مختلف أنحاء العراق عن فقدان 800 ألف شخص، لا يعرف أهلهم شيئاً عن مصيرهم، وفق مركز دراسات الصقر، في حين تؤكد إحصائيات مرصد حقوق الإنسان اعتقال 340 ألف عراقي في السجون الأميركية والحكومية.

وفي هذا السياق سبق للقوات الأميركية الاعتراف باعتقال 120 ألفا، أطلقت سراح غالبيتهم، لكن السلطات الحكومية تعيد اعتقال هؤلاء.

ومن بين الأرقام المثيرة للانتباه عدد الإصابات بفيروس الإيدز في العراق، إذ يقول التقرير إن عدد الإصابات وصل إلى 67 ألف إصابة، بعدما كانت 114 إصابة فقط مسجلة قبل الاحتلال عام 2003.

وفي الجانب المعيشي، يعيش أكثر من 40% من العراقيين تحت خط الفقر، وحصل تدمير شامل للبنى التحتية في الدولة العراقية حيث توقفت المعامل الكبيرة والمصانع بنسبة تتجاوز 90%.

بيد أن مقاومة الشعب والمقاومين لما أنجزه الأمريكان في مقام الصعود إلى الهاوية لم يتوقف ..فأمام زحف المقاومة العراقية كان فرار المحتل خارج المدن ،واختباؤه داخل قواعده العسكرية تحت ستار الانسحاب المزعوم والذي لن يحمي جنوده من ضربات المقاومة التي أعدت له مايسوؤه من ضربات باستخدام الصواريخ والهاونات..فالاحتلال ينتظر أياما صعبة في العراق إذ يستمر الجهاد حتى تحرير البلاد ..

حيث تؤكد ادعاءات البنتاجون ارتفاع خسائر جيش الاحتلال الامريكي منذ احتلال العراق في اذار-مارس عام 2003 الى 4323 جنديا منهم 103 جنود هذا العام،

وهناك وفي أقصى الشرق وبعد سنوات من الاحتلال لبلاد الأفغان تتآكل قوات الأمريكان أمام تنامي نفوذ طالبان وليفشل من جديد العرض الثاني لمحاولة إنجاح العرض الأمريكي في أفغانستان ..فالأنباء ترد بين الفينة والأخرى بسقوط مدو لطائرات العدو ..  إذ تحطمت طائرة تابعة للحلف الاطلسي في قاعدة قندهار العسكرية جنوبي افغانستان ما اسفر عن اصابة طياريها الاثنين بجروح بعدما تمكنا من القفز،،وتعد هذه الطائرة هي الثانية التي تتحطم في قاعدة قندهار الجوية في غضون 24 ساعة والخامسة في أفغانستان في غضون شهر تموز- يوليو الحالي.

وكانت قوات الاحتلال قد اكدت في بيان سابق مقتل 16 مدنيا في تحطم مروحية روسية تقوم بدعم لوجستي للقوات الأجنبية بينما اعلن الاحتلال الأميركي أن مروحية عسكرية أميركية هبطت صباح الاحد اضطراريا قرب قاعدة عسكرية بإقليم كونار شرقي البلاد ، وذلك بعد يوم واحد من تحطم مقاتلة أميركية من طراز (أف-15 إي) شرقي أفغانستان ومقتل طاقمها المؤلف من فردين.

فرحتهم بمرور اربعين عاما على صعودهم إلى القمر لن تنسي الأمة بكاء الأطفال وصرخات الثكالى وأنات الجرحى هنا وهناك والذي لن يضمد جراحها من جديد ويحاول إعادة البسمة إلى اليتامى إلا مقاومة الرابضين في الميدان ..ثبت الله اقدامهم ..وجعلهم الحصين الأخير لخير أمة اخرجت للناس .

-------------------------

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ