-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 21/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


صمد نتنياهو فتراجعت واشنطن

عريب الرنتاوي

استبد الغيظ بأحد كتاب الأعمدة ، فشن هجوما عنيفا على الذين يروجون الأكاذيب القائلة بأن واشنطن بصدد "التراجع عن موقفها بشأن تجميد الاستيطان بكل أشكاله" ، وبلغ به الأمر حد اتهام هؤلاء بالافتراء وبأنهم يتمنون في قرارة أنفسهم لو أن واشنطن تتراجع بالفعل وتطلق العنان لنتنياهو ليعيث فسادا في الأرض المحتلة ، فالمهم عن هؤلاء المرجفين ، بنظر كاتبنا المحترم ، أن تصل عملية السلام إلى طريق مسدود ، وأن ينتصر ما يسمى "معسكر المقاومة والممانعة".

 

والحقيقة أن لغة زميلنا ومقاربته ، شأنه في ذلك شأن تيار بأكمله ، تنضحان بإسقاطات رغائبية لا مثيل لها ، وحماسته الشديدة لنقد كل من يثير علامات أسئلة أو استفهام حول قادمات الأيام ، تعكس حالة من الهلع والذعر .

 

المهم ، أن أياما قليلة فقط انقضت على نشر تلك المقالة الساخنة ، فإذا بالأنباء المتواترة يوميا من واشنطن ، تكاد تجمع على أنها سائرة في طريق "التراجع" عن موقفها من الاستيطان ، وهو أمر مؤسف على أية حالة ، ولا يثير فرحنا بخلاف ما يظن البعض ، والمعلومات التي تتناقلها مصادر إسرائيلية وصحف لندن - غير الممانعة - ترجح ذلك ، وتضيف بأن واشنطن وتل أبيب سائرتان نحو توافق حول مسألة الاستيطان ، يقوم على قاعدة التجميد المشروط بالزمان والمكان: الزمان بمعنى أن التجميد سيكون مؤقتا وليس دائما ، وسيقاس بالأشهر وليس بالسنوات ، أما المكان ، فيعني تحديد المستوطنات التي سيصبح بالإمكان البناء فيها وتلك التي سيتعذر عليها توسعتها.

المعلومات التي ترد من مصادر - مطلعة وذات عقل بارد - تقول أن إدارة أوباما أدركت صعوبة إرغام إسرائيل على وقف كامل ومفتوح للعمليات الاستيطانية فقررت هي تخفيف حدة موقفها ولهجتها ، والبحث جار اليوم عن "مخرج" و"تخريجة" لا تظهر الرئيس الأمريكي الشاب بمظهر الخاسر والضعيف والمتراجع ، ولا تحرجه في بداية عهده.

 

هجوم الرئيس أوباما على الزعامات العربية واتهامها بالافتقار للشجاعة في السير على طريق السلام ، وانتقاده للقيادة الفلسطينية الضعيفة غير القادرة على قيادة شعبها على الطريق ذاته ، كلها مقدمات أولية للتراجع ، وسيقال لنا في تبرير أية تفاهمات إسرائيلية - أمريكية جديدة - من طراز تفاهمات نيسان 2004 وضماناته ، أن العرب أيضا لم يستجيبوا لنداءات أوباما - كلينتون ولم يشرعوا في عملية تطبيع - مجانية - مع إسرائيل ، ولذلك ليس بوسع الولايات المتحدة أن تستمر في ضغوطها على حكومة نتنياهو.

 

وسيقال لنا كذلك ، أن استئناف البناء ، أو بالأحرى الاستمرار في البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى لا يخل بتعهدات أوباما والتزامه بحل الدولتين ، فهذه الكتل ستضم في جميع الأحوال إلى إسرائيل ، وقد سبق للقيادة الفلسطينية ومعظم القيادات العربية أن وافقت أو منحت موافقتها الضمنية الصامتة على صفقة تبادل أراض محتملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، فلماذا كل هذا التطير ولماذا كل هذا الانفعال؟.

 

طبعا ، سنجد من بيننا من سيحملنا مسؤولية تراجع إدارة أوباما ، فهؤلاء لا يرون وظيفة للعرب سوى القبول بما يطلب إليهم ، وإلا فقدوا العقل والعقلانية ، وبدل أن ينصحنا هذا النفر من تلاميذ المحافظين الجدد وأيتامهم بالاستفادة والتعلم من درس نتنياهو و"صموده" في مقارعة الضغوط الأمريكية ، سيطلبون إلينا المسارعة إلى تقديم التنازلات والاستجابة إلى كل ما يطلب إلينا من تنازلات ، حتى قبل أن يجف الحبر الذي كتبت فيه.

 

وسنجد من يقترح على الزعماء العرب ونوابهم أن يتحولوا إلى كتاب مقالات في الواشنطن بوس والنيويورك تايمز ، شريطة أن يتضمن كل مقال جديد ينشر باسمهم مبادرة جديدة وتنازلات جديدة ، هذه المرة طلب إليها التفرغ للظهور في الصحافة والتلفزة الإسرائيليتين لمخاطبة الرأي العام الإسرائيلي وجها لوج ، وغدا سيطلب إليهم فتح الأجواء واستقبال أفواج السائحين وبعدها زيارة القدس وإقامة العلاقات الدبلوماسية ، كل ذلك مقابل تجميد مؤقت في الزمان والمكان ، للعمليات الاستيطانية ، تعود الجرافات الإسرائيلية بعد انقضاء مهلته ، للعمل بكامل طاقتها - ثلاثة شيفتات إن أمكن - وتبقى لإسرائيل مكاسبها "التطبيعية" في العالم العربي ، فهذا هو المقصود والمطلوب عند البعض على ما يبدو ، وهذه هي العقلانية والرشد عند هؤلاء ، أما حكاية الحقوق وطنية كانت أم قومية ، فتلك مسألة أقل شأنا وأهمية ، بل وتأتي في المقام الأخير إن بقي متسع من وقت أو حقوق.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ