-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 19/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


محطات صغيرة في حياة إنسان عادي

المحطة رقم (9)

  ثلاث سنوات في ليبيا

الجزء الأول 

المهندس هشام نجار - أمريكا

* انقلاب القذافي قاده مجموعه صغيره من العسكر على مرأى من القاعدة الأمريكية بطرابلس... 

* نكرر أخطاءنا ولا نتعلم من تجاربنا...

* مديري كان عقيد طيار سرحه القذافي بعد الانقلاب..هكذا تهدر ثروات الوطن... 

الإخوة والأخوات...

في آواخر عام 1972 سافرت إلى ليبيا بعقد للعمل كمهندس ميكانيك في وزارة الإسكان الليبيه كان عملي في مديرية إسكان الزاويه وهي مركز محافظه صغيره ولكنها كانت تتطور بسرعة تبعد عن طرابلس العاصمة 40 كم غرباً وتتصل بها عبر الطريق الساحلي الجيد والمحاط ببساتين الحمضيات واللوز، دخلت على مدير الأسكان فوقف الرجل وخرج من وراء الطاوله وسلم علي بحراره ثم طلب لي المشروب المفضل عدة كاسات من الشاي الأخضر ،سلم أوراقي إلى المدير المالي والإداري، وقال لي مكتبك يا أخ هشام مع المهندس الكهربائي عبد الوهاب وكان مهندساً مصرياً ممتازاً، سلم على المهندس عبد الوهاب وبادرني بالسؤال: كيف كانت مقابلة مدير الإسكان لك ؟ أجبته أكثر من رائعه، قال لي: لقد كان هذا الرجل برتبة عقيد طيار وهو من أفضل طياري ليبيا سرحه العقيد القذافي بعد الانقلاب مباشرة وأحاله إلى الخدمة المدنية، هنا سرحت بخيالي بعيداً... وتيقنت من سر هزائمنا فنحن العرب لسنا متخصصين ببعثرة ثروتنا المالية الضخمة فحسب ؟ بل وبتفتيت ثروتنا الإنسانية والعلمية، قلت للمهندس عبد الوهاب إن إسرائيل على استعداد لتدفع عشر أمثال مرتبه مدى الحياة على أن يبقى في منصبه المدني.

شيخ المجاهدين عمر المختار رحمه الله

لله درك يا بطل ما أقوى قلبك العامر بالإيمان وما أعظم الدرس العملي الذي منحت عبرته لشعبك. وأين أنت بشموخك من هؤلاء حكام اليوم الذين قهروا شعوبهم وأذاقوهم مر العذاب ولكن.... لن ينام شعب على ضيم وفيهم عمر...

*     *     *

المخرج الكبير مصطفى العقاد

المخرج مصطفى العقاد كان رجلاً ممتلئ بالحماسة العربية ومتشرباً بالعقيدة الإسلامية وكان في جعبته مشاريع عديدة لأفلام ذات توجهات عربيه إسلاميه لم يمهله القدر لتنفيذها رحمه الله.

*     *     *

استأجرت بيتاً قريباً من مقر عملي واستدعيت زوجتي وبدأت مرحلة التأقلم مع الحياة الجديده، الشعب الليبي شعب طيب ومضياف ومشهود له بالكرم وقد كان بيننا وبينه مودة وقد كانت معرفتي به لأول مره في عام 1949 اي يوم كان عمري ست سنوات فقط! لا تعجبوا من ذلك, فلقد كان اسم مدرستي الابتدائية بإسم المجاهد الكبير عمر المختار فبقي إسمه وجهاده وتصميمه على حرية أمته عالقاً في ذاكرتي منذ ذلك اليوم فلقد كان لهذا المجاهد وأمثاله الفضل في تكوين شخصيتي المؤمنة بالعقيدة الإسلامية كطريق وحيد لحماية هذه الأمة من حاكم داخلي ظالم وعدو خارجي ماكر, رحم الله المجاهد الكبير عمر المختار وجعل مثواه الجنة.

بدأنا نتعود على الكلمات المحلية المتداولة مثل: هلبا وتعني كثير، بوكل وتعني بالمره, دلاع وتعني البطيخ الأحمر... كنا نقضي أيام العطل مع بعض الأصدقاء في المناطق الساحلية المحيطة بالزاوية مثل مدينة صبراته الأثريه الرومانية أو في العاصمة طرابلس، أو في مصيف غرغارش الساحلي القريب من العاصمة، حيث كان المرحوم المخرج مصطفى العقاد يتخذه مركزاً لعمله السينمائي، قابلناه هناك وعرفته بنفسي فقد كنت صديقاً لأخيه الأصغر أسامه على امتداد الدراسة الإعدادية والثانوية فرحب بنا الرجل وقدم لنا المرطبات وعرفنا على الممثلين الذين كانوا يقومون بتمثيل فيلم الرسالة من أمثال أنطوني كوين، وعبد الله غيث، ومنى واصف وغيرهم.

بدأ عملي يأخذ كل وقتي وكانت مديرية الإسكان في محافظة الزاوية تغطي تنفيذ كل المشاريع الحكومية من الحدود التونسية الليبية عند نقطة رأس جدير الحدودية وحتى قرب طرابلس، كان معظم الطاقم الهندسي من الإخوة المصريين والفلسطينيين، وكنت أنا السوري الوحيد {المدلل} بينهم.

أيها الإخوة والأخوات، القذافي أراد أن يغير كل شيء في المجتمع الليبي دون اعتبار لظروف شعبه فموضة ذلك الزمان كانت الاشتراكية فركب موجتها ولحق بخطى عبد الناصر، فلقد كان الرئيس عبد الناصر قدوته فأراد تقليده، نسي الأخ العقيد أن الزمان والمكان مختلفين، كان على سبيل المثال مسبة الاستعمار وأعوان الاستعمار وأعوان أعوان الاستعمار تحرك مشاعر العرب, فتطرب الشعوب وتصفق لقائلها أما في زمانه فلم يعد لهذه الكلمات من يستمع لها، وأما عن المكان، فليبيا غير مصر، أما عن تتبع خطى عبد الناصر في إدخال النظام الاشتراكي لبلده فقد جعل من هذا البلد الغني بترولياً والقليل سكاناً {ثلاث ملايين نسمه فقط آنذاك} يتزاحمون على المواد الغذائية بدل أن تكون أرقى وأعلى دخل للفرد الواحد في العالم، وبعد كل سلسلة هذه الأخطاء العربية القاتلة من تبذير الأموال، إلى تفتيت القوى البشرية والعلمية، إلى اعتماد الأنظمة على شلة المنافقين، إلى تطبيق أنظمه اقتصاديه لا تمت لمجتمعاتنا بصله، وفوق ذلك كله عدم تحكيم شرع الله كل هذه السلبيات القاتلة أوصلت الشعوب إلى حالة انعدام الوزن ولم يعد أمامها سوى طريق واحد فلما اجبروا على سلوكه وجدوا نهايته مغلق ببناء كالأطلال فجلست الشعوب أمامه لتغني بحزن وألم:

وإلى اللقاء  ...

هشام نجار

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ