-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 07/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


متى يتخفون ويتفقدون الرعية ..؟!

المنشاوي الورداني*

تفقد عملاق الإسلام الفاروق عمر بن الخطاب الرعية متخفيا فاتسعت دولة الاسلام  شرقا وغربا و تَمَّ فتْح العِراق، وفارس، والشام، ومصر،..وتشهد عليه الأم والإبنة في قصة اللبن وتلك العجوز التي حمل لها الدقيق على ظهره ولم يتركها حتى  سكت الجوع وعادت الضحكات وأكل الصغار  وقالت له : انت احق بالخلافة من عمر .. وهو عمر ..!

 

لقد توافدت  قبائل العرب لتنظر إلى هذا العظيم وهو في مكة لباسه عادي لا يساوي ثلاثة دنانير، خبزه الشعير، ينام في بيت متواضع، يقف مع العجوز الساعات الطوال، يحمل الأطفال، يحلب الشاة، لا يجد كسرة الخبز، ومع ذلك تتساقط تحته عروش الظالمين كسرى وقيصر، لماذا؟ لأنه كسَّر بسيف العدل ظهور الأكاسرة، وقصَّر برماح التضحية آمال القياصرة .

 

لم لا يحمل عمر الكيس على ظهره ويتفقد الرعية في الليل البهيم ..وقد كان  الخليفة الأول أبو بكر الصديق – رضي الله عنه - يحلب شاة لامرأة عجوز ويتعهدها كل حين..ولم لا يفعل الشيخان ذلك وقد كان نبيهما الأكرم – صلى الله عليه وسلم - يصل الرحم، ويحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق..والكل يمتثل قول الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما و أسيرا ) ( الإنسان  )

 

 

وعلى هدي  النبيين والخلفاء الراشدين فعل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز مثل ذلك فشهدت البلاد بالعدل وسار الذئب مع الغنم .. وكان مناديه في كل يوم ينادي : أين الغارمون ؟ أين الناكحون ؟  أين المساكين؟ أين اليتامى؟ حتى أغنى كلا من هؤلاء..

 

وتخفى هارون الرشيد بين الناس يتفقد أحوالهم فاتسعت الرقعة الاسلامية من غرب البحر المتوسط الأبيض حتى بلاد الهند .. وقال قولته المشهورة مخاطبا السحابة الشاهدة بالعدالة في ارض الخلافة ..( أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك )

 

وتخفى الخليفة المنصور متفقدا الرعية ..وفي مرة له بالمدينة قال أبدأ ببيت مالك فقال له: "ما تأمرني؟" فقال له: "آمرك أن تخرج الآن وتطرق أبواب بيوت المسلمين - فهم المهاجرون والأنصار- وتأمر بعطاء مالي لكل عائلة وتُقبِّل أولادهم".  وقد فعل المنصور ما أراد  الإمام مالك ثم قال له إنه يريد أن يأمر له بعطاء، فقال له مالك: أنا عندي ما يكفيني يا أمير المؤمنين، فقال له المنصور: "ألست أنت الذي عندما تجوع ابنتك فتبكي، فتحرك الطحين حتى تغطي على صوتها فلا يسمع الجيران أنكم تحتاجون المال؟" فسأله مالك كيف عرف ذلك؟ فأجابه المنصور أن واجبه أن يتفقد الرعية.

 

وذكر التاريخ في عهد خلفاء بني أمية أن بعضهم كان يراقب السوق بنفسه، فالوليد بن عبد الملك كان يمر بالأسواق يساوم ويناقش الأسعار مع البقالين وغيرهم.

 

وذكر القاضي ابن شداد أن صلاح الدين اشتهر بتفقده الرعية حيث كان رقيق القلب كريم النفس ..فقال : كنت راكباً معه ذات يوم في مواجهة جيش الفرنج في إحدى المعارك، وإذا بأحد الحراس يصل ومعه امرأة فرنجية تبكي بحُرقة، وتضرب صدرها بيديها، وقال الحرسي: خرجت هذه المرأة من جيش الفرنج، وطلبت الحضور بين يديك.

فأمر صلاح الدين الترجمان أن يسألها عن مشكلتها، فذكرت أن اللصوص دخلوا خيمتها، وسرقوا طفلتها الصغيرة، فظلّت تبكي طوال النهار، وأضافت: قيل لي: إن السلطان صلاح الدين رحيم، فأتيت إليك، ولا أعرف ابنتي إلا منك.

فرقّ قلب صلاح الدين، ودمعت عيناه، وحرّكته مروءته، فأمر الحرس بالذهاب والبحث عن الطفلة، ولم يزل مهتماً بالأمر حتى أُحضرت الطفلة وتسلّمتها المرأة، وخرّت إلى الأرض وهي تمرّغ وجهها في التراب شكراً، والناس يبكون من حولها على ما نالها، وأمر صلاح الدين بأن تعاد إلى معسكر الفرنج في أمان.

 

 وذكر المؤرخون أن عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية في بلاد الأندلس و الذي لقب بصقر قريش اشتهر بأنه كان يتفقد احوال الرعية وكانت فترة ازدهار ملكه عام 170 هجرية .

 

وذكر الشيخ الصلابي في كتابه عن دولة السلاجقة وفي فترة 455 هجرية أن ألب أرسلان (محمد) الأسد الشجاع: السلطان الكبير، الملك العادل،  كان يتفقد أحوال الناس سبع سنين وسار في الناس سيرة حسنة، كريماً رحيماً، شفوقاً على الرعية رفيقاً على الفقراء..

 

كما كان بعض السلاطين يحتسب على ولاته ويتلمس أخبارهم عند الناس، فهذا السلطان عثمان خان الثالث المتوفى سنة 1171هـ كان يتفقد أحوال الرعية، ويمر ليلا في الشوارع والأزقة متنكراً ليطلع على أحوالهم.

 

واليوم تحدثنا الأنباء عن ملك الأردن يتخفى أكثر من مرة ويتفقد الرعية ..نتمنى ان يكون خفاء خالصا من أجل الحق حتى لا يخفى عليه إحسان المحسن أو تضل عنه إساءة المسئ ..وحبذا لو نهج الحكام والرؤساء نهج الفاروق عمر في ذلك ..

 

يقول سيد قطب: (وانتصر محمد بن عبد الله يوم صنع أصحابه رضوان الله عليهم صورًا حية من إيمانه، تأكل الطعام وتمشي في الأسواق، يوم صاغ من كل فرد منهم قرآنًا حيًّا يدب على الأرض، يوم جعل كل فرد نموذجًا للإسلام، يراه الناس فيرون الإسلام) .

ــــــــ

*مترجم بالتليفزيون المصري

Menshooo2005@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ