-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 30/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


يا آسري شاليط حذاري من بوادر حسن النية

بقلم : فارس عبد الله*

بعد انقضاء ثلاثة أعوام ,على عملية أسر الجندي الصهيوني شاليط ,وعجز الجيش الصهيوني عن الوصول إليه ,أو معرفة مكان أسر بالرغم من كل ما يملكه ,من تقنيه وتكنولوجيا ,بالإضافة إلى طوابير الجواسيس ,إلا أن على المفاوض الفلسطيني,في قضية التبادل أن يسعى إلى تغيير القواعد التي تقوم عليها ,عملية المفاوضات للاستفادة من النجاح الأمني للمقاومة ,التي لازالت تحتفظ بالجندي الصهيوني ,خلال هذه المدة الطويلة.

لقد ظهرت الفصائل الآسرة ,في بدايات عملية الوهم المتبدد بموقف واضح ,ومطالب حاسمة من خلال سياستها التفاوضية ,التي كانت قائمة على قاعدة لا شئ بدون ثمن ,ولا معلومة بدون مقابل , كما جاء في البيان الأول حول الجندي الصهيوني المفقود ,واشترطت المقاومة للإدلاء بمعلومات حول شاليط ,الإفراج عن جميع الأسيرات والأسري الأطفال,وهكذا يجب أن تستمر فلا معلومة عن شاليط ,سواء كان حياً أو ميتاً مريضاً أو متعافياً أو مجنوناً أو عاقلاً ,لأن متطلبات التفاوض بين المقاومة والعدو ,تحتاج إلى حنكة وذكاء نتوسمها في مفاوضينا الأشاوس ,ولكن يجب على عملية التفاوض أن تمضي بحسب إدارة وتخطيط المقاومة, لأنها تملك أوراق القوى في هذا الملف ,بعد العجز الصهيوني الواضح بالعثور عن شاليط , رغم ما بذله من جهود مضاعفة للوصول لشاليط ,وكما يجب استغلال الضغط الداخلي الواقع من عائلة الجندي الصهيوني الأسير ,وأصدقائه على الحكومة الصهيونية لتسريع قضية التبادل للإفراج عن شاليط.

لقد شن الاحتلال الصهيوني أكثر من عدوان على غزة , كان عنوانه تحرير شاليط من الأسر وبعد فشل الجيش الصهيوني , باستخباراته المختلفة في الوصول إلى شاليط فأن عليه أن يدفع الثمن غالياً , في حالة طلبه الحصول على معلومة خلال قنوات التفاوض ,وأن يقدم قبل الحصول عليها ثمن يكون في صلب قضية الأسرى , وأن لا تدار أمور التفاوض في صفقة شاليط ,على مبدأ حسن النوايا لن العدو الصهيوني صاحب نية سيئة ,والتجربة تقول انه عدو ماكر ومخادع , لا يمكن إبداء حسن النوايا اتجاه , ولو كان ذلك بطلب من الوسطاء .

وعلى ما يبدو فأن بوادر حسن النية ,التي أبدتها المقاومة في قضية شاليط قد أغرت المبعوثين الدوليين إلى العمل كسعاة بريد ,ينقلون رسالة شاليط إلى أهله وبالعكس , كما شجعت بوادر حسن النية أن يطلب الصليب الأحمر , زيارة الجندي شاليط في أسره وهذا المطلب الساذج لا يتماشي من آليات عمل المقاومة لذا يجب أن لا تتكرر تلك البوادر,ويجب إظهار الحزم برفض تلك المطالب التي تتغلف بغلاف الحيادية والوساطة ,قد نتفهم بادرة حسن النية الأولى والتي تمثلت بإصدار شريط الرسالة الصوتية التي وجهها شاليط لعائلته وحكومته ,بالرغم من استفادة المقاومة نقاط كثيرة في مفاوضات التبادل , بعد توزيع هذا الشريط , إلا أن العدو الصهيوني اطمئن على حياة الجندي ,وانه حي يرزق ويستطيع توجيه رسالة بصوته , بالرغم من قسوتها باتهام شاليط حكومته ببيعه , وعدم الاهتمام به وتركه يعاني في الأسر , وهذا ما شكل ضغط نفسي على الحكومة الصهيونية آنذاك.

بعد ثلاثة أعوام على أسر شاليط , يجب أن يدار ملف شاليط بالتوازي , مع معاناة أسرانا ويجب أن يكون لأي طلب , حول معلومات عن شاليط أو توجيه رسائل منه أو إليه , بمقابل ملموس يخفف عن أسرانا , ويحقق لبعضهم على الأقل الحرية , خاصة النساء والأطفال والمرضى , مع الحذر من أي مواد قد يحاول الوسطاء , إيصالها لشاليط كرسالة عائلية تكون مصنوعة في دوائر المخابرات الصهيونية , وما فيها من خدع وشباك قد تسقط فيها المقاومة لا سمح الله , من قبيل تحديد مكان شاليط عبر رش الرسالة , بمواد غير مرئية فالحذر مطلوب بعدم التعامل بهذه الأشياء , التي يحاول وسطاء هم في الأصل , بخدمة شاليط تحركوا لأسره , بينما عمت عيونهم وغطت بنوم عميق , عن معاناة أكثر من أحد عشر ألف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني.

وبالحديث عن اقتراب صفقة شاليط , حسب مصادر إعلامية صهيونية ,فعلى المقاومة ألا تقدم على أي خطوة ,قبل أن يقوم العدو الصهيوني بتنفيذ ما يقع عليه ,من التزامات أساسية في صفقة التبادل ,وليس أقلها الإفراج عن الدفعة الأولى ,التي تضم أصحاب المؤبدات والمحكومات العالية , وعلى المقاومة أن تحذر الوقوع في فخ تسليم الجندي الأسير للوسطاء أو جهات محايدة , خوفاً من الطعن في الظهر فلا أستبعد أن تقوم جهة الوساطة , بتسليم الجندي الأسير للكيان الصهيوني فور تسلمه ,وقبل تنفيذ العدو ما يقع عليه من التزامات ,وتكون الحجج الواهية حاضرة من قبيل الاتفاقات الدولية والثنائية ,التي لا تستطيع دولة الوساطة , إلا أن تعمل بموجبها ولا تقوى على تجاهلها .

لقد أصبحت قضية الجندي الصهيوني شاليط ,خيط النور وإشعاع الأمل الذي يتعلق به الأسرى وذويهم , فعليكم يا رجال المقاومة مفاوضين كنتم أو آسرين ,أن تكملوا المهمة كما بدأتموها , وصوب أعينكم تحقيق الإفراج عن الأسرى ,وأن تتمسكوا بتنفيذ العدو لالتزاماته أولاً , وقبل أن يرى شاليط النور ,فالحذر الحذر من مكر يهود .

ــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ