-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تعليق من زهير سالم : أعتقد أن فلافي هي نفسها لولو ولكنها بلا وطن ... مع التحية

حكاية قطتين

قصه ذات عبره تصب في النقد الذاتي

المهندس هشام نجار - أمريكا

القطه البيضاء لولو عاصرت طفولتي فتشربت وطنية الماضي

القطه السياميه فلافي مازالت تعيش معنا في هذا الزمن الرديئ فتطبعت بطباع أنظمتنا المتخاذله مع الأسف

الإخوة والأخوات

 هذه قصة قطتين عاشتا في بيتنا, الأولى إسمها لولو رافقتني ايام طفولتي في عام 1948 والثانيه اسمها فلفي سيامية تبنيناها منذ 8 سنوات ومازالت في بيتنا. القطه لولو كانت بيضاء جميله تكتفي بالقليل وتأكل كل مايقدم لها,عندما كانت والدتي ترسلني الى الجزار تقول لي هشام لاتنسى أكل لولو فيضع لي الجزار أسوأ ما في اللحم ممزوجا بالعصب والدهن, وما أن تشاهدني مقبل حتى تهرع الي وأبدأ بإطعامها فتأكله بشهيه.كنا نقيم في بيت عربي ارض حوش ومطبخ متواضع, اما غرف النوم فكانت في الجهه المقابله للمطبخ, كانت البيوت في ذلك الزمان تخلوا من الوسائل الحديثه. وفي مثل هذه البيوت كما يعلم القارئ تكثر فيه الحشرات مثل العناكب وام اربع واربعين وكذلك الفئران.كانت لولو تشعر ان هذا البيت المتواضع (انظرالحلقه الخامسه من مذكراتي تحت عنوان محطات صغيره في حياة إنسان عادي) هو وطنها تدافع عنه ليلا ونهارا تبحث عن اعداء وطنها في اوكارهم وتخرج هؤلاء المحتلين الى الشارع صرعى جزاء احتلالهم لوطنها. اما في المساء فكانت تلجأ الى فراشي تحرسني من كل إعتداء وفي احدى الليالي داهمتها غدرا ام اربع وأربعين فقرصتها قرصة مميته قضت عليها وفي الصباح كانت المسكينه ممدة بجانبي لا حراك فيها وعدوة وطنها مقتولة بجانبها, اعلنت الحداد عليها وشاركني في الحزن جميع افراد العائله اما مدام فلفي فهي قطه مدلله احضرناها معنا من اسبانيا اثناء قضاء إجازه هناك كان عمرها اسبوعين اشترينا لها قفص لحملها وطالبت سلطات المطار تلقيحها ففعلنا,وطالبت شركة الخطوط ب 150 دولارا عن نقلها فدفعنا.. ولم نصل مطار نيويورك الا وقد كلفتنا حوالي ثلاثمائه دولار

قلنا لأنفسنا: معليش ماهي ضايعه مع فلفي بكره إنشاء الله بتكبر وستجازينا بإحسن منها. كان طعامها منوعا  ولم ننس الطعام الناشف لكي تتسلى فيه بعد وجبتها. كنت احيانا اتصل بالبيت اسأل اذا كان عند فلفي طعام فأتذكر طعامها وانسى طعام العائله. انتقلنا الى بيتنا الحالي في منطقه كثيرة الشجر وكنا نقضي سهراتنا الصيفيه في الحديقه , كان العدو الرئيسي لنا هو الراكوون حيوان اكبر من القط لا يظهرالا ليلا وإن ظهر نهارا فهذا دليل على مرضه في نظراته وقاحه يقطع سهرتنا الجميله هو وعائلته مارين من امامنا على السور فيهرب المدعوون الى البيت يراقبون العدو من خلف الباب الزجاجي واحاول ان ابدي الشجاعه امام ضيوفي فأرميه بالحصى فيقف معاندا لاتطرف له عين, هنا كان لابد من تدخل فلافي فأفتح لها الباب واعطيها أمرآ عسكريآ بالتوجه نحو العدو   تخرج فلافي الى الحديقه وتمر بجانب الراكوون مرور الكرام غيرآبهة, يتبادلون النظرات ثم تذهب الى زاوية اخرى وتنط على احد الكراسي وتجلس بهدوء كأن شيئا لم يكن, اقول لنفسي: ياخسارة تعبي فيكي يافلفي هنا سرحت بخيالي الى زمان لولو هذه القطه الوطنيه التي دافعت عن عرينها حتى قضت نحبها في سبيله وقادني خيالي الى تلك الأيام يوم كان الإنسان العربي يتحمل المسؤوليه مهما كانت صعبه ويتألم لكل مصاب يلم بأي اخ له في اية بقعة من بقاع الأمه العربيه والإسلاميه, وقتها كانت قططنا تسيرعلى نهج مربيها فتعلمت منه الشهامه والمسؤوليه فقامت لولو بواجبها فحمت وطنها الصغير وساكينيه, اما السيدة المدللة فلفي فلا الومها فكل ما تعلمته من انظمتنا كان اللامبالاه وعدم تحمل المسؤوليه وهي جزء من واقعنا اليوم مع الأسف وهو نتاج تشجيع حكامنا الأشاوس حتى تبقى شعوبهم تستسهل الهوان وتستصعب التحديات

 الأخوه والأخوات لم اعد الوم فلافي بعد ان تركت وطنها يسرح فيه الراكوون وبدأت الوم نفسي

فهل نتخذ من قصة هاتين القطتين عبره حيث مازال الراكون يحتل ارضنا الطاهره في فلسطين والعراق ؟ آمل ذلك

 مع تحياتي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ