-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 18/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لماذا تغضبون على نتانياهو؟

رشيد شاهين

sadapril2003@hotmail.com

من غير الممكن الادعاء بأنني شعرت بالسعادة لكل ما قاله الزعيم الإسرائيلي اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو، إلا أنني أستطيع القول بأنني لم أشعر بالضيق لما قاله، برغم ما يمكن أن ندعيه بالمعرفة بان هنالك كثر في هذا العالم وخاصة على الجانب الفلسطيني والعربي وبالضرورة الإسلامي والبعض الغربي، من كان ينتظر خطابه على أحر من الجمر، وكأنه سوف يقدم حلولا حقيقية للصراع العربي الفلسطيني بعيدا عن المصالح والأطماع والدور لدولة الاحتلال، وأنه سوف يقوم بهدم المستوطنات على رؤوس قاطنيها، أو أنه سوف يتخلى عن القدس وسوف يسمح بعودة ملايين أو آلاف اللاجئين الفلسطينيين كحد أدنى من دول الشتات في هذا العالم، أو أن يقفز عن كل الشعارات التي رفعها تاريخيا هو ومن على شاكلته في تحالفه الحكومي من قادة الكيان الفاشي وكأنهم لم يرفعوها منذ سنوات.

لا شك بأن هنالك من شعر بالسعادة وربما الغامرة وخاصة في الجانب الفلسطيني لما قاله نتانياهو لأنه يصب في مصلحة ما رفعه من شعارات، ولأنه سوف لن يتوقف عن ترديد ما كان الجميع يسمعه طوال الفترة الماضية ومن انه كان محقا في كل ما ذهب إليه من أن إسرائيل دولة فاشية ولا تقبل ولا ترغب أو تريد السلام – وهنا نحن لا نختلف مع هؤلاء في فاشية إسرائيل وعدم رغبتها في السلام أو في عدم الاعتراف بالحقوق الوطنية للعب الفلسطيني- وهذا الشعور بالسعادة يأتي على خلفية "النكاية والتشفي بشكل أساس" بالأطراف الفلسطينية التي راهنت ومنذ زمن بعيد على إمكانية قيام سلام حقيقي بين دولة الاحتلال وبين الفلسطينيين.

الحقيقة اننا نعتقد بأنه كان على الأطراف الفلسطينية والعربية وغيرها التي راهنت على إمكانية قيام نتانياهو بالاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني أن تتقدم بالشكر له، وألا تشعر بالضيق مما قاله، ذلك أن الرجل مارس قناعاته بشكل علني هكذا بدون محاولات للتجميل وبلا رتوش أو مخادعة، وهو لم يحاول "اللف أو الدوران" وهو لم يحاول التغرير بهم أو بغيرهم، وهو كذلك لم يحاول أن يمارس الكذب والخداع الذي تمت ممارسته من قبل أشخاص في فريق إسرائيلي يدعي الوسطية والاعتدال، وتم استقبالهم في العواصم العربية كحلفاء وأصدقاء، وجابو شوارع بعض المدن العربية وكأنهم من أهل الدار على مدار سنوات المفاوضات التي أصبحت الخيار الأفضل والأوحد للبعض وان لا حل للقضية والصراع مع دولة الكيان سوى عن طريق المفاوضات بحيث أصبحت الحياة كلها مفاوضات ولا شيء سوى المفاوضات.

نتانياهو قال بكل وضوح أن لا إمكانية لقيام دولة فلسطينية بحسب ما يرغب العالم - بعد أن حدد أنها سوف تكون دولة مسخ بدون مقومات سيادية ومن دون سلاح أو سيطرة على الجو أو البر أو البحر- إلا بعد أن يقوم الطرف الفلسطيني ومعه العربان والغربان بالاعتراف بدولة الكيان كدولة يهودية خالصة، وان مثل هذا الاعتراف يجب أن يكون بلا مواربة واضحا كوضوح الشمس. وهو حدد بدون مواربة أيضا أن القدس هي عاصمة دولة الكيان وان لا عودة للاجئين وان المستوطنات ستبقى كجزء أصيل من دولة الاحتلال.

الرجل قال كل ذلك وسمعه العالم، وقد لا يتسم ما قاله بالدبلوماسية، وقد يكون سار بعيدا في تطرفه ولم يرق للسامعين، لكن السؤال الذي لا بد من سؤله هنا، وهل كان من سبقه في قيادة دولة الكيان اقل تطرفا في ممارساته وأفعاله؟ أو لم نسمع كلاما معسولا على مدار ما يقارب العشرين عاما من المفاوضات "العبثية" دون أن يتحقق أي إنجاز على الأرض؟ أو لم يتضاعف حجم المستوطنات والمستوطنين خلال فترة حكم من كان يقال عنهم بأنهم محور "الاعتدال" في دولة الكيان؟ أو لم يتم ذبح الفلسطينيين واللبنانيين والهجوم على سوريا وما قيل عن هجوم على السودان وتهديد مستمر لإيران من قبل هؤلاء؟ إذن، لماذا كل هذا الغضب عندما يقول الرجل ما لم يقله غيره برغم أن يدي هذا الغير كانت تفعل غير ما يقوله اللسان؟ أم ترى استطبتم هذا الخداع الذي تمت ممارسته عليكم طيلة السنوات الماضية؟.

اللافت في الموضوع أن هنالك تصريحات صدرت وفي مقدمتها عن البيت الأبيض ترحب بالخطاب وانه "خطوة مهمة إلى الأمام وان نتانياهو ملتزم بحل الدولتين في الأراضي التاريخية للشعبين" !!!، = نستغرب مثل هذا التصريح خاصة بعد خطاب المصالحة في القاهرة= البيت الأبيض يرحب برغم أن الرجل لم يحدد أي دولة للفلسطينيين، وهو تحدث عن ملامح للدولة الفلسطينية اشرنا إليها أعلاه بحسب ما قاله نتانياهو، عدا عما قاله من أن المستوطنات سوف لن تفكك، أي انها سوف تكون ضمن الدولة اليهودية وبالتالي سوف يتم اقتطاعها من أراضي الضفة الغربية، البيت الأبيض يقول أيضا بان هذه الأرض هي الأرض التاريخية للشعبين ولست ندري كيف تكون تاريخية لشذاذ الآفاق الذين أتوا إلينا من بقاع الأرض المختلفة. 

أخيرا، نعتقد بأن ما قاله نتانياهو كان واضحا، وهو رسالة لا تقبل التفسير على أكثر من وجه، ولا يجوز فيها الوجهان، فهو لم يذكر ولو بإشارة صغيرة واحدة مبادرة السلام العربية ولا غيرها، وكان واضحا في تحديده للاولويات التي تبدأ بالخطر الإيراني ليكون حديثه عن "السلام" في المؤخرة، وهو السلام الذي حدده على طريقته، والذي من خلاله لا بد من استسلام العرب والفلسطينيين للرغبات العنصرية الفاشية التي يمثلها نتانياهو أفضل تمثيل، فهل هناك ابلغ من هكذا رسالة لكي يحاول أبناء الشعب الفلسطيني لملمة جراحهم والعمل على توحيد صفوفهم والبحث عن سبل أخرى من اجل مواجهة هذا الفاشي المتغطرس؟.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ