-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 13/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اختطاف النواب الفلسطينيين جريمة بحق الأمة

أ.د. محمد اسحق الريفي

اختطاف نواب الشعب الفلسطيني في المجلس التشريعي ووضعهم في سجون سلطات الاحتلال الصهيوني؛ تعطيل لخيار الشعوب العربية، وسلب ولإرادتها السياسية، ومصادرة لحقها في اختيار من يمثلها ويقودها ويرعى شئونها السياسية، وتكريس لتبعية الحكومات والأنظمة الرسمية العربية لأعداء الأمة.

 

لذلك فإن اختطاف سلطات الاحتلال الصهيوني لممثلي الشعب الفلسطيني الأحرار والشرفاء، الذين اختارهم الشعب الفلسطيني لحمل همومه والدفاع عن حقوقه وتمثيله في المحافل الدولية؛ جريمة نكراء بحق الأمة، ودليل قاطع على تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بغير حق في شئون الأمة العربية والإسلامية، وممارستها – بغطرسة وتعسف – لسياسة تنصيب، بل تسليط الأنظمة السياسية المتحالفة معها والخاضعة لإملاءاتها على الشعوب العربية والإسلامية، ومحاربة من يقف في وجهها من الأنظمة مع مصلحة الأمة.  كل ذلك لابتزاز تلك الأنظمة، وإخضاعها لسياساتها وأجنداتها الخاصة بمنطقتنا، ولضمان تحقيق مصالح الولايات المتحدة والعدو الصهيوني والغربيين، دون احترام لإرادة الشعوب العربية، بل عبر قمع الشعوب العربية وإخضاعها قسراً للأنظمة السياسية الموالية للأمريكيين، وتلك الأنظمة المتواطئة مع الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

 

عندما تعتقل حكومة ما أحد عملاء الأمريكيين أو الموالين لهم؛ تقيم الحكومة الأمريكية الدنيا ولا تقعدها، وتستخدم نفوذها وقوتها بشراسة في الضغط على تلك الحكومة، لإطلاق سراح العميل فوراً، بذريعة حماية الحقوق والحريات الإنسانية!!  ويقال الكلام ذاته حول الجندي الصهيوني غلعاد شاليط، الذي يسعى الغربيون والأمريكيون وحلفاؤهم العرب لإطلاق سراحه، بينما ينسى الجميع آلاف الأسرى الفلسطينيين المسجونين ظلماً وقهراً في سجون العدو الصهيوني.  أما عندما يتعلق الأمر بشعب يعاني بمرارة من الاحتلال الصهيوني وممارساته الوحشية وعدوانه الدموي؛ لا تبالي الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بمصادرة حقوق شعب بأكمله، واغتصاب أرضه، وتغييب ممثليه وقادته ووزرائه وراء القضبان في سجون سلطات الاحتلال، بل إن الإدارة الأمريكية وعملاءها العرب يحرضون الصهاينة على قتل القادة الفلسطينيين الأحرار والشرفاء، نواباً ووزراء، واختطافهم وتعذيبهم، ويلتمسون الأعذار للعدو الصهيوني كي يصعِّد عدوانه، ويواصل محصارة غزة، ويمعن في قمع الضفة المحتلة. 

 

ثم يأتي إلينا بعد ذلك الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" من أجل إقناعنا أن بلاده تسعى لتحقيق السلام في منطقتنا؛ عبر ما يسمى "حل الدولتين"، فعن أي سلام يتحدث هذا المنافق الذي يطمع في استسلام قادة شعبنا الفلسطيني وكل أمتنا لكيان الاحتلال الصهيوني؟!!  إن إصرار إدارة أوباما على مواقفها السياسية المنحازة للعدو الصهيوني؛ دليل واضح على أن المشاريع الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية سياسياً تهدف أساساً إلى تنصيب موالين لسلطات الاحتلال والأمريكان على الشعب الفلسطيني؛ في كيان فلسطيني يسميه الأمريكيون كذباً وخداعاً "دولة فلسطينية"، كي يتمكن اليهود والصهاينة من إقامة دولة يهودية تحظى بعلاقات سلام طبيعية مع الدول العربية والإسلامية، وذلك على حساب فلسطين وشعبها المظلوم.

 

إن الظلم الذي يقع على ممثلي الشعب الفلسطيني على مرأى المجتمع الدولي ومسمعه؛ سيصيب حتماً الشعوب العربية خلال محاولتها لانتزاع حريتها وتحرير إرادتها وتخلصها من الهيمنة الأمريكية على الأنظمة الرسمية العربية، لأن هؤلاء النواب الفلسطينيين إنما اختطفتهم سلطات الاحتلال الصهيوني وصمت المجتمع الدولي على اختطافهم؛ لأنهم أحرار رفضوا الاستسلام، ولأنهم شرفاء لا يبيعون دينهم وضمائرهم وعقولهم بعرض زائل، ولأنهم منحازون لصف أمتنا لا يوالون عدواً لها... إن الدفاع عن النواب والوزراء الفلسطينيين المختطفين دفاع عن حق الشعوب العربية في اختيار من يقودها ويتحكم في مصيرها، فلماذا هذا الصمت إذاً؟!!

 

إن الصمت على جريمة اختطاف النواب الفلسطينيين جريمة لا تقل خطورة عن جريمة الاختطاف، لأنها اعتداء صارخ على شعب بأكمله، وعمل إجرامي بشع؛ وفقاً للقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية، التي تقر بحصانة هؤلاء النواب والوزراء ورئيس المجلس التشريعي ضد الاختطاف والتعذيب، وتضمن لهم حرية العمل السياسي والدبلوماسي.

 

المصيبة أن ما يسمى "المجتمع الدولي" يكيل بمكيالين، ويضع المخططات والمصالح الصهيونية فوق كل الاعتبارات القانونية والإنسانية.  أما البرلمانيون العرب، فهم كعادتهم صامتون لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية ومرتباتهم الشهرية ومناصبهم الوهمية وأرصدتهم في البنوك، طبعاً إلا من رحم ربي من أحرار الأمة، الذين يدعمون القضية الفلسطينية، ويهمهم حرية نواب الشعب الفلسطيني وأكثر من 11 ألف أسير؛ مغيبين في سجون سلطات الاحتلال الصهيوني، في ظروف سيئة جداً.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ