-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 06/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بانياس الساحل

الدكتور لؤي عبد الباقي

لله درك يا أخي ؛ لقد قمت بنبش أعماق ذاكرة ما كانت يوما غافلة عن وجعها في غربتها الحائرة، فها أنت تنكأ جراحا لم تكن مندملة، وتؤجج عواطف لم تعتريها برودة السكون حين تسألني عن بلدي ..

ماذا أحدثك عن بلدي؟ ومن أين أبدأ حديثا مازال متواصلا كدوران كوكب حول قطب لا يأفل ولا ينام.. بانياس الساحل عروس البحر وحورية الشاطئ السوري.. هي مسقط رأسي ومنبت غصني.. بانياس التي يدغدغ موج البحر أهدابها المتعربشة على قمم جبالها الشامخة، فتنطلق سهام عينيها المتلونتين بزرقة ونقاوة بحرها لتعبر المحيطات والسهول والجبال حتى تستقر منغرسة في قلب أبعدته غربة المكان والزمان عن صبوة فؤاده الهائم...

بانياس، في مهجري، هي وجع المكان والزمان، تستعصي على الذاكرة وتخترق خلايا النسيان، يعشقها العابر والزائر فيغدو مستمتعا بروعة جمالها ويروح ولهان! فما بالك بمن رضع من ينبوعها حليب الهوى ورشف من أزهارها رحيق الصبا؟

مدينتي بانياس تقع على الساحل السوري على مسافة 38 كيلو متر شمال مدينة طرطوس. وتستلقي هذه المدينة الدافئة على شاطئ خليج طبيعي شرق البحر الأبيض المتوسط، تشتهر بجمال طبيعتها المتنوعة بألوان وتضاريس البحر والجبل والشجر والنهر، وتتميز بوفرة مياهها حيث يعبرها نهر بانياس ويقع شمالها نهر السن المتدفق بغزارة. ويطلق عليها "بانياس الساحل" تمييزاً لها عن قرية بانياس الجولان في محافظة القنيطرة جنوب غربي سورية.

ويمتد السهل الساحلي عند مدينة بانياس ما بين الجبال وساحل البحر حيث تتعانق جبالها الشامخة مع بحرها المتمرد بهدوء اللامبالاة. وفي شمال المدينة ترفع قلعة المرقب رأسها باعتزاز وإباء على ارتفاع 420 مترا عن سطح البحر مطلة على البحر وعلى مدينة بانياس، تراقب الزوار القادمين من البر والبحر، وتشرف من كافة الجهات على الجبال المحيطة التي تكسوها شجيرات متوسطية يغلب عليها الغار والسـنديان والزيتون. أما غابة الصنوبر الرائعة فتحتضن البحر وتستقبلك من جهة الجنوب متواصلة بسلاسل الغابات الساحلية.

أما تاريخيا، فيرجع تاريخ بانياس إلى العصرين الهيلنستي والروماني، وقد أقيمت على أنقاض مدينة كنعانية، وكانت تتبـع مملكـة أرواد الفينيقيـة. خضعت المدينة للسيطرة الصليبية بين عامي 1098 و1186م حيث عادت إلى العرب مع سقوط قلعة المرقب. عرفت بانياس عند الإغريق باسم "بالانيا" ثم "بالانياس" (وتعني الحمامات) في عهد الرومان، أما في العهد البيزنطي فكان يطلق عليها اسم "ليوكَس"، ثم أطلق عليها الصليبيون اسم "فاليني"، حيث ظلت مقرا لأساقفة اللاتين حتـى عهد السلطان قلاوون عام 1285م، وذكرها معجم البلدان باسم «بُلنياس»، وأخيرا أصبحت تعرف بـ"بانياس" إبان العهد العثماني. بقي العمران في مدينة بانياس منحصراً في منطقة صغيرة أصبحت تشكل فيما بعد المركز القديم للمدينة بعد أن بدأ يمتد العمران على شكل شريط مُوازٍ لشاطئ البحر شمالا وجنوبا.

بانياس مدينة روعة في الجمال، تحيط بها الجبال الشامخة الموشحة بأشجار الزيتون وبعض الغابات، ويغسل رجليها موج البحر بهدوء رصين، وليس هناك ما يكدر نقاء شواطئها سوى ميناء مراكب الصيد ومرفأ تصدير النفط، إضافة إلى محطة توليد الكهرباء والمصفاة اللتين تحاصران المدينة من الجنوب والشمال.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ