-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


البيوت المهدمة، والطين الفلسطيني

د. فايز أبو شمالة

   أمّا الذي دفنا جثمانه تحت الأرض، ورششنا عليه التراب، فقد سكنت أوجاع محبيه قليلاً، وانطفأت نيران فراقه إلى حد ما، وأمّا وجع التشتت، والمبيت تحت الخيام، وفي العراء، وفي بقايا البيوت التي دمرتها دولة إسرائيل فإنه يقطر سماً كل حين، ولا يتوقف نزف جرحه الذي لا تشفيه كلمات المواساة، والتصبر، فالأطفال، والبنات، والنساء بحاجة إلى المأوى، وقد أقرت جامعة الدول العربية، ومؤتمر شرم الشيخ مليارات الدولارات للتعمير، ولكن ذلك تبخر إلى حين تحقيق المصالحة الفلسطينية التي باتت شرطاً لإعادة التعمير.

   قد يحسب البعض أن التأخير في تعمير البيوت التي هدمها الاحتلال يعود إلى الانقسام الفلسطيني، وعملية الحسم التي نفذتها حركة حماس، وأن تأخر التعمير جاء ضغطاً إسرائيلياً محضاً لتغير الواقع. وهذا غير صحيح. ولئن كانت المصالحة الفلسطينية شرطاً لإعادة التعمير، فإنها لم تكن السبب الذي أدى للحصار، وإنما نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حماس كانت السبب، ولنعد بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، إلى تلك السنة التي انسحب فيها الجيش الإسرائيلي من غزة سنة 2005، وما خلفه من دمار هائل، ليجيء التدخل العربي، والدولي بعشرات مشاريع إعادة التأهيل، والتعمير التي بدأت نهاية العام نفسه، ومطلع عام 2006، ولكنها توقفت مع تشكيل أول حكومة فلسطينية لحماس، وقبل أن تبدأ المناكفة التنظيمية في الميادين والشوارع، إذا كان أول ما أقدمت عليه الحكومة الأمريكية هو تجميد مبلغ خمسين مليون دولار مقدمة عن طريق منظمة USAID لمشاريع تطويرية في الأرضي الفلسطينية المحتلة، ومن ضمنها مناقصة بمبلغ مليون دولار أعلن عنها لرصف الشارع الواصل بين معسكر خان يونس للاجئين، وشاطئ البحر، ولكن تم تجميد المشروع فور تجميد المساعدة، ليصير فيما بعد توفير مبلغ مليون دولار للشارع ذاته من خلال بنك التنمية الإسلامي، وتمت إحالة تنفيذ المشروع لشركة "الفرا" التي لم تقم بالعمل لعدم توفر المواد الخام، إن مَثَلَ هذا المشروع مثَلَ ألاف الأبنية السكنية التي أعدت لمن لحق الدمار ببيوتهم جراء العدوان الإسرائيلي قبل عام 2005، ولكن العمل فيها توقف بفعل الحصار، وتشهد حتى هذه اللحظة على ظلم ذوي القربى، وعلى خضوع المساعدات الخارجية للإرادة الإسرائيلية. 

   فإذا كان الانقسام الفلسطيني هي السبب في إعاقة تعمير ما هدمته الحرب على غزة، فمن هو الطرف الذي يستغل حاجة الناس كي يضغط على الطرف الآخر ليتنازل، ويبدي مرونة، وتراجعاً عن مواقفه السياسية؟ إن في الجواب فكٌ للغز الإصرار على إعادة التعمير، والاستعانة بالطين!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ