-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 20/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مسألة العقائد: بين الاحتجاج والاستمزاج !

عبدالله القحطاني

1) العقائد الدينية، تختلف عن غيرها، من العقائد، والمذاهب الفكرية، والمبادئ والنظريات، التي يبتكرها البشر لأنفسهم، ويتناقشون حولها، بعقول مجرّدة، ويحتجّ بها، بعضهم على بعض، بأقوال بعضهم، من المتقدّمين والمتأخّرين!

العقائد الدينية، محكومة بنصوص يقدّسها أصحابها! بعضها منزل من عند الله، عزّ وجلّ..  وبعضها توارثته الأمم والشعوب، عن أسلافها، على أنه عقائد دينية، منها ماله أصول ربّانية، ومنها ما هو من أقوال أناس، ذوي مكانة وشأن، واحترام في أقوامهم.. أسبغت عليه الشعوب، عبر مراحل تاريخية معيّنة، قداسة من نوع ما، وصارت تتوارثه، على أنه دين مقدّس، لا يجوز لأحد التعرّض له بسوء!

معلوم، لدى كل من أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والنصرانية والإسلام.. أن ديانته منزلة من السماء، وأنها هي الصحيحة، دون غيرها!

أمّا الديانات الأخرى، كالبوذية والهندوسية، وسواها من العقائد غير المتأكَّد من مصادرها تماماً.. فتختلف فيها آراء الناس، من غير أتباعها! فمنها: ما هو مختلط من ديانات قديمة، وثنية وغير وثنية.. ومنها: ما هو وثني بحت، كعبادة البشر والبقر، والشمس والقمر، والحجر والشجر.. ومنها ما هو مجوسي.. ونحو ذلك!

2) الحوار في العقائد، شديد الحساسية والدقّة، يحتاج إلى علم وافٍ، لدى من يحاور بها! لأن مسالكها دقيقة، من حيث موضوعاتها، العامّة والتفصيلية.. ومن حيث قدسيّتها في نفوس أتباعها!

3) الذين يتصدّون لمناقشة العقائد، بعقول مجرّدة، دون علم بتفصيلاتها.. على أنها مجرّد أفكار قابلة للمناقشة.. إنّما يضعون أنفسهم في مواقف حرجة، أمام عقولهم، وأمام الناس عامّة، وأمام أصحاب العقائد، الذين يسمعون حواراتهم، بشكل خاصّ.. سواء أكان هؤلاء المناقشون، مؤمنين بالعقائد التي يناقشونها، أم مؤمنين ببعضها، أم غير مؤمنين بأيّ منها!

4) قياس سلوكات المؤمنين بعقيدة دينية معينة، إلى غيرهم، ممّن لا يؤمنون بأيّة عقيدة دينية، وممّن يؤمنون بعقائد مخالفة، أو مناقضة، لما يعتقدون.. هذا القياس، يشكّل مزلقاً فكرياً خطيراً، لمن يلجأ إليه! لأنه يبني على هذا القياس، مواقف وتصورات، فكرية أو سياسية، أو ثقافية.. مشوبة بخطأ منهجي، يفسد عليه أيّ موقف عملي، يتّخذه من أصحاب العقيدة التي يناقشها.. سواء أكان مخالفاً لها، أم ميّالاً إلى تصديقها، أم محايداً في موقفه منها!

5) الذين يتحدّثون في وسائل الإعلام، المرئية والمسموعة.. أحاديث فكرية بحته، أو فكرية ممزوجة بآراء سياسية.. عن العقائد، دون علم، ولا دليل، ولا حجّة، من كتب العقائد نفسها.. إنّما يرتكبون خطأ فادحاً، يقترب من حدّ الجريمة، لأنهم يسهمون في بلبلة أفكار الناس، وتشويه تصوراتهم!

6) أصحاب العقائد الذين يتبعون أحكام أمزجتهم، فيهاجمون مصطلحات سياسية معيّنة، أو مواقف سياسية معيّنة.. دون أن يكون لديهم علم كافٍ، بصلة هذه المصطلحات والمواقف، بأصول عقائدهم أو فروعها.. ودون قدرة على القياس والاستنباط، ودون معرفة ما هو مباح أصلاً، من هذه الأمور، وما هو مكروه، وما حرام، وما أباحته الضرورة.. أصحاب العقائد هؤلاء، يؤذون عقائدهم، حين يظهِرونها في نظر الناس، بمظهر المسطّحة، أو المتخلّفة، أو المنغلقة، أو المتزمّتة.. فينفّرون الناس منها! كما يظهِرون أنفسهم، بمظهر الجهلة، أو الحمقى، أو الأغبياء.. من حيث يريدون أن يَظهروا بمظهر العقلاء، والمثقّفين، والمفكّرين، والمنظّرين.. الحريصين على مصلحة عقائدهم، وحمايتها من عدوان الآخرين!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ