-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 18/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فلسطين في ذكرى نكبتها الواحدة والستين

بقلم : زياد ابوشاويش

Zead51@hotmail.com

حين أَرغم شعبنا بقوة الإرهاب الصهيوني على الخروج من أرضه لباقي أجزاء الوطن تم دفع قسم كبير منه إلى خارج الوطن بطريقة منهجية شارك فيها عملاء وجواسيس ودول لها مصالح وغايات توضحت فيما بعد، وكان أن تثبت وجود دولة الاحتلال الصهيوني كحارس لمصالح الرجعية العربية والغرب الرأسمالي في المنطقة. ولعب الإعلام دوراً بارزاً في تسويق الدولة الجديدة باعتبارها واحة الديمقراطية في المنطقة والحارس الأمين لقيم الغرب العادلة والديمقراطية بل والعلمانية.

ورغم كل المحاولات التي بذلت من أجل تطبيق حق العودة باعتباره جوهر المشكلة كما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل جراء الموقف الظالم وغير الانساني من جانب حلفاء إسرائيل وخاصة أمريكا وبريطانيا.

الفلسطينيون مروا بأهوال وظروف صعبة للغاية أثناء سنوات النكبة العجاف ليس الجوع والحرمان أكبرها ولا المعاملة القاسية من بعض الأشقاء أصغرها في طريق استعادتهم لهويتهم الوطنية ولم شتات شعب تمزقت روابطه على غير صعيد. ولو أردنا تتبع الخط الذي سارت عليه مجريات الأمور منذ مؤتمر فلسطين بالقاهرةعام 49 وتشكيل حكومة عموم فلسطين حتى الإعلان عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 64 فربما نحتاج لعشرات المجلدات لرصد الحراك الفلسطيني وتموجاته يميناً ويساراً، لكن المحصلة لكل ذلك الحراك والسعي الدؤوب للم الشمل وبلورة مرجعية وطنية كانت عظيمة وتحقق من خلالها صناعة خيمة واحدة ومرجعية واحدة لكل اللاجئين والتائهين في لجة الواقع المرير الذي أفضت إليه حركة النزوح والهجرة العشوائية للشعب الفلسطيني الذي تم إبعاده بالقوة والإرهاب وتآمر البعض، وبمنهجية قصدية كما أسلفنا.

إن الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني ( م.ت.ف ) والممثل الشرعي والوحيد له في الداخل والخارج سيمر بعد ولادته بمنعطفات حادة ومنعرجات خطرة تؤدي في نهاية الأمر لفقدان هيبته وصدقية تمثيله بعد اتفاق أوسلو المشؤوم، ويعود سبب ذلك لاستخدام هذا الوطن المعنوي وهذه الخيمة الجامعة فيما لم تصنع له، بل لتكون نقيضاً لتلك المعاني التي جمعتها وحدانية تمثيل المنظمة للشعب باعتبارها وطناً معنوياً، واستخدمت أداة للتفريط بمكتسبات ومنجزات سدد الشعب الفلسطيني ثمنها من دم أبنائه ولقمة عيشه.

والآن بعد أن تم تهميش المنجز الأكبر لكفاح شعبنا على امتداد سنوات نكبته يحاول بعض من لعب دوراً في ذلك استعادة بعض تلك الهيبة المفقودة ولكن لذات الاستخدام الخاطيء والاستمرار في لعبة المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني.

إن مناشدة كل الفصائل الوطنية الفلسطينية وسعيها لاستعادة منظمة التحرير ودورها الذي خلقت لأجله وهو تحرير فلسطين كل فلسطين لم تجد نفعاً وبقي الحال على ما هو ، بل وأسوء حين وجدنا من يرغب في طي صفحة المنظمة لاستبدالها بأداة أخرى تمثلنا ومن ثم عودة الدائرة المفرغة وتبدد وحدتنا تحت شعارات كبيرة وحرص مزيف على الحقوق يقابله استخفاف وتخاذل من البعض الآخر لتضييع آخر أمل يمكن للفلسطينيين أن يتشبثوا به من أجل نيل حقهم في الحياة كباقي الشعوب.

اليوم فلسطين حزينة كما كانت يوم نكبتها وتتأرجح بين الموت والحياة بسبب تفرق شمل أبنائها بين فتحاوي وحمساوي وغيرها من الانتماءات التي ما خلقت أصلاً إلا لخدمة الهدف الكبير من وراء كل نضالنا تحرير فلسطين والتي تحولت إلى أداة هدم وتخريب في الساحة الفلسطينية تعصباً وانحيازاً أعمى وراء قيادات لم تحسن استغلال قدرة شعبها ولا مخزونه الكفاحي العظيم سوى في مواجهة بعضها البعض وبحقد وتحامل يقترب من الحقد والتحامل على العدو مغتصب الأرض ومشرد شعبنا.

اليوم نخلق حكومتين في الضفة وغزة ونتكاذب في الحرص على الوحدة الوطنية ونمارس الخداع على شعبنا بطريقة ممجوجة حين نشدد على أهمية عودة الوئام لصفوفنا ونحن نمارس عكس ما نقول ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ).

من سيصدق أي حديث عن الحرص والجنوح للتسامح مع الشقيق وهو يرى ويسمع عكس ذلك؟ أليس هذا تخريب لكل فرص الحل والمصالحة؟ كيف يمكن أن نكون جادين في السعي للمصالحة والوحدة ونحن نعيد تشكيل حكومة في الضفة ونوسعها قبل انطلاق جولة الحوار الوطني في القاهرة بيومين ونقابل ذلك بفعل مشابه في غزة؟.

شعبنا في كلا المنطقتين يعاني جور الاحتلال وبطشه، ففي غزة هاشم يموت المرضى من قلة الدواء بسبب الحصاروفي الضفة يموت الأطفال وأمهاتهم بسبب حواجز الاحتلال والمداهمات.

في غزة لا يجد المواطنون ما يعيدون به بناء بيوتهم ومصانعهم وغيرها وفي الضفة يفتقد المواطنون الإحساس بالأمن والكرامة الوطنية فمن يتحمل مسؤولية هذا؟.

كان من المفترض على قيادة الشعب الفلسطيني أن تنتبه للذكرى الواحدة والستين للنكبة باعتبارها بداية جيل جديد قلما تجد فيه من عايش تلك النكبة وبالتالي تكون أحرص ما يكون على تقديم هدية وطنية قيمة لشعبها لا تقل عن استعادة الوحدة وهيبة المنظمة وشرعية مؤسساتها، لكن الحاصل هو ما نراه من إضافة المزيد من الألم واللوعة لهذا الشعب المنكوب عبر ازدياد شقة الخلاف وإلقاء مزيد من العقبات أمام استعادة أمله في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة.

الرئيس الفلسطيني يزور دمشق لمحاولة تخفيف رزايا حكومته الجديدة وحماس تعلن تمسكها بموقفها تجاه الحل في المنطقة وعدم الاعتراف بالاتفاقات السابقة، واسرائيل موحدة في مواجهتنا ويَستقبل رئيس حكومتها المتطرف في عواصم عربية كبرى ويستعد لمواجهة الرئيس الأمريكي بوزير خارجية أكثر تطرفاً للتنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في سلام يجده مستحيلاً بسبب عدم كفاية التنازلات الفلسطينية في عنوان حل الدولتين....أليست تلك مصيبة أخرى؟

الحزن وضياع الأمل في مستقبل أفضل لفلسطين لن يستمر طويلاً، لكنه اليوم وفي ذكرى النكبة يلقي بظلاله الكئيبة على كل ما يحيط بشعبنا المبتلي بقيادته على طرفي الخصومة الداخلية، وربما إن أصر هؤلاء على البقاء والاستمرار في لعبتهم المؤلمة أن يعلنوا هدنة أو تهدئة للتفكير ملياً فيما تخبئه لنا الأيام القادمة بعد أن يعلنوا على الملأ فشلهم في تحقيق مطالب شعبهم بالوحدة والمصالحة، أو أن يتحلوا بالشجاعة الكافية للقول أننا لا نقيم وزناً لكل الضغوط الخارجية أياً كان مصدرها ونتوجه للوحدة على القواسم المشتركة من أجل أن تكون ذكرى النكبة يوماً لميلاد جديد لفلسطين كل فلسطين.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ