-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


النكبة .... حضور دائم

بقلم / عائد الطيب

إحدى و ستون عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني و تشريده من أرضه ومحاولة طمس هويته ,, أكثر من ستة عقود من الزمن لم تستطع أن تلغي النكبة من ذاكرة الإنسان الفلسطيني وفشلت في أن تنتزع الحنين إلى الأرض و التمسك بالحقوق لتتجذر مقاومته و تتطور و تزداد ثباتا و تضرب بجذورها في أعماق الأرض انسجاما و تناغما مع تلك الذاكرة العصية على النسيان أو التناسي و لتسقط أمامها سقوطا مريعا المقولة الصهيونية( الكبار يموتون و الصغار ينسون ) فالكبار أرضعوا تضاريس الوطن و نكهة ترابه مع حليب الأطفال ليكبروا و يترعرعوا وقد كبر معهم الوطن و تعمق في وجدانهم .

تأتي ذكرى النكبة و الساحة الفلسطينية تمر بمنزلقات و توجهات متباينة و انقسام طال وطال أكثر مما ينبغي إضافة إلى مؤامرة ومخططات صهيونية جديدة تلاقي الدعم الأمريكي و الدولي يقابلها حالة عربية متردية عاجزة و مشلولة  لا تملك القرار أو حتى مجرد الاعتراض وكل أفكارها تصب في اتجاه كسب الرضا الصهيوني و القبول الأمريكي  ,,, كل ذلك و أكثر كان مدعاة  ليظل الشعب الفلسطيني متمترسا خلف مقاومته و التي حملت الهم و الجرح و تقدمت الصفوف قابضة على زناد السلاح ,,, و برغم الحصار و حملات التشويه الإعلامية الرسمية وغيرها وتضييق الخناق و قطع قنوات الإمداد ومحاولة حشرها في ركن قصي  إلا أن المقاومة و بفضل من الله سبحانه و تعالى استطاعت القفز على كل الحواجز و الاستمرارية و الثبات لحماية الشعب الفلسطيني و الذود عن أرضه .

إن استمرارية المقاومة الفلسطينية في أدائها لواجبها منذ وعد بلفور في العام 1917م وثورة 1936 م امتدادا إلى حرب العام 1948م وحرب حزيران 1967م و الانتفاضة الأولى في العام 1987م وصولا إلى انتفاضة الأقصى الحالية والتي انطلقت في العام 2000م ولا تزال مستمرة إلى وقتنا هذا لا  يعني إلا أن كل الممارسات و السياسات الصهيونية المحمومة بكافة أنواعها من قتل يومي منهجي ومنظم و إرهاب جماعي و مجازر و اعتقالات و ترويع للأطفال و النساء و هدم للبيوت و الإبعاد وتجريف للأراضي و محاولة تغيير معالم الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع,,, كل ما سبق في محاولة يائسة و لن تجدي نفعا لإسقاط فلسطين من ذاكرة الأجيال قد تحطمت على صخرة الثبات الأسطوري القائم على الإيمان المطلق بأن فلسطين هي أرض وقف إسلامي مزجت بدماء الشهداء منذ الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم أجمعين ) حتى حرب غزة الأخيرة وحتى كل قطرة دم تنزف في كل ساعة في جميع أرجاء فلسطين من نهرها إلى بحرها  ليكون التواصل و الارتباط بين الدماء التي نزفت على مر العصور وليزداد الارتباط بهذه الأرض المقدسة والطاهرة

إن ذاكرة الإنسان الفلسطيني التي تحتضن عكا و جبال الجليل و الخليل و القدس ويافا وحيفا و صفد و غزة و نابس و رام الله وتل الربيع و بيسان و أم الرشراش  و كل مدن وقرى فلسطين و كل حبة تراب في أرضها و كل نسمة هواء في سمائها ,,, أن مثل هذه الذاكرة لن تهزم و لن تسقط و ستظل تسجل الحضور اليومي الدائم لنكبة فلسطين لتكون الوقود الدافع نحو مسيرة الجهاد و المقاومة و العطاء الدائم

إننا ونحن إذ نستحضر ذكرى النكبة – التي ما غابت عنا – لنؤكد أننا لم نعد نملك ترف الخيارات و لا وقت لدينا للتجارب و لا للمجازفات و المغامرات السياسية الحمقاء ,,, هناك خيار وحيد لا خيار غيره و أثبت جدارته و فعاليته علاوة على أنه خيار رباني وفرض عين نؤثم إن تركناه ألا وهو الجهاد و المقاومة و العودة إلى النهج الإسلامي الذي إن تمسكنا به فتحت لنا أبواب الخير و النصر و التمكين  بإذن الله ,,, إن المسألة لا تتعلق بكون العدو الصهيوني أكثر سلاحا و عدة و عتادا و تجهيزا فكل الحروب الإسلامية منذ غزوة بدر إلى حروب الردة و الفتوح العظيمة كان المسلمين هم الأقل عددا وعدة ولكنهم كانوا ينتصرون كونهم خرجوا في سبيل الله و لإعلاء كلمة لا اله إلا الله محمدا رسول الله و إقامة الشريعة الربانية في الأرض ,,, المسلمون نصروا الله بالتزامهم بتعاليمه و إقامة شرائعه و دينه القيم فنصرهم الله و ما النصر إلا من عند الله ,,,, ونحن عندما نبتعد على المنهج الرباني لن نحقق نصرا و لا نستطيع أن نكون على قدر الأمانة الملقاة على عاتقنا فللنصر أسباب إن أخذنا بها تحقق لنا و إلا فالنتائج وخيمة و الهزيمة هي النتيجة لذلك .

لنعد جميعا إلى نهجنا الإسلامي و لتكن النكبة وحضورها الدائم الحافز و الدافع لنتجاوز خلافاتنا و نوحد راياتنا و ندرك أن نصرنا في تمسكنا بديننا الإسلامي و لفظ و إنكار كافة الاستراتيجيات و المناهج و الأفكار الوضعية و في وحدتنا على أساس اعتماد النهج المقاوم سبيلنا الوحيد للتصدي للعدو الصهيوني و هزيمته و انتزاع حقوقنا و تحرير كامل أرضنا من نهرها إلى بحرها.  

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ