-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 02/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كفى هروباً للأمام

بقلم / عائد الطيب

كم يؤلم النفس أنه لهذه اللحظة لم نصل إلى نهاية لهذا الانقسام الذي يضرب بالقضية الفلسطينية في مقتل و يعيدها سنوات إلى الوراء مهددا بالقضاء على كل منجزات المقاومة الفلسطينية و التي حفرت بدماء الشهداء و التضحيات العظيمة للشعب الفلسطيني المجاهد  , إلى متى الهروب نحو الأمام ؟؟ إلى متى نختفي خلف ذرائع و نتخذ من تأجيل الحوار وسيلة لعدم الإعلان عن فشل الحوار ؟ هل من الممكن أن يتصف الجميع بالشجاعة و يعلنوا عن فشل الحوار و يعلنوا عمن هي الجهة المسئولة عن ذلك ؟؟

و إذا ما لم يكن الحوار قد فشل  فما الذي يعوق تخطي كافة المشاكل و المعضلات و التي مهما كان حجمها تتضاءل أمام الواقع المرير الذي يواجه شعبنا و أمام المنزلق و الهاوية الذي تتجه إليه القضية الفلسطينية ؟

من حق هذا الشعب الذي قدم المطلوب منه صمودا و دماءا وتشردا و عطاءا و تضحية أن  يكون قادته على قدر هذا العطاء و أن يعملوا جاهدين على إيجاد الظروف و المعطيات التي تضمن رفع المعاناة عن كاهله , من حق هذا الشعب الأبي أن يجد أحلامه بالوحدة قد تجسدت على أرض الواقع بما يكفل تكريس الجهود و تجميع الطاقات في مواجهة العدو الصهيوني و الذي يزداد تطرفا وجنوحا نحو المزيد من الإرهاب و تغيير الحقائق على الأرض و استلاب المزيد من الأراضي لبناء المغتصبات و تهويد القدس و المسجد الأقصى.

يكفي هروبا إلى الأمام و اتخاذ مواقف مسبقة ومتقدمة لتبرير عن عدم الالتزام باستحقاقات المرحلة و تبرير عدم الوصول إلى اتفاقية تنهي حالة الانقسام هذه

إن الجميع مطالبين أن يقفوا أمام أنفسهم و أمام مسئولياتهم التاريخية الملقاة على عاتقهم  و أن يتبنوا برنامجا موحدا على قاعدة المقاومة فقط لاغير فهي  وحدها الكفيلة بضمان وحدة قوية تستطيع أن تواجه كافة المخططات الصهيونية.

إن فلسطين تتسع للجميع و هي أكبر من كل الخلافات و المصالح الفصائلية و النظرة الحزبية القاصرة , و على الجميع أن يدرك أن مواقعهم التي هم فيها إنما هي تكليف و تتطلب العمل الجاد لعمل الأمانة و إخلاص النية لوجه الله و ليس مواقع للاعتزاز الشخصي الأجوف و لنا في السلف الصالح من صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الدروس المستفادة في ترك الفئوية و الاعتزاز بالنفس فهذه رواية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) و جاء فيها : ( نادى عمر بن الخطاب بالصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس، وكبروا، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على نبيه عليه الصلاة والسلام ثم قال: أيها الناس.. لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم، فيقبضن لي قبضة من التمر أو الزبيب، فأظل يومي
وأي يوم!!

ثم نزل، فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين، ما زدت على أن قمّأت نفسك – عبْتَ – فقال: ويحك يا ابن عوف!! إني خلوت فحدثتني نفسي، قال: أنت أمير المؤمنين، فمن ذا أفضل منك؟!

فأردت أن أعرفها نفسها وفي رواية: إني وجدت في نفسي شيئاً، فأردت أن         أطأطئ منها ) .الطبقات الكبرى لابن سعد (3/293) وله شواهد تقويه.

نعم كان هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الصحابي الجليل و أحد المبشرين بالجنة , فأين نحن منه ؟؟؟ أين نحن من إنكار الذات ووضع النفس في حجمها السليم و عدم الإفراط في التعصب للفكرة و المصلحة التنظيمية.

أن هذا الانقسام يجب أن يصل إلى نهايته و كفى فلا يليق بشعب مجاهد أن يشتت جهوده في قضايا لا تخدم سوى العدو الصهيوني دون غيره في وقت هو فيه في أمس الحاجة لكل جهد صادق لإعادة الإعمار و معالجة النتائج المترتبة عن حرب غزة و استثمار صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الحرب الصهيونية الهمجية .

 إن قدر شعبنا الجهاد و المقاومة وهو يرتضي كل الاستحقاقات المترتبة عن ذلك و لكنه لا يرتضي أن يدفع فاتورة الانقسام طوال الوقت , إن الأمور واضحة و لا تقبل التفسيرات و العلاقة الوحيدة الممكنة مع العدو الصهيوني هي علاقة الجهاد و القتال يقابلها العلاقة الوحيدة الممكنة بين أبناء الشعب الفلسطيني هي علاقة الأخوة و الدم الواحد و الهم المشترك و الوحدة على أساس برنامج المقاومة انطلاقا من العقيدة الإسلامية , و لنلفظ كل دعاة الانهزامية و التفريط لكي نحافظ على نقاء و صفاء هذه العلاقة بما يكفل مواصلة الدرب و مواجهة العدو الصهيوني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ