-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 30/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من يحاكم المجتمع الدولي على 

جرائمه ضد الفلسطينيين؟!!

أ.د. محمد اسحق الريفي

تضاف جريمة إفشال جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية إلى الجرائم الأخرى العديدة التي تُرتكب باسم المجتمع الدولي ضد الشعب الفلسطيني، والتي يقترفها ضده تحالف لعصابات إرهابية دولية، تارة باسم السلام والديمقراطية، وتارة أخرى باسم محاربة الإرهاب، فمن يحاكم هذه العصابات على جرائمها؟!!

فبرعاية ما يسمى "المجتمع الدولي"، تُقمع الضفة المحتلة، وتكبل بالحديد والنار، وتنتهك حقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني...  وبرعاية المجتمع الدولي، تحاصر غزة، وتخنق، ويجوع أهلها، ويذبحون بلا رحمة، ويهددون بحرب صهيونية أخرى، وبالترحيل إلى سيناء... وبتواطؤ مكشوف من المجتمع الدولي، يهدد قادة الكيان الصهيوني المجرمون الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1948 بالطرد والتهجير، وبالتطهير العرقي، لإقامة دولة عنصرية يهودية... وباسم المجتمع الدولي، تحارب الشرعية الفلسطينية، وينتهك حق تمثيل الشعب الفلسطيني، ويراود الشعب الفلسطيني عن حقوقه وأرضه وكرامته... وبإرادة المجتمع الدولي، يتم دعم العدو الصهيوني وعملائه، لشق الصف الفلسطيني، ولتمرير الحلول الاستسلامية للقضية الفلسطينية...  فمن هذا المجتمع الدولي المجرم؟!!

 

يستخدم مصطلح "المجتمع الدولي"، بشكل تعسفي وقح، لإخفاء مسؤولية الدول المعادية للأمة العربية والإسلامية عن الجرائم التي ترتكبها هذه الدول ضد العرب والمسلمين وخصوصاً الشعب الفلسطيني، ولانتهاك القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحمايته من الاحتلال والعدوان، من أجل إنجاز المخطط الصهيوصليبي في منطقتنا، الذي يهدف إلى تمزيق الأمة العربية الإسلامية، والهيمنة على شعوبها، عبر إقامة دولة يهودية على أنقاض فلسطين.  ويأتي ذلك في إطار سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامة نظام دولي تهيمن عليه، وسعي الغرب الصليبي إلى مواجهة الحضارة الإسلامية، في سياق ما يوصف غربياً بـ "صراع الحضارات".

 

ولذلك فإن ما يسمى "المجتمع الدولي" ما هو إلا تحالف لعصابات صهيوصليبية إرهابية مجرمة، سارقة لإرادة دول العالم، وقامعة لإرادة شعوب العالم، التي هبت لنصرة غزة أثناء الحرب الصهيونية عليها، والتي تعبر دائماً عن وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في صراعه مع العدو الصهيوني اللدود.  وتمارس هذه العصابات الإجرام والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، وتسيِّر محور (الاعتدال) العربي، وطابورها الخامس في منطقتنا العربية، لتحقيق مصالحها الاستعمارية الشريرة، والتآمر على الشعب الفلسطيني، وحماية أمن الكيان الصهيوني.  ويتم كل ذلك بحجة تفعيل عملية (السلام)، وإنجاح التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، ومحاربة ما يوصف غربياً بالإرهاب الإسلامي!!

 

ومن جرائم تلك العصابات السارقة، التجاوز عن جرائم العدو الصهيوني المتمثلة في الاحتلال، والعدوان المتواصل على الضفة وغزة، والحرب عليها، وحصارها، والتهديد بشن حرب صهيونية جديدة ضدها، والتهديد بقتل قادة الشعب الفلسطيني الشرفاء، الذين يمثلون الشرعية الفلسطينية، ويعبرون عن خيار الشعب الفلسطيني بصدق وأمانة، يرفضون الاستسلام للعدو الصهيوني والرضوخ لإملاءات تلك العصابات...

 

ويتحمل المجتمع الدولي مسؤولية إفشال جولات الحوار الفلسطيني–الفلسطيني، لأنه يفرض عبر اللجنة الرباعية الدولية، التي تمثله وتعبر عن إرادته وأطماعه ومؤامراته، شروطاً مجحفة بحق شعبنا لا تخدم إلا المخطط الصهيوني، وتصادر حق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدوان والاحتلال الصهيوني، وتحاول إجبار شعبنا على الاستسلام للعدو الصهيوني...

 

كما يتحمل المجتمع الدولي جريمة استمرار المعاناة الناتجة عن حصار غزة، والعدوان الصهيوني المتواصل، وتدمير البنية التحتية لغزة، والجوع والفقر الذي يعاني منه أهل غزة، ومنع إعادة إعمار غزة...  والمجتمع الدولي هو المسؤول الأول عن منع وصول التبرعات والمساعدات والسلاح إلى غزة، الذي يمكن شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة من ممارسة حقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني.  ولقد وصلت الوقاحة بالمجتمع الدولي إلى إرسال سفنه الحربية لمراقبة شواطئ غزة أثناء الحرب الصهيونية عليها، وابتزاز النظام المصري الحاكم من أجل خنق غزة ومنع إدخال الأسلحة ومواد البناء ومستلزمات الحياة إليها...

 

وهو المسؤول الأول أيضاً عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين ومشاكلهم الناتجة عن تهجيرهم وتشريدهم خارج فلسطين، وعن مشكلة الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون إلى أبشع صنوف القمع الصهيوني الوحشي والتعذيب السادي.  وهو المسؤول عن انتهاك المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وجرائم أخرى كثيرة يندى لها جبين العالم، الذي تقوده تلك العصابات المجرمة!!

 

الفلسطينيون والعرب المسلمون في وضع بائس الآن لا يمكنهم من محاكمة تحالف العصابات المسمى "المجتمع الدولي"، ولا حتى الدفاع عن فلسطين وشعبها ومقدسات الأمة، ولكن على الأقل يجب علينا أن ندرك حقيقة المجتمع الدولي المخيفة، الكاذب والمخادع والمعادي لنا، ويجب ألا نخدع بوعوده الكاذبة والمضللة، وألا ننجر وراء تحركاته الشريرة ومساعيه الفاسدة، وألا نثق فيه قط وأبداً، ولا في عدالته ونزاهته، ولا فيما يدعيه من سعي لإحلال السلام، فهو طرف معاد لنا وطامع في أمتنا.  ولذلك يجب ألا نخضع لابتزازه، وألا نثق بأي جهة فلسطينية تنصاع لإملاءاته وتراهن على عدالته الكاذبة ونواياه الشريرة، ولا بأي جهة عربية تتخذه مرجعية لها في التعاطي مع القضية الفلسطينية، وتساهم في الجرائم التي يرتكبها، ولا سيما الحصار، والحرب، ورفض إعادة الإعمار، وانتهاك الشرعية الفلسطينية.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ