-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 26/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مقاوم من غزة

عبد الرحمن الكيلاني

صامد على ثغر من ثغور أمته ، مقاوم على جبهة من جبهات الجهاد في وطنه ، لا يتزحزح ولا يلين ، رغم القصف والقتل والتدمير ، متذكراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله )) .

لا يملك من سلاح وعتاد المقاتلين سوى ( كلاشنكوف ) أمامه مع بعض الذخيرة وقنبلتان يدويتان هذا كل ما يملك ، ولكنه يملك أهم وأقوى من ذلك ، يملك إيماناً في قلبه ، وقرآناً يحفظه في صدره ، وعزيمة ووثقاً بنصر الله له وبتحقيق وعده ، يملك قوة وعزة المؤمن ..

إنه في اليوم العاشر لبدء الهجوم الصهيوني الغاشم على غزة ، وفي اليوم الثاني لبدء الهجوم البري ، الشهداء يملؤون الطرق ، الجرحى يملؤون المستشفيات ، رائحة المسك تفوح من كل مكان ، الدماء هنا وهناك ، أشلاء وحطام وحريق ، أيتام وأرامل وثكالى .

تصدى بالأمس مع إخوانه في الكتيبة لمحاولة الاقتحام الصهيوني من منطقة الشجاعية ، أعانهم الله وصدوا الهجوم بكل قوة وشجاعة ، ( كم هم جبناء هؤلاء اليهود ، يخافون من ظلهم ، قصفوا منطقتنا مرات قبل دخولها ، ثم يهربون بمجرد رؤية ظلالهم حتى قبل أن يروا ظلالنا ) .

هنا يشعر هو وإخوانه بالفرق بين من يحمل سلاح ( كلاشنكوف ) بدائي ، وبين من يحمل أعتى السلاح والعتاد ، والمناظر الليلة والرؤية تحت الأشعة البنفسجية ، والدروع والرشاشات والقاذفات .

الفرق أن الأول يقاتل فداءً لدينه ثم لوطنه وأمته ، وأما الآخر فهو يقاتل كي يقاتل ، يقاتل ليزيد ثروته ، أو ليكسب حفنة من الدولارات ، الفرق أن الأول يقاتل لأن الله سبحانه أمره بالجهاد في سبيله ، والثاني يقاتل أن رؤساءه أرغموه وأمروه .

تصدى مع إخوانه لقوة كبيرة بالأمس ، قتلوا عدداً منهم ، وأصابوا العشرات استشهد اثنين من إخوانه ونالوا أحد الحسنين : النصر أو الشهادة ..

بينما هو في رباطه مع إخوانه تحت دك F16 والمروحيات والطائرات بدون طيار ، تحت دك الفسفور الأبيض والقنابل الانشطارية ومحاولة الاختراق من قبل الجنود اليهود الجبناء ، تذكر أهله وإخوانه ، تذكر الحبيبة أمه ، مازال يذكر تلك القبلة التي ودعته بها وأمرته أن لا يعود إلا منتصراً أو شهيداً ، كان خائفاً عليها وعلى أخواته ولكنها طمأنته وأوصته بالصمود والمقاومة والاستبسال ، وانتظرت منه أن تسمع أخباره السارة ودعت له بالنصر والتسديد..

تذكر عجائز حيه المسكينات ، نعم ليس لهم أي ذنب في هذا القصف ، إلا أنهن هن من خرجن إخوانه من الأسود ويكفيهن فخراً وعزاً ..

بينما هو في تفكيره ذاك ، إذ بدأ قصف قريب من مواقعهم حاول الاختباء استعان بالله نطق الشهادتين وذكر نفسه بفضائل الشهيد وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( إن للشهيد عند ربه سبع خصال: أن يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلية الإيمان، ويجار من عذاب القبر ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج ثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه)) وتذكر أبيات سعد بن رواحة رضي الله عنه عندما قال وهو يقتحم في غزوة  مؤتة :

أَقسَمتُ يا نَفسُ لَتَنزِلِنَّه

طائِعَةً أَو  لَتُكرَهِنَّه

إِن أَجلَبَ الناسُ وَشَدّوا الرَنَّة

ما لي أَراكِ تَكرَهينَ الجَنَّة

قَد طالَما قَد كُنتِ مُطمَئِنَّة

هَل أَنتِ إِلّا نُطفَةٌ في شَنَّه

استمر القصف المتواصل فوقه لأكثر من نصف ساعة ، ثم بدأت قطعان الجيش بمحاولة الدخول ، بدأ وإخوانه التصدي لهم ، إنهم يقاتلونهم من داخل الدبابات والمدرعات كما قال الله تعالى فيهم :(( لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر )) ، إن الواحد منهم لا يستطيع الخروج من دبابته ليقضي حاجته حتى ، استبسل في جهاده ومقاومته حاولوا التقدم ولكن محاولتهم باءت بالفشل ، حاصره عدد منهم فأعانه الله أن يقتل ثلاثة منهم ويجرح اثنين وكثرت جراحه ، ثم أغرقوه بسيل من الرصاص فنطق الشهادتين وفاضت روحه إلى باريها ، وقد حصل له ما تمنى وما تمنت أمه له إما النصر وإما الشهادة .

وكأن لسان حاله يقول لأمه :

أمـاه خـلي الـدمع iiوالتنهيدا      إن  ابـنك المقبور مات iiشهيداً
أمـاه كـلا لا تقولي قد iiمضى      ولدي على درب الأسى iiمفقودا
أنا  في جنان الخلد حياً لم iiأمت      قد صرت خلقاً في الجنان جديداً
فـأنا هـنا حـي وربي لم أزل      وأعـيش في كنف الإله iiسعيداً
أنـا  في سبيل الله مت فيا iiلها      من  فرحة حين ارتقيت iiصعوداً
ورأيـت  يا أمي بعيني iiمقعدي      بـين الجنان وكان لي مرصوداً
كـانت  مـلائكة الإلـه iiتزفني      فـي موكب كانوا عليه iiشهوداً
فـوددت  لـو أحيى لأقتل iiفي      سـبيل الله مراتٍ أموت iiشهيدا
لا تـدمعي فـاليوم يوم iiفراقنا      لـكـنه أبـداً سـيبقى iiعـيدا
لـو  تـعلمين بما شرفت iiبنيله      لكتبتي  من دمي المراق iiنشيداً

هذا مثال لأحد مقاومي ومجاهدي وأبطال غزة ، وما زال مثل هذا الآلاف ، تخرجهم لنا أمثال صفية وهند وفاطمة ..

ــــ

الفقير إلى ربه : عبد الرحمن الكيلاني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ