-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 22/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


" الله أكبر " .. كانت إشارة البداية

محمد الحموي

إنها ليلة الخامس من تشرين الأول ..

والوقت بين أذاني المغرب و العشاء .. و الناس منتشرين على ضفاف العاصي و في مقاهي الصيف .. لا يدرون ما ينتظرهم مع انطلاق صيحة الله اكبر .. التي لم تكن لتعلن أذان العشاء فقط .. بل كانت إعلان ....

نعم ..

فما أن صاحت المآذن .. صاحت معها حناجر المظلومين بنفس الصوت .... الله أكبر .. الله أكبر ....

ثم دوى أزيز الرصاص في كل مكان .. فهاجم الأبطال الحمويين المخافر و الثكنات ..

وتدفق رجال المدينة الأبية صوب دار الحكومة و السرايا .. لأنها كان بها مستودع كبير للأسلحة .. تدفقوا كاللهيب المصبوب على رؤوس الطغاة و المستعمرين

فاستقبلهم الجنود الفرنسيين الغادرين بالرصاص .. الذي تلقاه الرجال الأحرار بصدورهم الأبية .. فاستشهد الكثير ..

ولكن هيهات لرجال حماة أن ترهبهم رصاصات الغادرين .. وهيهات أن يعودوا أدراجهم بغير النصر أو الشهادة

اقتحموا دار الحكومة عنوة و أشعلوا فيها النيران بعد أن حاصرو فيها الجنود الفرنسيين في طابقها العلوي .. وبقية مشتعلة حتى أتت على كل ما فيها ..

هاجم المجاهد فوزي القاوقجي وبصحبته العشائر العربية التي تسكن حول حماة .. هاجموا مخافر المدينة و ثكناتها ..

فكيف بك لو شاهدت البطل القاوقجي وهو يقف بصدره أمام لهيب الرشاشات الفرنسية ..

وهكذا حتى شروق الشمس .. و الدائرة تدور على الجيش الفرنسي في كل مكان ..

في الشعبة و السرايا و الثكنات و المخافر ..

وسقط ما يقارب من ثلثي القوة الفرنسية في المدينة .. بين قتيل و جريح و مستسلم

حتى جاءت الطائرات ..

ومنذ متى كان الرجال يخافون من الطائرات !!!!

سقطت طائرتين على أيدي فلاحين و بدو حماة .. قبل حتى أن تصل إلى وسط المدينة ..

ثم بدأ القصف الشرس في كل مكان .. و بدأ الشيوخ و النساء و الأطفال بالتساقط كأوراق الخريف ..

وبدأ الأطباء يتساقطون وهم يسعون لإسعاف الجرحى ..

ولو حضرت ذلك الموقف لرأيت عجبا و لملئت إعجابا ..

ثم ما إن جاءت الظهيرة حتى بدأت نيران الثكنات تخبو .. و بدأ الحصار يشتد على الأعداء ..

ولكن لم يكتب الله للمجاهدين النصر في هذه المعركة .. فقد جاءت حاميات كبيرة من المستعمرين لدعم المحاصرين وهي تطلق النار بغير هدى فزعا و هلعا مما حل بجنودهم على أيدي أهل حماة ..

وبعد قتال دام استبسل فيه الحمويون حتى نفد عتادهم .. انسحبوا من المدينة في المساء .. فأسرعت القوات الفرنسية - وأكثرها من همج السنغال - إلى احتلال المرتفعات .. وأخذت ترمي برصاصها على الشوارع والطرقات والمنازل والنوافذ .. وعلى الذين يدفنون القتلى في المقابر .. فاستشهد عدد من المسالمين أكثرهم من النساء والعجزة والأطفال ..

ثم تغيب شمس ذلك النهار .. و دماء الشهداء الذكية تعبق بالمدينة من كل أنحائها ..

تغيب شمس ذلك النهار .. ولكن لابد أن تشرق هذه الشمس من جديد ..

وكانت خسائر حماة يومئذ تفوق خسائرها في ثورة أيار 1945 في الأنفس والأموال والمباني .. لأن الفرنسيين كانوا يطلقون نيرانهم عليها من داخل المدينة ومن خارجها .. ولأن الحكومة بدركها وشرطتها وموظفيها كانت تأتمر بأوامرهم .. ولم تكن في سورية قوات بريطانية تتدخل حين يروق لها التدخل فتوقف طغيان الفرنسيين.

وعلى كل حال فلن يضير حماة أن تكون سريعة الغضب جسيمة التضحية .. إذا كانت بثورتها قد أسدت للوطن يدا بيضاء .. وأطالت سنتين في أجل الثورة السورية .. وصيرتها في مصاف أعظم ثورات الدنيا .. وجعلت ريح الثورة تهب على جميع البلاد فتشعلها نارا على المستعمر الغاشم

هنا حماة .. مدينة الفداء .. سورية

من حديث ثورة 1925 التي كانت بقيادة القاوقجي

محمد الحموي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ