-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 21/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تاريخية أبواب دمشق

أصالة وتراث

أ. فايزة بوصلاح*

تقديم:

إذا كان التاريخ سردا لماضي الإنسانية ، وسجلا لمجرى الحوادث الذي يصنعه الأبطال والشعوب فإن التاريخ الكبير تاريخ دمشق لمحدث الشام ومؤرخها الحافظ ابن عساكر هو النور الساطع واللؤلؤة المضيئة بين كتب التاريخ. الذي يؤرخ لأعرق مدينة في التاريخ بل إنها جنة الأرض ومدينة العلم والفضل والحضارة أم الشام، يشد إليها الرحال بما زخرت به من المدارس وحلقات العلم في كل فن وعلم، وبما أنجبت من علماء وفرسان أعلام في كل حلبة من حلباتها .وسنحاول هنا إعطاء لمحة موجزة وخاطفة عن أبواب دمشق التي لا زالت تعكس صورتها الحضارية عبر مر الأجيال والحقب التاريخية الغابرة. من هذه الأبواب مثلا:

 1.الباب الصغير :هو بابها القبلي ، سُمي بذلك لأنه أصغر أبوابها حينَ بُنيت وهو يؤدي إلى المقبرة المسمّاة باسمه ..

 وهو يطلق عليه باب الشاغور وقد جدده نور الدين وعليه كتابة بالخط الكوفي تشير الى ان نور الدين رفع حق التسفير عن التجار الذاهبين الى العراق والقافلين منها، جدد الباب ثانية زمن المماليك بيد السلطان عيسى بن الملك العادل، ومن أهم ما وقع على هذا الباب نزول يزيد بن أي سفيان عليه عند الفتح الاسلامي، كذلك دخل منه الملك المغولي (تيمورلنك) سنة 803 هجري. ‏

 2.باب كيسان : وهوَ يليه من القبلة بشرق , ينسب إلى كيسان مولى معاوية , يقع حاليا في ساحة (البيطرة) التي اختفت أيضاً نهاية شارع ابن عساكر من الشرق، قام نور الدين بسده، ثم أعيد فتحه في عهد المماليك سنة 1363م على يد الملك الاشرف ناصر الدين شعبان الثاني ورمم مجددا في عهد الانتداب الفرنسي،

 وجاءت تسميته نسبة الى (كيسان) مولى الخليفة معاوية بن أبي سفيان الذي اعتقه بعد نزوله على الباب إبان الفتح الاسلامي لدمشق سنة 14هـ/635م وحاليا اصبح الباب مدخلا لكنيسة القديس (بولس) التي شيدت عام 1939 وتروي المصادر التاريخية ان هذه الكنيسة بنيت في المكان نفسه الذي تم فيه انزال (بولس) بسلة من فوق السور، فتمكن من الهرب من بطش الرومان واليهود والوصول الى أوروبا حيث نشر الديانة المسيحية.

3.الباب الشرقي : سُمي بذلك لأنه شرقي البلد كان عبارة عن ثلاثة أبواب باب كبير في الوسط و بابان صغيران من جانبيه         

يقع على الجهة الشرقية من سور المدينة، وينتهي عند الشارع المستقيم الواصل بينه وبين باب الجابية بني في العهد الروماني أوائل القرن الثالث للميلاد وجدد في عهد نور الدين زنكي سنة 1163م كما جدد بناء المئذنة في عهد السلطان العثماني مراد الثالث قبيل سنة 1582م. ‏

ويتألف الباب من ثلاث فتحات أكبرها أوسطها وسدت هذه الفتحة والفتحة الجنوبية في القرون الوسطى، ولم تبق إلا الفتحة الشمالية التي تعلوها صفوف من أحجار السور ومن أهم الأحداث التي وقعت عند هذا الباب دخول خالد بن الوليد منه الى دمشق عند الفتح الاسلامي، ودخول عبد الله بن علي حين احتلها العباسيون

 4.باب توما :ينسب إلى أحد عظماء الروم واسمه (توما)،, يحتل الجهة الشمالية الشرقية من سور المدينة وهو في الاصل باب روماني ، كانت عنده كنيسة حولت الى مسجد بعد الفتح العربي لدمشق وترتفع على الباب مئذنة، كما توجد عنده باشورة (سوق صغيرة) ذات حوانيت يمكن إغلاقها ليتمكن أهلها من البقاء فيها لدى حدوث الغارات أو إقامة الحصار على المدينة،

 أعيد بناء باب توما بشكل جيد زمن الملك الناصر داوود 1228، أزيل المسجد الذي كان عنده في بداية العهد الفرنسي، يعتبر باب توما نموذجا من نماذج المنشآت العسكرية الايوبية التي تقدم صنعها تقدما مدهشا في أول القرن الثالث عشر الميلادي، يعلوه قوس مجزوء، وشرفتان بارزتان لهما دور عسكري وتزييني معا، وينسب باب توما كما أورد ابن عساكر الى كوكب الزهرة، ويروى ان عمر بن العاص نزل عليه يوم الفتح الاسلامي لدمشق. ‏

 

5.باب الجينيق : يسمى بمحلة كانت هناك وهوَ الآن مسدود , يقع بين باب السلام وباب توما، وكانت عنده كنيسة حولت الى جامع ثم صار بيوتا للسكن فيما بعد، ومع ذلك مازالت بعض آثاره على جدار السور ظاهرة للعيان ولاسيما القوس الذي كان يعلو الباب ويلاحظ ان عدد ابواب المدينة في الجهة الشمالية اكثر منه في الجهات الاخرى، لعدم امكان توقع هجوم من هذه الجهة وذلك بسبب الحماية التي توفرها قنوات المياه (بردى وفروعه العقرباني و الدعياني) اضافة لصعوبة التضاريس الناتجة عن سفوح جبل قاسيون. ‏

6.باب السلام : سُمي بذلك للتفاؤل ، لأنه لا يمكن القتال على البلد من ناحيته لما كان دونه من أشجار وأنهار , اختلفت الروايات حول أصله فقال البعض انه من أصل روماني بينما لم يستبعد الاخرون ان يكون نور الدين أول من أنشأه سنة 1164م ثم تهدم فجدده الملك الصالح أيوب سنة 1243، وهو ثاني باب أيوبي انشىء بعد باب توما، ويشبهه بقوسه وكوته وشرفتيه ويمتاز عنه انه لم يرسم في عهد المماليك،ولم يزل في حالة جيدة..

7.باب الفراديس : باسم محلة خارج البلدة ، والفراديس البساتين ، وهو الذي يؤدي إلى مقبرة الدحداح , أعاد انشاءه الملك الصالح عماد الدين اسماعيل سنة 1241، وهو موجود حاليا في سوق العمارة تحيط به المحال التجارية من جهته الخارجية والمنازل من جهته الداخلية. ‏

8.باب الفرج : أحدثه فيما بعد الملك العادل نور الدين وسماه بذلك تفاؤلاً . وكان بقربه باب يسمة باب العمارة فتح عند عمارة القلعة ثم سدّوه , يقع في الجهة الشمالية من سور المدينة، بين العصرونية والمناخلية، فلذلك يسمى احيانا باب المناخلية كما ويسمى باب البوابجية، انشأ الباب نور الدين وسمي باب الفرج لما وجد الناس فيه من الفرج باختصار للمسافة في الدخول والخروج من المدينة، جُدد الباب أيام سيف الدين بن أبي بكر بن أيوب سنة 689هـ وهو باب مزدوج. ‏

9.باب الحديد : سُمّي بلك لأنه كان من الحديد و كانَ خاصّاً بالقلعة .

10.باب الجنان : غربي البلد , سمّي بذلك لما يليه من البساتين .

11.باب الجابية : نسبته إلى قرية الجابية في حوران ويخرج منه إلى ما قبلها وكان ثلاثة أبواب , اختفى حاليا ويقع غرب سور المدينة عند نهاية السوق الطويل (الشارع المستقيم) مواجها الباب الشرقي في الطرف الثاني من الشارع , ويقال ان أبا عبيدة بن الجراح دخل دمشق من باب الجابية صلحا عند الفتح الإسلامي لها. ‏

 ومجمل القول أن هذا فيض من غيض ولا يمكننا بأي شكل من الأشكال أن نحصر حضارة دامت قرونا وقرونا في جزئية تاريخية. إن هذه الأبواب لا زالت إلى اليوم مزارا شاهدا على أرقى الحضارات التي عرفتها تلك المدينة، وسنحاول في الأيام القديمة تبيان ولو جزبالجزء البسيط عن بلاد بارك الرب من قبل ومن بعد. وللإطلاع أكثر على تاريخ مدينة دمشق يراجع: كتاب ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق على سبيل المثال لا الحصر.

ـــــــ

*باحثة بقسم اللغة العربية وآدابها – جامعة وهران-

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ